الثلاثاء 11 يونيو 2024

سياسة ترامب علامة استفهام.. والرئيس الجديد يرفع شعار "أمريكا أولاً"

18-1-2017 | 02:18

تقريرـ مروة سنبل

أمام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب العديد من الملفات التي تتطلب قرارات حاسمة وفورية عقب توليه المسؤولية رسميا فى 20 من الشهر الجاري، بداية من الصراع الأمريكي الروسي، و الملف النووي الإيراني، والأزمة السورية، والعلاقات الاقتصادية مع الصين، والملف الكوري الشمالي، والعلاقات مع أوروبا، ودعم إسرائيل الذي تعهد به مرارا وتكرارا، الأمر الذي يذهب به بالتبعية إلى التعامل مع الدول العربية.

العالم أجمع في حالة ترقب للقرارات التي سيتخذها الملياردير الأمريكي الذي رفع شعار "أمريكا أولا" منذ بداية حملته الانتخابية، فما زالت قلة الحنكة السياسية لرئيس أكبر دولة في العالم تثير مخاوف العديد من الدول الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية.

تلك المخاوف ظهرت جلية في تصريحات السكرتير العام لحلف الناتو عقب فوز المرشح الجمهوري بالرئاسة الأمريكية، حيث أعرب عن قلق الحلف حيال سبل الحفاظ على وحدة أعضائه بعد فوز ترامب، معتبرا أن الأطلسي يلعب الدور الأهم في صد الإرهاب و"العدائية الروسية المتصاعدة"، مشددا على أنه بانتخاب المرشح الجمهوري فإن الحلف يواجه في الوقت الراهن أكبر تحد تشهده الأجيال.. فمسألة الشراكة بين أوروبا وواشنطن لم تعد في محلها في هذه الآونة".

وتعتبر العلاقات الأمريكية الروسية في مقدمة جدول أعمال زعيم البيت الأبيض الجديد، خاصة أن هناك ما يطلق عليه " شهر العسل" بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي الجديد ظهرت جلية في الأزمة الأخيرة بين إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما والإدارة الروسية، وفرض عقوبات على موسكو لتدخلها في الانتخابات الرئاسية، فالدب الروسي قدم القربان للعلاقة الجديدة مع الرئيس القادم، وأعلن عدم اتخاذ إجراءات مماثلة، الأمر الذي لاقى استحسان وقبول "الفيل الجمهوري"، الذي سارع بالإشادة بذكاء "الدب الروسي" في تعامله مع العقوبات الأمريكية. الأمر الذي يشير إلى علاقات جيدة قد تجمع بين البلدين خلال الفترة المقبلة، ويشهد العالم تقاربا روسيا أمريكيا، قد يكون سبيلا لحل العديد من المشكلات العالقة بين البلدين.

ويأتي في المرتبة الثانية.. الملف النووي الإيراني، فالرئيس الأمريكي أمام خيارين إما الاستمرار في تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران والاستمرار في علاقات جيدة مع روسيا أكبر حلفاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والخيار الثاني هو الخضوع إلى الرغبة الإسرائيلية بإفشال الاتفاق النووى الإيرانى، باعتبار أنه يمثل التهديد الأول لإسرائيل. ويرجح الخبراء والباحثون أن يلجأ ترامب باعتباره "رجل الصفقات" من الطراز الأول وأن يلجأ إلى الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني، مقابل حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لإسرائيل، وإعلان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وفقا لما تعهد به "ترامب" خلال حملته الانتخابية بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وبحسب ما أعلنته حملته؛ لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة في العالم تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي قد ينذر بمواجهة محتملة مع الدول العربية، التي قد ترى فى ذلك انهيار لمحادثات السلام وتحقيق مبدأ حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، الأمر الذي يعتبر حجر الزواية في تنفيذ مبادرة السلام العربية، وإقامة علاقات جيدة بين إسرائيل وباقي الدول العربية.

وتعتبر علاقة ترامب بالدول العربية، محل علامة استفهام كبيرة، فالرجل الذي لا يؤمن بفكرة التدخل الإنساني ولكن كل شيء يجب أن يكون له مقابل لمصلحة أمريكا فقط. فالتصريح الذي أطلقه الرئيس الأمريكي الجديد - حينما كان مرشحا للرئاسة الأمريكية - بأن السعودية "دولة ثرية" وعليها أن "تدفع المال" لأمريكا لقاء ما تحصل عليه منها سياسيا وأمنيا، ينذر بأن علاقة ترامب بدول الخليج والشرق الأوسط ستكون مختلفة جذريا عما تعيش عليه الآن، خاصة أن الحزب الجمهوري - الذي ينتمي إلى الرئيس الأمريكي المنتخب- فهو صاحب قانون "جاستا" لنهب وسرقة الأموال السعودية ووصمها بالإرهاب، ما سيجعل الرياض أول دول الخليج المتضررة من ترامب وحزبه بمؤسسة الرئاسة والمؤسسة التشريعية.

كما يعتبر تحالف ترامب مع أولئك الذين تعتبرهم دول الخليج بمثابة خصوم لها، وهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد والنظام الإيرانى، الأمر الذي يثير القلق لدى دول الخليج، ومخاوف من لجوء الرئيس الأمريكي الجديد إلى تطبيق مبدأ "النفط مقابل الأمن".

كما يعتبر القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في مقدمة أولويات الرئيس الأمريكي الجديد، وهو الأمر الذي قد يدفعه للموافقة على استمرار الرئيس السوري بشار الأسد في سدة الحكم من اجل القضاء على التنظيم الإرهابي، الأمر الذي قد يثير حفيظة دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

أما العلاقات الأمريكية-الروسية فقد تسيطر على حيز كبير من تفكير الرئيس الجديد، خاصة أنها تعتمد في معظمها على العلاقات التجارية، وأن ترامب رجل أعمال من الطراز الأول، فهو يرى أن العلاقات بين أقوى اقتصاديين في العالم تحتاج  شكلا آخر، تقوم على الاحترام المتبادل.

كما أن الصين تمثل للرئيس الجديد مفتاحا لحل الأزمة الكورية الشمالية، الأمر الذي يفرض نفسه على أجندة الرئيس الجديد، فهو أمام تحدٍ حقيقي من أجل إقناع الدولة الشيوعية عن وقف تهديدات واستفزازاتها النووية المستمرة، فالصين هي الدولة التي تستطيع تحيد النظام الكوري الشمالي للرؤية التي تريدها واشنطن.