الخميس 23 مايو 2024

صحيفة إسرائيلية: أهداف صناع القرار تتركز في "تبريد الأجواء المتوترة بالقدس والرد دون الدخول في حرب"

القدس المحتلة

عرب وعالم7-4-2023 | 20:41

دار الهلال

ذكرت صحيفة (إسرائيل اليوم) أن إطلاق 34 صاروخاً من جنوب لبنان إلى أراضي الجليل الغربي في ساعات ظهر أمس، هو بلا شك الحدث الأمني الأخطر في هذه الجبهة منذ حرب لبنان الثانية في 2006، و"التفسير الفوري أنه رد فلسطيني على أحداث الحرم. لكن بخلاف إطلاق النار من قطاع غزة، فالوضع في الساحة الشمالية أكثر تعقيداً، إذ هدد نصر الله بأنه سيرد على كل عملية إسرائيلية في أراضي لبنان، وتهديده مسنود بعشرات آلاف الصواريخ الموجهة إلى الأراضي الإسرائيلية".

وقالت الصحيفة إن تهديدات الأمين العام لحزب الله، بالرد على كل عملية إسرائيلي تجاه لبنان أو مواطنين لبنانيين؛ دفعت إسرائيل إلى أن تتجلد مراراً على أعمال استفزازية من جانب نصر الله طوال أشهر. 

وأضافت أن سياسة الاحتواء والرد غير المباشر من جانب إسرائيل زادت ثقة نصر الله بنفسه، الذي رفع مبلغ رهانه، وأضيف إلى تآكل الردع الإسرائيلي بالطبع الوضع الداخلي المهزوز في إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، مما جر احتجاج رجال الاحتياط إلى نحو واسع وتوترات بين أمريكا وإسرائيل.

وتابعت: أما الآن فلم يعد بإمكان إسرائيل مواصلة سياسة التجلد والاحتواء، كون إطلاق 34 صاروخاً يغير الوضع دراماتيكياً. بقعة الضوء هي القبة الحديدية، التي اكتملت لها اليوم بالضبط 12 سنة على اعتراضها الأول (7 ابريل 2011). بفضل اعتراض 25 صاروخاً أطلقت نحو بلدات في إسرائيل، كان يمكن للقادة أمس أن يتخذوا القرارات من الرأس، وليس من البطن، وأن يحاولوا إيجاد شكل الرد الذي قد لا يجر إسرائيل إلى حرب شاملة مع حزب الله. أمس، في ساعات ما بعد الظهر، حاول الجيش الإسرائيلي تحديد اتجاه الرد. فقد شدد الناطق العسكري، العميد دانييل هجري، على أن الحدث وإن كان متعدد الجبهات، لكنه أحادي التنظيم.

وأشار العميد هجري - بحسب الصحيفة الإسرائيلية - إلى أن مصدر النار في الساحتين هو فلسطيني (حماسي)؛ لكن جهاز الأمن يدرك جيداً بأن ناراً بمثل هذا المدى من جنوب لبنان لا يمكن أن يتم بدون إذن، أو على الأقل علم، من حزب الله، "السيد في المنطقة"، لكن الناطق العسكري لم يذكر في أقواله حزب الله. قضى فقط بأنه تقع على “دولة لبنان مسؤولية حين تطلق النار منها”، وأشار أيضاً إلى فحص مشاركة إيران أيضاً.

ولفتت الصحيفة إلى أن مداولات أمنية حثيثة جرت أمس حول شكل الرد الإسرائيلي.. بداية في الجيش والشاباك، ثم لدى وزير الدفاع، وأخيراً، ودون مفر، أمر رئيس الوزراء نتنياهو بانعقاد الكابنت السياسي الأمني. ومع أن إسرائيل فعلت كل شيء في الأشهر الأخيرة؛ كي تمتنع عن الرد من خلال الهجمات في لبنان، انطلاقاً من أن عملاً إسرائيلياً في لبنان سيجر رداً مضاداً من “حزب الله”، فمن الصعب أن نرى كيف ستنجح إسرائيل هذه المرة في الامتناع عن رد عسكري في لبنان.

ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن المعضلة الأساس "لأصحاب القرار" في إسرائيل أمس كانت كيف تقلص احتمال اشتعال كامل قدر الإمكان. لكن رغم الرغبة الإسرائيلية في تقييد رد الفعل وحصره بالفلسطينيين، "من المهم أن نذكر بأنه وفي المرة السابقة التي رد فيها الجيش الإسرائيلي على مصادر نار فلسطينية من لبنان، في أغسطس2021، رد حزب الله بإطلاق 19 صاروخاً نحو (هار دوف)".

واعتبرت أن الأهداف المركزية لجهاز الأمن الإسرائيلي "كانت لتبريد الأجواء المتوترة في القدس والرد في قطاع غزة ولبنان دون الدخول إلى حرب".. "لكن من الصعب - والحديث للصحيفة الإسرائيلية - توقع دينامية الأمور في لبنان، وبالتأكيد قد نجد أنفسنا في عدة أيام قتالية، إذا لم يكن أكثر من هذا".