الأحد 2 فبراير 2025

المصرية شوكة فى ظهر الإرهاب

  • 3-10-2017 | 15:58

طباعة

بقلم : ماجدة محمود

تتفق الأديان السماوية جميعها على نبذ العنف والإرهاب وتحث على السلام والتسامح ، ونظرا لما يشهده العالم أجمع من عمليات إرهابية تستهدف أمن وأمان الوطن والمواطن كان لابد من تكاتف جميع الجهود لدرء هذا الخطر الذى يهدد الجميع.

وتزامنا مع اليوم العالمى للسلام عقد المجلس القومى للمرأة مؤتمرا لنبذ العنف على مستوى المحافظات الـ٢٧ بعنوان "المرأة صانعة السلام ضد التطرف والإرهاب", انطلاقا وتأكيدا على الدور الكبير الذى تلعبه فى مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف باعتبارها المسئولة عن غرس حب الوطن والانتماء فى نفوس أبنائها، كما أنها أول من يتأثر من ويلات العنف الناتج عن الإرهاب والتطرف .

وبالطبع لا يقتصر دور المرأة في الحد من ظاهرة الإرهاب على اضطلاعها بمسئوليتها تجاه التكوين الفكري والنفسي والاجتماعي للأبناء والعمل على دمجهم في المجتمع، وإنما يمتد دورها أيضا ليشمل المجتمع بأكمله من خلال قنوات العمل التي ترتادها كونها المعلمة والمربية والإعلامية  والطبيبة والموجهة.

والقارئ للتاريخ يدرك جيدا أن المرأة المصرية لعبت منذ زمن الفراعنة دورا كبيرا في حفظ استقرار البلاد وتحقيق السلام والرفاهية, وليس أدل على ذلك من الملكة حتشبسوت التي ترعرعت في عهدها حركة التجارة مع جيران مصر، واهتمت بالأسطول التجارى المصرى فأنشأت السفن الكبيرة واستغلتها فى النقل الداخلى، واتسم عهدها بالسلام والرفاهية.

وعلى دربها سارت الحفيدات من محافظة الجيزة في رحلة الكفاح والتضحيات, فكانت ملحمة نزلة الشوبك في31 مارس عام 1919, وهو اليوم الذي اختارته المحافظة للاحتفال بعيدها القومي, حيث شاركت المرأة شقيقها الرجل معركة الحفاظ على الوطن والكرامة, وسقطت خلالها الشهيدة خديجة سليمان الفولي برصاص إرهاب قوات الاحتلال الإنجليزي لتسطر بدمائها الطاهرة صفحة بحروف من نور في تاريخ كفاح المرأة المصرية.

وفى عام 1956 قدمت راوية عطية ابنة محافظة الجيزة وأول امرأة تعمل ضابطة فى الجيش المصرى نموذجا فريدا في مواجهة إرهاب العدوان الثلاثى على مصر فدربت 4000 امرأة على الإسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب، وفى ملحمة أكتوبر  المجيدة عام 1973كانت راوية عطية رئيسة جمعية "أسر الشهداء والجنود "وحصلت على لقب "أم المقاتلين الشهداء ".

ونتيجة لدورها  المتميز فى خدمة الجيش المصرى تم منحها ثلاث جوائز عسكرية هي: شعار الجيش الثالث الميدانى، وسام 6 أكتوبر، وسام القوات المسلحة.

وحين بدأ الإرهاب الأسود يطل برأسه على مصر عقب ثورة 30 يونيو لم تتوان المرأة في محافظة الجيزة عن بذل التضحيات, فقدمت السيدة إكرام مصطفى، والدة الشهيد "هشام شتا" معاون مباحث قسم كرداسة فلذة كبدها فداء للوطن راضية محتسبة, وعلى دربها سارت الكثيرات من أمهات وزوجات شهداء المحافظة.

وقد أدركت القيادة السياسية مبكرا أهمية دور المرأة في حماية الأمن القومي المصري فاستدعتها في أحلك الظروف, وكان النداء الأول لها حين طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي تفويضا لمواجهة الإرهاب, ثم توالت النداءات وفي كل مرة لم تبخل المرأة على الإطلاق بتقديم كل ما تستطيع حتى أصبحت مضرب الأمثال للقاصي والداني في حبها لبلدها ومساندتها الدائمة لكل خطوات الإصلاح والبناء لتحقيق الأمن والسلام لأسرتها ومجتمعها.

وقد كان وما يزال دور المرأة محل تقدير من الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل المواقف والمناسبات, وقد تجلى هذا واضحا  في احتفالية المرأة المصرية التي أقيمت بمناسبة "عيد الأم" في مارس الماضي حين دعا الحضور للوقوف تحية وإجلالا للمرأة المصرية، الأم والزوجة والأخت والابنة التى قدمت الأب والابن والزوج والأخ شهيدا لنبقى نحن وتبقى أمتنا دائما وأبدا.

إننا نعيش اليوم آمنين داخل بيوتنا بسبب امرأة مصرية فقدت ابنها أو زوجها شهيدا سواء من رجال الجيش أو الشرطة فى ساحة الحرب الشرسة والصعبة ضد الإرهاب, وهل هناك أغلى من تلك التضحية النبيلة؟ وهل هناك حزن أعمق من فقدها ابنها أو زوجها أو أخاها؟!

إن سجل كفاح المرأة المصرية في مواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام لبلدها ومجتمعها حافل بالصفحات المضيئة التي ستبقى فخرا لنا جميعا نستعيدها ونوثقها ونحكيها لأبنائنا وأحفادنا حتى تظل حية فى ذاكرة مصر, ولا يزال هناك متسع لمزيد من صفحات التضحية والعطاء في هذا الوقت العصيب الذي تواجه فيه الدولة حربا شرسة ضد قوى الظلام وخفافيش التطرف والإرهاب.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة