ركزت العديد من الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان، على مناقشة قضايا ومشاكل المرأة المختلفة، وسلطت الضوء على حلها وتبديل الصورة السلبية النمطية التي فرضت على المرأة لعقود والتأكيد على أهميتها في المجتمع، الأمر الذي جعلنا نتساءل إلي أي مدى تؤثر تلك الأعمال على الحالة النفسية للمرأة، وهل تزيد من شعورها بأزماتها التي تعيشها، أم تجدها نوعا من المواساة والتخفيف من وطأة المشاكل النفسية.

تقول الدكتورة رحاب العوضي أستاذ علم النفس السلوكي، أن طبيعة المرأة أنها دائمة التذكر، فإذا مرت بمشكلة ما لا تنتظر المشاهد الدرامية كي تعيد عليها أزمتها، خاصة وإن كانت قد اجتازت تلك المشكلة بنفسها وتعلمت من قسوة التجربة، ولكن بشكل عام قد تكون الأعمال الدرامية مؤثرة فى النساء ، وذلك في حالة مناقشة القضايا ولفت انتباه المسئولين القائمين على مثل هذه القضايا التي تخصها والعمل على تعديل بعض القوانين لصالح المرأة، مثل قضايا الميراث والطلاق والحضانة للأطفال وغير ذلك، أو تلك الأعمال الدرامية التي تساهم في الحد من الكثير من الظواهر ومناقشة قضية العنف ضد المرأة في الدراما عبر تصوير مدى الألم والمضاعفات التي تعانيها المرأة من جراء معاملتها بقسوة وتوضيح مدى تأثر الأبناء بهذه المواقف التي قد تنعكس عليهم في حياتهم سواء في الصغر أو الكبر.

وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي، أن المشاهد التمثيلية تبقى في النهاية مجرد عمل درامي لا يمكن أن تنتظره المرأة من أجل حل مشكلتها أو تسليط الضوء عليه، ولكن لابد أن تقوم هي بذاتها وتعمل على تطوير مهاراتها، فهناك بعض الأعمال لا ترتبط بالواقع وأحداثه ، وبالتالي أي محاولة لتقليده أو التأثر به قد يزيد من المشكلة، ومن الأفضل أن تقوم المرأة التي تعاني من أزمة ما بالبحث عن أعمال فنية مبهجة، كي تساعدها في تفريغ الطاقة السلبية وجذب الطاقة الايجابية والتفاؤل الذي يحسن من حالتها النفسية...