السبت 29 يونيو 2024

الحياة العسكرية .. حلم البنات المصرية

11-9-2017 | 14:30

كتبت : نيرمين طارق

رغبة فى خدمة الوطن وإثبات قدرة الفتاة المصرية على مشاركة الرجال فى الدفاع عنه فى السلم والحرب، دشنت مجموعة من الفتيات حملة «مجندة مصرية » طالبن خلالها بأداء الفتيات للخدمة العسكرية والمشاركة فى التدريبات المسلحة وعدم الاكتفاء بالتمريض والأعمال المكتبية، ورغم انتقاد البعض لتلك الحملة إلا أن أعداد المنضمات لها يزداد يوماً بعد يوم، لكن هل ستتقبل الأسر المصرية دخول بناتها الجيش؟ وهل سيرى هذا الحلم النور دفاعا عن الوطن؟

فى البداية تقول جهاد الكومى مؤسسة الحملة: بلغ أعداد من وقعن على الاستمارة للانضمام للحملة ما يزيد عن ٤٥ ألف فتاة، وقد طرحنا هذه الفكرة على العديد من المسئولين فى هذا المجال حيث وجدنا دعم كبير من قبل البعض، وما زلنا نتطلع إلى التحاق الفتيات بالجيش لكن بشكل اختيارى وليس إجبارى فبعض الفتيات ليس لديهن القدرة البدنية على تحمل التدريبات العسكرية، وقد شاركت فى مؤتمر الشباب الذى عقد مؤخرا بالإسكندرية وقدمت الملف للفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، وطالبنا أيضا بالسماح للفتيات بدخول الكليات العسكرية مثل الكلية البحرية والجوية، وحالياً أتلقى دورة المظلات فى المركز الأوليمبى العسكرى تحت إشراف قادة من الرجال لأقدم دليلا عمليا على قدرة الفتاة على القيام بالمهمات القتالية.

وتقول ميريت ناير، عضوة بالحملة: لا شك أن فكرة التحاق الفتيات بالخدمة العسكرية غريبة على المجتمع لكنها كغيرها من الأفكار التى رفضها المجتمع فى البداية، وسرعان ما تم تقبلها كتعليم الفتيات ودخولهن الجامعة ومشاركتهن فى العمل السياسى فى حقبتى الخمسينيات والستينيات، ونحن نحاول خلال الحملة نؤكد أن الفتاة المصرية لديها القدرة على تحمل مشقة الحياة العسكرية فهى لا تقل عن الفتاة الأمريكية والدليل على ذلك أنها شاركت فى المقاومة الشعبية أثناء العدوان الثلاثى فى مدن القناة، كما نأمل تعاون المسئولين وترحيبهم بالفكرة حتى تتحول لواقع، فهناك العديد من الفتيات لديهن القدرة على القتال ولابد من استغلال ذلك لصالح الوطن لهذا نسعى لمقابلة سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحصول على دعمه وموافقته الرسمية على الفكرة.

تأهيل المجتمع

وتقول مى مجاهد، باحثة قانونية وعضوة بحملة مجندة مصرية: نسعى من خلال الحملة إلى تأهيل المجتمع حتى يتقبل الفكرة، فإذا كانت الصعوبة فى تنفيذ هذه الفكرة تكمن فى السفر وقضاء أوقات طويلة خارج المنزل فالصحفية تسافر لتغطية المؤتمرات والمرشدة السياحية ترافق السياح لمختلف المناطق السياحية وهذا قد يتطلب أياما كثيرة، ولأن حماية الوطن مسئولية الجميع رجالا ونساء، فالمرأة عليها دور فى توعية المواطنين بكيفية الحفاظ على الأمن القومى ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى أنها قادرة على تحمل التدريبات القتالية وهذا ما أثبته عناصر الشرطة النسائية.

أما دينا مدحت فتؤكد أن المرأة لديها القدرة على حمل السلاح فهى قوية لكن ينقصها ثقة المجتمع فى قدرتها، مشيرة إلى أن تجنيد الفتيات لا يتعارض مع الزواج والأمومة حيث يحتاج هذا لفترة محددة فى حياة الفتاة وبعد انتهائها تصبح الفتاة حرة طليقة ويمكنها الزواج، وتقول: نتطلع إلى وصول المرأة إلى مناصب قيادية فى الجيش فهى لا تقل عن نظيراتها بالخارج.

رأى الفتيات

وتقول سامية عبدالله، طالبة بكلية الهندسة: مارست الفتاة المصرية الألعاب القتالية ونجحت فى حصد البطولات لذلك فدخولها الجيش أمر ليس صعبا حال موافقة الأسرة ووجود رغبة من الفتاة لخوض التجربة.

وترى داليا سمير، أخصائية تسويق: تتمتع الفتاة المصرية بانتماء شديد لجيش وطنها لهذا السبب يوجد لدى العديد من الفتيات رغبة فى دخول الجيش، لكن المشكلة تكمن فى سخرية أفراد المجتمع من الفتاة المجندة التى تقف على الحدود وتؤمن المنشآت.

وترفض لمياء أيمن، مدرسة لغة إنجليزية التحاق الفتيات بالجيش وتصفه بالأمر غير المقبول اجتماعيا، وتتسائل فى حال سفر الفتاة لأداء خدمتها العسكرية عمن سيقوم برعاية الأطفاللا والأسرة، لذا ترى أن عمل الفتيات بالمستشفيات العسكرية كممرضة وطبيبة أمر منطقى ولكن كمقاتلة فهذا خطر عليها وعلى الأسرة.

من جانبه ثمن د. محمد غانم، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، الحملة داعيا إلى دعمها لأنها تدل على الوطنية وإيمان الفتاة بقدرتها، وكما يقول: ينبغى أن يكون التحاق الفتاة بالجيش اختيارى فليس لدى كل الفتيات القدرة على تحمل الأوامر والبعد عن الأسرة لفترات طويلة، لذلك يجب أن يكون هناك فترة تجربة للفتاة إذا نجحت فى تخطيها فعليها الاستمرار وإذا لم تنجح فالتراجع من حقها لأن الحياة العسكرية تفرض عليها التخلى عن جزء من أنوثتها بالإضافة إلى تأخير فرصها فى الزواج، لأن ثقافة المجتمع المصرى تجعل الرجل يرفض الارتباط بالفتاة التى تغيب عن منزلها لفترات طويلة.

    الاكثر قراءة