الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

استشاري المناعة والحساسية د. أمجد الحداد: طرق أمنة للوقاية من متحور كورونا الجديد

طرق أمنة للوقاية من متحور كورونا الجديد

18-8-2023 | 19:16

دعاء نافع
زادت في الآونة الأخيرة الأخبار المقلقة حول انتشار متحور جديد لفيروس كورونا اسمه eg.5 ، ومع أنّ تحورات كورونا أمر طبيعي لأنه من الفيروسات التنفسية الحادة كالأنفلونزا وغيرها، لكنّ فيروس كورونا يختلف في سرعة التحوّر والانتشار، لذا وجب علينا أخذ الاحتياطات الطبية اللازمة لتجنب الخوف من مفاجآت الشتاء القادم وهذا المتحور. فما زال متحور كورونا الجديد والمعروف عالميا باسم EG. 5 متصدرًا قوائم البحث المختلفة، حول العالم، والفيروس الجديد هو إحدى متحورات فيروس كورونا وتم ظهوره لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية،  ومن أبرز خصائصه سرعة انتشاره بين المواطنين، لكنه ليس خطيرا على الإنسان. وفيما يتعلق بأعراض متحوّر كورونا الجديد، فهي مثلها مثل أعراض كوفيد 19 الذي انتشر من قبل وراح ضحيته ملايين الأشخاص حول العالم. الدكتور أمجد الحدّاد، استشاري المناعة والحساسية، أجرينا معه حوارًا خاصًا حول التحورات الجديدة لكورونا، فأكد على ضرورة أخذ كل الاحتياطات للحد من الانتشار الفيروسي بمعني أنّ من يشعر بأي دور برد أيًا كانت أعراضه لابد من عزل نفسه عن باقي الأسرة حتي لايحدث أي انتشار لأي دور فيروسي تنفسي. -بداية ما هي خصائص هذا المتحور؟ بعد آخر متحور وهو أوميكرون حدث كثير من التحورات الفرعية وكلها كانت لمنظمة الصحة العالمية متابعة واهتمام لها، لكن لم يكن فيها ما يثير القلق وأغلبها لم يحدث انتشار له في العالم، إلا أن ما حدث لهذا التحور الأخير eg.5 هو أنه انتشر سريعا  ليجتاح عشرات الدول، لذلك وضعته منظمة الصحة العالمية في قائمة الفيروسات المثيرة للاهتمام والقلق  لسرعة انتشاره علي مستوي العالم. هل توجد مخاطر منه علي صحتنا؟ حتي الآن لا توجد دراسات تشير إلى إنه أكثر خطورة من المتحور أوميكرون، ولكن قدرته علي الانتشار السريع سبب القلق في منظمة الصحة العالمية. لماذا ظهر في هذا التوقيت من العام؟ نظريات مقاومة الحرارة للفيروسات لاتنطبق علي فيروس كورونا بشكل عام وليس مثل باقي الفيروسات التنفسية التي تنتشر في الشتاء، فهو متحور جيني يحدث وينتشر وهو مقاوم للحرارة وفكرة ارتفاع درجات الحرارة لا تؤثر عليه .فهو فيروس لديه القدرة علي التحور في أي وقت من العام. هل ننتظر هجمة شرسة في الخريف والشتاء القادمين؟ لو نتحدث عن مصر فالحمد لله لدينا منظومة لقاحات ممتازة تشيد بها كل المنظمات العالمية بشكل كبير، وهذا بفضل الحملات المجانية في كل مكان في مصر لتوفير كافة لقاحات كورونا مع حملات مكثفة للتوعية. وهناك لقاحات الأنفلونزا التي تؤخذ قبل بداية الشتاء فهذه اللقاحات ستحد من انتشار هذا المتحور ولن يحدث له انتشار وبائي. وطبيعي أن يحدث انتشار للفيروسات التنفسية مثل البرد والأنفلونزا ومتحور كورونا في الشتاء، ولكن مع الجرعات التنشيطية لكورونا مع لقاح الأنفلونزا سيحد كثيرا من انتشاره. هل الأجسام  المناعية التي اكتسبناها من اللقاحات السابقة كافية لحمايتنا أم لابد من جرعات تعزيزية؟ نعم كافية، ولكن مع طول المدة تقل الحماية، ويحدث ما يسمي (الهروب المناعي) بمعني كلما تبعد المسافة تقل الحماية، ويحدث هذا بعد ٦ أشهر . ولقاح كورونا مثل لقاح الأنفلونزا، لابد أن يؤخذ كل عام. أي يتحول للقاح سنوي، ولكن في ظل عدم انتهاء الوباء يفضل أخذ لقاح كورونا كل ٦ أشهر لكبار السن  كجرعات تعزيزية. ما هو المتوقع في الأشهر القادمة؟ بالنسبة لمصر الحمد لله وزارة الصحة وضعت خطة جيدة جدا ونوهت على الاحتياطات من خلال منظومة لقاحات قوية. ولكن علي المواطن أن يدرك أن له الدور الرئيس لحماية نفسه ومن حوله والحد من انتشار الفيروس لو التزم بطرق الوقاية من عدم التواجد في الأماكن المزدحمة إلا للضرورة، مع ارتداء الكمامة، وعزل نفسه مع أية أعراض برد، وأن الكمامة والتهوية وغسيل الأيدي باستمرار ليست رفاهية بل أسلوب حياة وهو لابد أن يكون سلوكا دائما غير مرتبط بتحور جديد لكورونا أو انتشاره فلابد من اتباع كل أساليب الحماية في كل وقت، وهذا ما تعلمناه من الهجمات الشرسة لكورونا. فلابد من المحافظة علي كبار السن وذوي الأمراض المزمنة والأطفال والحوامل، فالمواطن عليه الدور الأكبر لحماية نفسه ومن حوله بسلوكيات صحيحة لابد أن تكون أسلوب حياة، ومع الجرعات التنشيطية ستزداد المناعة لمقاومة أي متحور قادم.