استهدفت الدولة تحقيق التنمية الاقتصادية والعمرانية في كل المجالات في سيناء خلال السنوات الماضية بتنفيذ مشروعات التنمية التي بلغت تكلفتها نحو 700 مليار جنيه، وتحتفل مصر اليوم بالذكرى الـ41 لتحرير سيناء والتي تتزامن مع طفرة تنموية غير مسبوقة شهدتها أرض الفيروز لتحقيق التنمية والعمران ودحر الإرهاب.
تنمية سيناء
وكان محور التنمية الاقتصادية من أهم المحاور التي عملت الدولة على تحقيقها خلال السنوات الثمانية الماضية، والذي ركز على 3 ركائز رئيسية، هي: الزراعة واستصلاح الأراضي، والتنمية الصناعية، والتنمية السياحية فعملت الدولة على إضافة 450 ألف فدان للرقعة الزراعية، كما قامت الدولة بإنشاء 5 مناطق صناعية جديدة، بالإضافة إلى التنمية السياحية.
وهناك مشروعين من أكبر وأعقد المشروعات التي تم تنفيذها على مستوى العالم والموجودين على أرض سيناء، هدفهما إضافة وضخ المياه لزيادة الرقعة الزراعية في سيناء، حيث كان يوجد قبل عام 2014، نحو 224 ألف فدان، اليوم ومع تنفيذ هذه المشروعات سوف نتجاوز الـ 675 ألف فدان، أي سوف يتم إضافة نحو 450 ألف فدان للأرض.
وكان من أهم المشروعات المنفذة في هذا الشأن وهو المشروع الذي وُضع في موسوعة جينيس، هو مشروع محطة معالجة بحر البقر، والذي يضخ حوالي 6 ملايين متر مكعب من المياه إلى سيناء، لخدمة عملية الزراعة الجديدة، والتي تم تنفيذها في زمن قياسي، وكذلك مشروع مياه مصرف المحسمة بطاقة مليون متر مكعب، والذي تم تنفيذه لاستزراع مساحة 50 ألف فدان، وهو مشروع آخر عملاق شديد التعقيد نجحت الدولة في تنفيذه، بالإضافة إلى استكمال البنية الأساسية بالكامل لمآخذ مياه الري بترعة الشيخ جابر لاستصلاح 90 ألف فدان بمنطقة رابعة وبئر العبد، والمخطط لها منذ تسعينيات القرن الماضي، واستطاعت الدولة اليوم تنفيذه.
وفي إطار تنمية الثروة السمكية، تم تنفيذ مشروع مزارع الفيروز السمكية، بطاقة إنتاجية كبيرة جدا، تحقق جزءا من الاكتفاء الذاتي للدولة المصرية، بالإضافة للمزارع السمكية التي قامت بها هيئة قناة السويس في شرق القناة، والتي بلغت تكلفتها 650 مليون جنيه، فضلا عن حواجز الأمواج بالمزارع السمكية في شرق بورسعيد.
كما يجري تنفيذ تطوير لميناء الصيد البحري بمدينة طور سيناء بالعريش، بجانب مشروع إعادة الاستفادة من بحيرة البردويل، وزيادة سريان المياه داخل البحيرة، حتى تعود بأكبر حجم من الانتاجية فيما سبق بأعلى جودة من الأسماك، وتعمل الدولة على تنفيذ المشروع من خلال إزالة الأماكن العشوائية للصيادين واستبدالها بأماكن حضارية وأعمال التكريك والتوسيع في البحيرة وإزالة العوائق المدفونة داخل البحيرة تنفيذ منظومة متكاملة بجانبها تخدم عليها، سواء مصنع ثلج، أو محطة تحلية، وصالات فرز وتصدير، وكذا إنشاء مصانع تخدم عليها.
التنمية الصناعية
أما فيما يخص التنمية الصناعية، فهناك خمس مناطق صناعية ممتدة على مساحة 83 ألف فدان، تتمثل في المنطقة الصناعية ببئر العبد، والحرفية بالمساعيد، بوسط سيناء، بأبو زنيمة، بالقنطرة شرق، بخلاف المشروعات التي يتم تنفيذها بشرق بورسعيد، ومصانع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، مثل مصانع الرخام بجفجافة، ومشروعات مصانع الأسمنت التي تم تطويرها وزيادة كفاءتها.
فزادت الطاقة الانتاجية لمصنع أسمنت العريش لنحو 7 ملايين طن سنوياً، والمجمع العملاق للرخام في جفجافة بوسط سيناء، بتكلفة مليار جنيه تقريباً، وكذلك مشروع منطقة وادي التكنولوجيا، وهو أحد أهم المشروعات المخططة التي تضعها الدولة كأولوية في تنفيذ التنمية في سيناء، حيث تخدم مدينة الاسماعيلية الجديدة.
كما كان للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر نصيب كبير أيضاً، حيث ضخت الدولة أكثر من 2 مليار جنيه في تلك المشروعات وفرت نحو 90 ألف فرصة عمل مباشرة، وكذلك توفير البنية الأساسية في سيناء كباقي ربوع مصر، من خلال إنشاء مكاتب المستثمرين المختلفة.
التنمية السياحية
وفيما يخص "التنمية السياحية"، كان من أهم المشروعات التي نفذتها الدولة في هذا المجال متحف شرم الشيخ، حيث أصبح اليوم بؤرة لجذب السياح في مدينة شرم الشيخ.
وكذلك مشروع تطوير مدينة طور سيناء، ومشروع "التجلي الأعظم"، الذي يتم تنفيذه في موقع يدرك الجميع عبقريته، باعتباره الوحيد على وجه الكرة الأرضية الذي تجلى فيه المولى سبحانه وتعالى، ومن المرتقب أن تنتهي مشروعات التطوير بسانت كاترين ستكون قبل نهاية هذا العام، لتُبرز جمال هذه البقعة الطاهرة من الأرض، موطئ الحضارات جميعها.