الإثنين 6 مايو 2024

وحدة الحوار: الدعاء حتما سيترتب عليه الإجابة

دار الإفتاء المصرية

سيدتي20-8-2023 | 00:21

بسمة أبوبكر

تتساءل الكثير من النساء عن سر عدم إستجابة دعائهن المستمر، دون أن يدركن ماذا فعلن حتى لا تُجاب دعواتهن، ومن جهتها، شرحت وحدة الحوار التابعة لدار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، أنه لا يَكُنْ تأَخُّرُ أَمَدِ العَطاءِ مَعَ الإلْحاحِ في الدُّعاءِ مُوْجِباً لِيأْسِكَ، فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجابةَ فيما يَخْتارُهُ لَكَ لا فيما تَخْتارُهُ لِنَفْسِكَ،  ‏وَفي الوَقْتِ الَّذي يُريدُ لا فِي الوَقْتِ الَّذي تُرْيدُ.

وجاء نص المنشور كالآتي:

من المفاهيم المركزية المهمة جدا في فهم الإيمان، أن يعتقد المؤمن أنّ مجرد ذكره ودعاءه لله في حد ذاته، هو نوع من العبادة، كما جاء في الحديث: "الدعاء هو العبادة"، وربنا سبحانه وتعالى يستجيب لعباده كما وعد في كتابه العزيز: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}..

ولذلك الذي نفهمه من منطوق الآية والحديث أمرين:
1) أن الدعاء مقصود لذاته لأنه عبادة خالصة لله تعالى.
2) ‏ أنّ الدعاء حتما سيترتب عليه الإجابة، لكن الإجابة لا تكون دائما على مرادنا، بل أحيانا تكون موافقة لمرادنا، وأحيانا تكون مخالفة له..

ويكون لله في هذا الأمر إرادة أخرى واختيار آخر، ومع هذا لا كون الدعاء عدمًا، بل يتم فيه ثلاثة أشياء: إما أن يُستجاب كما طُلب، أو يُستبدل بما هو خير لي، أو يؤجل ثوابه للآخرة، كما في منطوق الحديث الشريف.. أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ؛ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثَ: إما أن يُعجِّلَ له دعوتَه، وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ، وإما أن يَصرِف عنه من السُّوءِ مثلَها. قالوا: إذًا نُكثِرُ. قال: اللهُ أكثرُ..

لكن مع هذا كله نجد أنّ للدعاء فلسفة وسيكولوجية نفسية، وهي إظهار الفاقة والافتقار لله سبحانه وتعالى، فيلجأ إليه العبد مفتقرا بين يديه متذللا له سبحانه..

فإذا تأخر عنّا لا يكون ذلك مدخلا للشيطان أن يوسوس لنا أو أن يشككنا في أن الله سيستجيب، فالإجابة حاصلة غير منحصرةٍ في عين المطلوب ولا غيره، ولا مقيدة بوقت، وإنما جعل اللَّه الإجابة في مختاره لا في مختار العبد..

ولهذا يقول ابن عطاء الله: "لا يَكُنْ تأَخُّرُ أَمَدِ العَطاءِ مَعَ الإلْحاحِ في الدُّعاءِ مُوْجِباً لِيأْسِكَ. فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجابةَ فيما يَخْتارُهُ لَكَ لا فيما تَخْتارُهُ لِنَفْسِكَ. وَفي الوَقْتِ الَّذي يُريدُ لا فِي الوَقْتِ الَّذي تُرْيدُ".

Dr.Randa
Egypt Air