الثلاثاء 1 ابريل 2025

ثقافة

أمثال شعبية (30 – 30)| قال للحرامي احلف إن جالك الفرج

  • 30-3-2025 | 10:13

أمثال شعبية

طباعة
  • بيمن خليل

تُعدّ الثقافة الشعبية من المداخل الأساسية لدراسة الشعوب، حيث تعكس الجوانب النفسية والعاطفية في حياة المجتمعات، وتعتبر الأمثال الشعبية أحد أبرز عناصر هذه الثقافة، إذ تمثل حجر الزاوية لفهم الشعوب.

والمثل هو حكمة تتجسد في كلمات مسجوعة أو غير مسجوعة، تنطوي على رمز يحمل نقدًا أو علاجًا لأحد جوانب الحياة المتنوعة.

والحكمة في جوهرها قديمة، هي نتاج الروح وثمار تجربتها، تتشكل من نعم الحياة وابتلاءاتها، نادرًا ما تخلو أمة أو قبيلة من قول الحكمة في أمثال تتداولها، وقد تتجاوز هذه الأمثال حدودها إلى أمم أخرى، إذ إن النفوس البشرية، رغم اختلاف درجات تطورها، تشترك في العديد من جوانب الحياة، وقد تتسم هذه الحكمة بالرقي، لتصبح جزءً من ثقافة الأمة ومعرفتها العميقة، ويعكس ذلك مستوى تطور الأمة ونضوجها.

خلال أيام شهر رمضان المبارك، نعرض معًا مجموعة من الأمثال الشعبية المصرية التي تناولت موضوعات حياتية يومية متنوعة.

واليوم نناقش الأمثال التي تدور حول "قال للحرامي احلف إن جالك الفرج"

يعود أصل هذا المثل إلى قصة رجل كان يجول بين الأسواق في قديم الزمان، وهو محتال محترف، كان يدّعي أنه يعمل على جمع التبرعات للفقراء والمحتاجين، ويحث التجار بسخاء على تقديم المساعدات، كان الجميع يستجيبون له بسذاجة، معتقدين أن تبرعاتهم ستصل حقًا لمن يحتاجها.

وذات يوم، علم المحتال بوجود تاجر جديد في السوق، ثري ولديه أموال وفيرة. توجه إليه المحتال طالبًا التبرعات للفقراء، وافق التاجر، لكنه اشترط على المحتال أن يقسم بأنه سيقدم هذه الأموال للفقراء فعلًا.

تعهد المحتال بذلك، لكنه طلب من التاجر الانتظار حتى الغد ليحلف له على صحة كلامه، وافق التاجر، وعاد المحتال إلى منزله يفكر بجدية في كيفية إقناع التاجر وحلف اليمين دون أن يكتشف احتياله.

 

خطرت للمحتال فكرة ماكرة لا تخطر على بال أحد. طلب من زوجته أن تخلع ملابسها هي وطفليها، وارتدت ملابس ممزقة قدمها لها، أخذهم إلى الصحراء ليُظهرهم أمام التاجر وكأنهم أرملة وأطفالها يعيشون في الفقر والعراء.

في اليوم التالي، قدم المحتال زوجته وطفليه للتاجر مدعيًا أنهم من الفقراء المعدمين، تعاطف التاجر معهم بشدة، وقدم لهم صرة إضافية من الدنانير، بعدما أقسم المحتال له بأنه صادق في دعوته للتبرع.

عندما عادت العائلة إلى المنزل، أبدت الزوجة دهشتها من ذكاء زوجها، وقالت ضاحكة: "قال للحرامي احلف، جه الفرج!"

وهكذا أصبح هذا المثل شائعًا، يُقال عندما يطلب من المخادع أو الكاذب أن يحلف لتأكيد صدقه، فيستغل الموقف بطريقة ماكرة لتحقيق أهدافه.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة