كتبت- أماني محمد
يواصل الرئيس السيسي العمل الدءوب على المستوى الدولي لتوضيح رؤية مصر في القضايا الإقليمية والدولية، وإعلان مساعيها لتحقيق السلام الشامل والتنمية المستدامة وخلق توازن واستقرار بين دول العالم.
وشارك الرئيس أمس في أعمال قمة مجلس الأمن حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى مشاركته في جلسة أخرى تتعلق بمناقشة الأزمة الليبية، الأمر الذي اعتبره دبلوماسيون استكمالا لطرح الرؤى لكل القضايا الراهنة سواء إقليميا أو دوليا، وما يؤكد دور مصر المحوري المميز في قضايا الشرق الأوسط.
جاء ذلك بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات، منهم رؤساء فرنسا والسنغال وأوكرانيا، ورؤساء حكومات إيطاليا وبريطانيا والسويد ونائب الرئيس الأمريكي، بالإضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقية.
كما شارك الرئيس فى التصويت على القرار الخاص بمراجعة عمليات حفظ السلام الذي اعتمده المجلس بالإجماع.
4 شروط للتسوية الليبية
وفي كلمته بشأن ليبيا، أكد السيسي أن هناك 4 شروط للوصول إلى تسوية بها أولها دعم المجتمع الدولي للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنجاز تسوية سياسية شاملة فى ليبيا، يتوصل إليها الليبيون أنفسهم ويتوافقون عليها دون أن يتدخل أى طرف لفرض الوصاية عليهم، مضيفا أنه "لا جدوى من تعدد المسارات فى ليبيا فهناك أساس وحيد مقبول لإنهاء الأزمة الليبية يتمثل فى اتفاق الصخيرات.”
أما عن قوات حفظ السلام فقال إن "حفظ السلام ليس بديلاً عن الجهود الدبلوماسية الوقائية، أو الوساطة، أو بناء السلام، أو غيرها من الأدوات السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية، الرامية إلى علاج جذور المشكلات ورأب الصدع الاجتماعي”.
الخريطة الشاملة
السفير جلال الرشيدي، العضو السابق في وفد مصر الدائم بالأمم المتحدة، أكد أن الرئيس السيسي في كلمته اليوم أكمل ما طرحه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فجاء حديثه عرضا لمجمل القضايا الإقليمية والدولية، معبرا عن رأيه في إرساء دعائم السلام والاستقرار وهو ما ترفعه الدورة الحالية للأمم المتحدة ويحمل شعار: "التركيز على الشعوب: السعي من أجل السلام والحياة اللائقة للجميع".
وقال لـ«الهلال اليوم» إن سياسة مصر واضحة في الأزمات الشائكة، وسبق وطرح الرئيس قبل ذلك الحل السياسي في عدة محافل دولية لمواجهة القضايا المصيرية، مضيفًا أن أي أزمة حلها سياسي لا يقوم على الحرب والقتال لأنه ينتج أزمات أخرى ويعمق الخلافات، فالحل هو جمع الفرقاء من الأحزاب والمجموعات السياسية المختلفة والتشاور للوصول إلى حلول عن طريق المفاوضات.
فيما يخص الشأن السوري، لفت إلى أن الرئيس طرح رؤيته بضرورة الحفاظ على الوحدة ومحاولة إعمار الدولة بعد جمع الأسلحة من الميلشيات المتحاربة.
أما ما يخص ليبيا وما قاله اليوم في الجلسة الخاصة بليبيا، أكد أن الرئيس أكد على مساعدتها من أجل إتمام المرحلة الانتقالية فهو أمر واجب لأنها قضية أمن قومي بالنسبة لمصر.
وأوضح الرشيدي، أن السيسي أكد أن ليبيا ليس بها حكومة موحدة وتواجه خطر آخر هو توافد أعضاء تنظيم داعش الهاربين من سوريا والعراق ومنها يتوجهون إلى دول أفريقيا وخاصة أنهم يتلقون دعمًا من جماعات مثل بوكو حرام في نيجريا، مضيفا أنه يجب إجراء مفاوضات وتوحيد الجيش الليبي بدلا من تقسيمه لقوات موالية لحفتر وقوات حكومة الوفاق.
وعن اتفاق "الصخيرات" اتفق الرشيدي مع ما قاله السيسي في كلمته، قائلا:" إن الاتفاق الذي تمت الموافقة عليه من قبل بعد أن اقترحه المبعوث الأممي في ليبيا مارتن كوبلر، ووافق عليه كل الفرقاء في ليبيا ومن المفترض أن يعقد اجتماع آخر في تونس في 26 سبتمبر الجاري لمناقشة الاتفاق والوصول إلى نقاط اتفاق بين كل من بني غازي وطرابلس.
5 ملفات هامة
أما ما يخص قوات حفظ السلام، فأوضح أن مصر هي سابع دولة تقدم تمويلها للقوات في آسيا وأفريقيا وأمريكا فتشارك بما يقرب من 37 بعثة أممية بما يقدر بـ30 ألف فرد، مشيرا إلى أن السيسي ركز في كلماته أمس على خمس ملفات منها قيام دولة وطنية حديثة قائمة على المساواة بين الأفراد وكذلك التعايش كمبدأ بين الفلسطينيين والإسرائيليين فيما يخص القضية الفلسطينية والالتزام بالمواثيق الدولية في أزمة المياه والتأكيد على الحل السلمي للأزمة السورية والتسوية السياسية في ليبيا.
وقال إن السيسي ركز أيضا في كلمته على العمليات الإصلاحية في هيكل الأمم المتحدة، وهو ما يتماشى مع ما أبداه الأمين العام الجديد للأمم المتحدة والتوجهات الأمريكية والتي عقدت اجتماع خلال الأسبوع الجاري، وأصدرت فيه وثيقة من 10 بنود بمشاركة 14 دولة تطالب بإصلاح هيكل الأمم المتحدة لكي لا تحدث ازدواجية في أعمال اللجان المختلفة بها.
الحل السياسي ورؤية مصر الدائمة
أما السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن كلمة الرئيس أمام مجلس الأمن جاءت استكمالا لما قاله أمام جمعية الأمم المتحدة، وهما من أفضل خطابات الرئيس لأنها شملت كل الأزمات والمشاكل الراهنة، مضيفا أن تركيزه على الحلول السياسية للأزمة الليبية والسورية هو التوجه الصحيح بإجراء مشاورات مع كل الأطراف.
وأضاف لـ«الهلال اليوم» أن الأزمة الليبية أقل في الصعوبة من السورية لأن الأخيرة بها طوائف متعددة علويون وشيعة وسنة، أما الخلاف في ليبيا سياسي، مؤكدا أن دور مصر في الأزمة الليبية يكمن في أن ترعى حوار وطني ليبي يجمع كل الأطراف، لأن ليبيا دولة هامة والعبث بأمنها خط أحمر مثلما جرى في أزمة الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس لأن مصر هي المرجعية لكل الدول وليست منحازة لطرف على حساب آخر.