نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالا حاولت خلاله إلقاء الضوء على الأسباب التي دفعت إيلون ماسك، الملياردير المعروف، إلى تغيير شعار موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، مرجحة أن هذا التغيير في الهوية التي عُرف بها الموقع منذ تأسيسه، الطائر الأزرق الذي عُرف لسنوات طويلة بأنه شعار الشركة، ما هو إلى استمرار لمسلسل تخريب هذه الشبكة المهمة من شبكات التواصل الاجتماعي.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد المحللين قوله إن "إيلون ماسك محا بيديه اسم العلامة التجارية الذي استمر يتلألأ لحوالي 15 سنة من قاموس ثقافتنا عندما محا صورة الطائر الأزرق الفاتن واستبدلها بحرف (X) المشؤوم الذي لا يتمتع بأي قدر من الجمال".
وأشارت أيضا إلى أن أحد المصممين وصف الشعار الجديد بأنه "غير مرحب به وينطوي على تهديد"، وأنه يستبدل الدعوة اللطيفة التي كان يرمز إليها الطائر الأزرق لتدوين التغريدات بشعار آخر يتسم بالغموض، والذي قد يكون عبر بالفعل عن قدر كبير من الغموض أكثر بكثير مما كان يريد الملياردير ماسك.
ويبدو أيضا أن منافسي ماسك استغلوا الفرصة وبدأوا في الإعلان عن المزيد من المنافسة، إذ نشر تطبيق تيك توك للتواصل عبر الفيديو مقطعا أعلن فيه نيته التوسع في شكل توفير إمكانية تدوين منشورات مكتوبة على التطبيق لينضم بذلك إلى تطبيق ثريد الذي أطلقه مارك زوكربرج الذي حصل على 100 مليون مشتركا في أول خمسة أيام من تشغيله.
وقالت "الجارديان" إن "تغيير شعار تويتر قد يمنح منافسين أقل أهمية فرصا كبيرة مثل تطبيق بولسكاي، الذي قد يستفيد من عملية إعادة بناء العلامة التجارية لتويتر رغم أنه لا يزال قيد التأسيس ويحتاج فتح حساب عليه لدعوة من المسجلين بالفعل. وهناك أيضا تطبيق التواصل الاجتماعي ماستودون الذي فتح عليه حوالي ثلاثة ملايين حساب".
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتخذ فيها إيلون ماسك إجراءات مربكة، إذ ألغى قبل ذلك علامة التحقق الزرقاء وأطلق خدمات إضافية مدفوعة للتحقق، وهو ما يعكس أنه يتعجل تنفيذ خطته التي أعلن عنها في أكثر من مناسبة لتحويل شركة توتير من شركة خاسرة إلى كيان تجاري يحقق أرباحا كبيرة، وهو ما ترجح الصحيفة البريطانية أنه يتبع في تحقيقه نموذج الأعمال الخاص بتطبيق وي تشات الذي يُعد نسخة تطبيق التواصل الاجتماعي الصينية من تويتر من حيث الشعبية والانتشار.