يعد الحب والارتباط العاطفي في المصايف، من أكثر الظواهر انتشاراً، حيث ينجذب الشاب للفتاة والعكس، وسط أمواج الشاطئ وهواء البحر المنعش، الذي ينعكس على علاقة الحب بينهما، ويشعلها ويجعلها في بعض الأحيان أكثر ارتباطا وتماسكاً، ولذلك نتساءل عن علاقات الحب في المصايف، وهل تكون المشاعر صادقة أم متذبذبة ومتأثرة بالحالة المزاجية الايجابية، التي يمر بها الشباب أثناء قضاء بعض الأوقات على الشواطئ....
ومن جهتها أكدت الدكتورة مروة الشريف، أخصائي نفسي إكلينيكي، ومحاضر بجامعة طنطا، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" أن الحب في المصايف من الممكن أن يتوج بالزواج والاستقرار، ويصبح صحياً ولا يؤثر على الطرفين نفسياً، أو ينتهي بجروح نفسية صعبة التداوى، نتيجة الانجذاب السريع بين الطرفين، ثم الخروج والذهاب للأماكن الترفيهية، والتأثر بالمزاج الجيد وإفراز هرمون الدوبامين، الذي ينتقل سريعاً لمرحلة السعادة والارتباط دون وعي أو تأني في الاختيار، وهذا يتسبب في بعض الأحيان للحكم السريع والاندفاعي علي المشاعر، ثم الارتباط بمرحلة التعلق الشديدة، وعدم النظر إلي عيوب الطرفين لبعضهما البعض، وينتهي الأمر بنتائج سلبية، لأنه من المهم أن تبنى المشاعر على الصدق والاتزان أو الانسحاب بشكل مناسب.
وأضافت، أخصائي نفسي إكلينيكي، أنه هناك الكثير من حالات الارتباط العاطفي بالمصايف تنتهي بنتائج إيجابية، وذلك لمرورها بأربعة مراحل أساسيين، وهم:
- المرحلة الأولى وتسمى الانجذاب الجنسي، حيث تبدأ مشاعرنا الايجابية في التحرك و من ثم حدوث اللهفة بين الطرفين.
- المرحلة الثانية وهي مرحلة الدوبامين والتعود والتعلق، عن طريق الكثير من المكالمات واللقاءات، ويكون هرمون السعادة هو المسيطر الوحيد علي أفكارنا ومشاعرنا وأفعالنا.
- المرحلة الثالثة وهي مرحلة الإنجاب "الاوكستوسم "، وتأخذ هذه المرحلة اتجاهين إما الاستقرار والتفاهم والمحبة، و من ثم الحفاظ علي هرمون الدوبامين، أو فقدانه وبداية البحث في طريق آخر، وهنا يسيطر على الطرفين مشاعر الخطر من فقدان وفشل العلاقة، ويبدءوا في السعي والقيام بالكثير من المحاولات المميتة للتمسك بها وإنجاحها، من خلال فهم المشاعر المشتركة، وإدراك نقاط الاختلاف بينهما، والتعقل والاتزان، من أجل الوصول للمرحلة الرابعة.
- المرحلة الرابعة وهي الحب، والتي على الطرفين فهم جميع المراحل السابقة من أجل الوصول لها والحفاظ على التواصل بين الطرفين دون انفصال مبكر وبشكل مؤذي.
وأكدت محاضر بجامعة طنطا، أن على الطرفين عند الوقوع في الحب سواء في المصايف أو بشكل عام، الانتباه من الوقوع في دائرة الانفصال السلبي، نتيجة الاختيار السريع دون وعي، والذي يتبعه جروح نفسية تتشكل في " أزمة الثقة trust issue"، والتسرع في دخول علاقة أخري بسبب سد الاحتياج العاطفي أو للمساعدة في تجاوز المشاعر السلبية، والشعور بالاكتئاب والقلق.