الثلاثاء 28 مايو 2024

سنة أولى جامعة .. مرحلة عيشيها.. ومخاوف اقهريها

18-9-2017 | 14:10

تحقيق : هدى إسماعيل

ربما يكون مشهد ياسمين عبد العزيز في فيلم "الثلاثة يشتغلونها" هو الأقرب لحال الطلاب مع الأشهر الأولى لالتحاقهم بالجامعة، فالانتقال من المرحلة الثانوية إلى الجامعية يسبب في بعض الأحيان صدمة لعدد من الطلاب، حيث يشعر الطالب بمشاعر ممزوجة بين الفرحة والقلق والخوف مما ينتظره، خاصة أن تلك المرحلة تختلف كثيرا عما سبق من حياته, حيث المزيد من الحرية والاعتماد على الذات والانفتاح على عالم جديد يرسم ملامح مستقبله، تلك المشاعر المختلطة دفعتنا لسؤال خبراء الاجتماع والتنمية البشرية كيف تتعامل الأسرة مع أبنائها في السنة الأولى من الجامعة؟

فى البداية تقول د. سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس: لا شك أن الأسرة هى أساس النجاح والاستقرار، فإذا كانت العلاقة داخل المنزل قائمة على الصداقة والحب ستمر المرحلة الجامعية دون خطر أو قلق لأن الصداقة أساس الحياة الصحية، وهناك الكثير من الأسر التى تقع في خطأ فادح وهو فرض القيود على أبنائها وهو ما يعد مؤشر خطر لأن ذلك سيكون بداية اللجوء للكذب خوفا من العقاب، لذلك يجب على كل أسرة لديها ابن فى المرحلة الأولى من الجامعة أن توضح له أنها بداية انطلاق للمجتمع الخارجي والتعرف على ثقافات وأخلاقيات مختلفة، وعلى الأسرة أن تتواصل مع أصدقاء أبنائها سواء من المرحلة الثانوية أو الجدد الذين تعرف عليهم خلال الجامعة حتى يتسنى لها إبداء النصيحة، لأن الطالب في هذه المرحلة يكون في مرحلة انبهار بكل ما حاوله دون أن يتأكد من مدى توافقه وعادات وتقاليد المجتمع أم لا.

الاختلاط في الجامعة

وترى د. ناهد نصر الدين، خبيرة التنمية البشرية أن الاختلاف بين المرحلة الثانوية والجامعة لا يشعر به كل الطلاب، قائلة: طلاب المدارس المشتركة لا يشعرون بالاختلاف بين المرحلتين لأن الاختلاط بالنسبة لهم جزء من طبيعة الحياة، لذلك فالمرحلة الجامعية بالنسبة لهم تكون بسيطة وسهلة لأنهم يعرفون معنى الصداقة الحقيقة الخالية من أى أخطاء أو أهواء شخصية، ولا أنكر أن لكل قاعدة شواذ، لكن في الغالب تسير الأمور طبيعة دون تعقيدات، أما الطلاب الذين ترفض مجتمعاتهم الاختلاط فتكون النتيجة أن كل طرف ينظر للآخر بمنظور "العفريت", بالإضافة إلى تأثير البيئة المحيطة والثقافات الخاطئة في المجتمع وحكايات الآخرين، كل هذا يترك بصمات سلبية على شخصية الجنسين لأن طبيعة المجتمع والثقافة المحلية تختلف من مكان لآخر، فأهل المدن الحدودية والقبائل يضعون الفتاة في عزلة كاملة عن الجنس الآخر, فلا علاقة ولا تعامل في أى شيء، أما في الصعيد فالأمر اختلف قليلا في السنوات الأخيرة حيث أصبح الانفصال جزئيا وليس كليا كما كان في السابق، وعندما نقترب من العاصمة نجد الأمر بسيطا وخاليا من التعقيدات لذلك تكون فرصة تعرضهم لأخطاء العلاقات الجامعية أقل من المجموعة الثانية "المدن الحدودية - والصعيد", لأن الفتاة تكون قد وصلت إلى مرحلة من الوعي يجعلها تحكم على الأمور بشكل صحيح وتستشعر الخطر قبل حدوثه، كما أن الوالدين وبعض الأحيان الأخ يلعبون دورا كبيرا فى تخطى تلك المرحلة، فالأم في العاصمة نجحت أن تكون صديقة لابنتها وفي بعض الأحيان صديقة لزملاء أولادها, وهى نتيجة جيدة يمكن أن تحد من الأخطاء.

وتابعت: على الأم والأسرة بشكل عام أن تمهد لابنتها المقبلة على المرحلة الجامعية أنه ينبغى التواجد في الأماكن العامة والتجمعات الخيرية التي تبني الكثير من الثقة بين الجنسين، بالإضافة إلى اكتساب صداقات مختلفة تؤهل للتعامل داخل الوسط الجامعي, وبذلك يكون تواجد الجنسين في نفس المدرج الجامعي أمرا طبيعيا، كما أن تشجيع الطالب على إقامة جسور تواصل مع زملائه لكن ضمن إطار العادات والتقاليد التى يفرضها المجتمع تجعل المرحلة تمر بسلام دون تعقيدات، وعلى الفتاة أن تتعامل بجدية مع الجنس الآخر وتضع حدودا للتعامل في كل شيء، مطالبة الأهل بأن يوضحوا لأبنائهم أن المرحلة الجامعية هى دراسة وخبرات اجتماعية تؤهلهم لسوق العمل لذلك عليهم عدم إضاعتها دون فائدة حتى لا يصطدموا بمجرد تخرجهم .