الإثنين 3 يونيو 2024

بالصور.. ماهو سر السياحة الإسرائيلية في أوكرانيا؟

18-9-2017 | 18:46

تستعد الطواقم في المطار الإسرائيلي لاستيعاب المزيد من الحجاج في الأيام قبل عشية رأس السنة العبرية، فمن المقرر أن تقلع حتى الأربعاء من هذا الأسبوع أكثر من 100 طائرة على متنهم ما يقرب من 30 ألف يهودي يغادرون من إسرائيل إلى مدينة "أومان" وسط أوكرانيا.

في كل عام، يسافر آلاف اليهود للسجود على ضريح الحاخام المشهور "نحمان" المتواجد في مدينة "أومان" والذي يؤمن أتباعه من أبناء الدين اليهودي بأنه منحت نظرة جديدة للدين اليهودي, ويشكل هذا التجمع ظاهرة مثيرة للاهتمام بحد ذاتها,فليس هناك حدثا يهوديا آخر يتجمهر فيه أشخاص مختلفين إلى حد بعيد من أبناء هذا الدين ففي هذه الرحلة سيذهب المتدينون, والعلمانيون، والمحافظون وليس من يهتم بإقامة التقاليد الدينية فقط.

في السنوات الماضية، إزداد عدد الإسرائيليين الذين يسافرون إلى "أومان" سواء كانوا متديّنين أم لا بشكل ملحوظ، بهدف زيارة ضريح الحاخام "نحمان" الذي ولد في مدينة "مجيبوج" جنوب روسيا ورسم طريقه منذ صغره, وطبقا للروايات اليهودية, كان "نحمان"  يكثر من المكوث وحده في الطبيعة ومشاركة الخالق بلغة بسيطة بما يشعر به, في تلك الفترة، استقطب أتباعه الأوائل وفي سن 30 عاما انتقل للعيش في قرية "براسلاف" في أوكرانيا في يومنا هذا, ومات في سن 38 عاما بسبب مرض السل بعد زيارة قصيرة له في الأراضي المقدسة, ويؤمن أتباعه بما نشره "نحمان" في رسالته التي رسمت الحدود بين الوعي واللا وعي، الحياة المادية والحياة المليئة بالتصوف والروحانية, والإهتمام بقيم الإيمان البسيطة وقوة الصلاة الصادقة وتأثيرها.

في تقرير لموقع "المصدر" الإسرائيلي, ذكر أن مدينة "أومان" التي أصبحت اليوم بمثابة قبلة للحجاج الإسرائيليين, كانت مدينة لا يعرفها أغلب اليهود إلى أن انتشرت الشائعات بأن كل يهودي يزور ضريح الحاخام "نحمان" في عيد رأس السنة العبرية، ويتبرع بالمال، ويتلو الصلوات ويقرأ الآيات التوراتية قد تتغير حياته تغييرا جذريا, كما أنه سيحظى برزق وفير، وصحة تامة، ومصالح تجارية ناجحة, وكانت استجابة الإسرائيليين المتدينين والعلمانيين كبيرة، وبدأ الكثير من الأشخاص سريعا بالسفر إلى "أومان" لتأدية الصلاة في منطقة ضريح الحاخام وفي الكنس المختلفة في المدينة.

على الجانب الأوكراني, خلقت هذه الرحلات الدينية لليهود فرص لشركات السياحية في المدينة, التي بدأت نشاطات واسعة, كما بدأت تنتشر أماكن مبيت وضيافة كثيرة في المدينة وامتلأت الشوارع بالمطاعم وأكشاك الطعام، وأماكن بيع الكتب الدينية والتذكارات وكذلك قاعات الاحتفالات والمؤتمرات, إلى جانب إتساع الفرص التجارية في كل مكان وزيادة الأرباح، فوفق تقديرات جهة محلية أوكرانية، وصلت زيادات الأرباح المالية إلى ما معدله 20 مليون دولار، ومصدر هذه الأموال هو السياحة الإسرائيلية الدينية, ففي عام 2015 زار أوكرانيا ما يقرب من ربع مليون سائح إسرائيلي.

يذكر أنه في فبراير الماضي, قام رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” زيارة مقررة لرئيس الوزراء الأوكراني “فلاديمير جروسمان” وهو أول رئيس وزراء يهودي الأصل في أوكرانيا, في أعقاب تصويت “كييف” على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2334, ضد المشروع الإستيطاني الإسرائيلي, مما ترتب عليه إستدعاء أوكرانيا للسفير الإسرائيلي لديها “إيلي بلوتسركوفسكي” إلى وزارة الخارجية في “كييف” لتكون هذه آخر الأزمات التي شهدتها العلاقات الأوكرانية الإسرائيلية التي أخذت في التدهور منذ  مطلع عام 2016 حيث تزايدت الإحتجاجات من جانب أوكرانيا، على ما اعتبرته انتهاكات إسرائيلية للقوانين الدولية فيما يتعلق بالتعامل السياسي والاقتصادي مع ملف شبه جزيرة “القرم” المحتلة من قبل روسيا, وتفاقم الوضع خاصة بعدما أعلنت حكومة أوكرانيا عن نيتها بتقديم  لائحة اتهام ضد عضو الكنيست الإسرائيلي "يعقوب ميرجي" النائب عن حزب "شاس" ومحاكمته غيابياً، وذلك على خلفية الزيارة التي قام بها لشبه جزيرة “القرم”, والتي قامت اللسفارة الأوكرانية على إثرها بإرسال مذكرة احتجاج رسمية للخارجية الإسرائيلية تؤكد فيها أن تعامل إسرائيل مع القرم يعتبر خرقاً للقانون الأوكراني، الذي يمنع الدخول لشبه جزيرة القرم أو مقابلة ممثلين عن الحكومة  التي أسسها الروس دون الحصول على موافقة السلطات الأوكرانية.

وكان السبب الأكبر في تفاقم هذة الأزمة هي طريقة عرض وسائل الإعلام الروسية للزيارة التي قالت بأنها  "زيارة وفد رسمي من الكنيست الإسرائيلي".