الأحد 5 مايو 2024

السفير الأسباني: حل الدولتين هو الطريق لتحقيق سلام عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين

البارو إيرانثو سفير أسبانيا بالقاهرة

عرب وعالم12-10-2023 | 22:06

دار الهلال

أكد البارو إيرانثو سفير أسبانيا بالقاهرة أن الطريق الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو الطريق الذي يؤدي إلى حل الدولتين، على النحو المحدد في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة.

وقال السفير الإسباني -في الكلمة التي ألقاها مساء اليوم الخميس، بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لإسبانيا بالقاهرة- إننا نرفض العقاب الجماعي وندعو إلى تقديم الإغاثة الإنسانية الفورية لسكان غزة.

وأوضح أن أسبانيا منخرطة بشكل كامل في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وقال: "نحن على يقين ونأمل أن تستخدم السلطات المصرية، كما فعلت في الأزمات السابقة، تأثيرها الإيجابي من أجل وقف التصعيد ووصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين".

وأشار إلى أن مصر تعد لاعبًا مركزيًا بالفعل في المنطقة، فهي تتمتع بجميع المقومات: جغرافيتها وتاريخها الغني وعدد سكانها الكبير ومواردها الوفيرة.

وتابع: "نقدر دور مصر بشدة كقوة للاستقرار والأمن في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا".

وأوضح أنه استنادا إلى علاقاتنا التقليدية الوثيقة والخالية من المشاكل، تتمتع أسبانيا ومصر بعلاقات مثمرة.

وحول ذكرى الاحتفال باليوم الوطني لإسبانيا قال: إن الثاني عشر من أكتوبر هو ذكرى وصول البعثة الأسبانية إلى أمريكا بقيادة كريستوفر كولومبوس، وفي ذلك اليوم، بدأ ما يسمى بالعصر الحديث للبشرية، وبدأ العالم في الاستفادة من الفرص الهائلة التي أتاحها ربط العالم القديم بالقارة الأمريكية.

وتابع: "أصبحت أسبانيا لاعبًا عالميًا في نصفي الكرة الأرضية، ولا يزال هذا الإرث التاريخي ملهمًا لسياستنا الخارجية، تعد أوروبا والبحر المتوسط وأمريكا هي بالفعل الناقلات الرئيسية للمصالح والعمل الخارجي لأسبانيا".

وأوضح أن من بين أولويات الرئاسة الأسبانية الحالية لمجلس الاتحاد الأوروبي، تعزيز العلاقة بين أوروبا وشركائها في الجنوب، من خلال أجندة جديدة للبحر المتوسط.

وأشار إلى استضافة أسبانيا في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، في قصر الحمراء، جوهرة العمارة العربية الثمينة في غرناطة، اجتماعات متتالية ناجحة للمجلس الأوروبي والجماعة السياسية الأوروبية.

وعن العلاقات المصرية - الإسبانية قال السفير الأسباني: "لقد حددت السلطات المصرية برنامجًا طموحًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يسمى رؤية مصر 2030، في سياق دولي صعب، شرعت مصر في تنفيذ إصلاحات هيكلية ضرورية للاستقرار المالي والنمو وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتدعم أسبانيا هذه العملية دعمًا كاملًا من خلال مختلف خطوط التعاون".

وأضاف أنه بالاتفاق مع السلطات المصرية، تنفذ أسبانيا مشروعات مختلفة تهدف إلى تعزيز المؤسسات العامة والحكم، يعد مشروع CONMIGO مثالًا جيدًا، لأنه يتحدث عن إدارة تدفقات الهجرة، وهي إحدى التحديات الرئيسية للمجتمع الدولي في القرن الحادي والعشرين.

وتابع :" في المجال الاجتماعي، تركز مشاريعنا على ضمان ألا يتخلف النمو الاقتصادي عن أحد، نحن ندعم برامج التعليم والتدريب التي توفر الفرص للقطاعات الأكثر ضعفًا من السكان، مثل المهاجرين وسكان الريف، مع التركيز بشكل خاص على حقوق المرأة وحمايتها".

وقال السفير الأسباني أنه يتم توظيف قدراتنا المالية لدعم تطوير مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية التي تنفذها الشركات الأسبانية في قطاعات مثل النقل المستدام والطاقة المتجددة ومعالجة المياه، من بين مشروعات أخرى.

وعن التجارة بين البلدين.. قال إن التجارة الثنائية تشهد نموًا بشكل مطرد، وارتفعت التبادلات إلى 4.16 مليار يورو العام الماضي". 

وقال السفير الأسباني: "إنه ومن خلال تجربتنا المحلية، نعرف كيف يمكن للسياحة أن تصبح حاسمة في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، وأنا راضٍ بشكل خاص لأن مصر أصبحت واحدة من المقاصد السياحية المفضلة للأسبان، فقد جاء إليها ما يقرب من 400 ألف زائر في العام الماضي، أي أكثر من ضعف العدد في العام السابق".

وأضاف: " تعد العلاقات السياسية والدبلوماسية بين مصر وأسبانيا مكثفة، منذ أن زار رئيس حكومتنا، بيدرو سانتشيث، القاهرة في ديسمبر 2021، ظل عدد الزيارات المتبادلة ثابتًا، زار وزير الخارجية شكري مدريد في أبريل 2022، وجاء سانتشيث مرة أخرى إلى مصر للمشاركة في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في شرم الشيخ في نوفمبر 2022، ومؤخرًا، قامت وزيرة الدولة للشئون الخارجية، أنخيليس مورينو، بزيارة إلى القاهرة، ومن المتوقع إجراء المزيد من الزيارات الرسمية في الأشهر المقبلة".

وفي المجال الثقافي، أشاد بالعمل الرائع الذي يقوم به علماء المصريات الأسبان، جنبًا إلى جنب مع زملائهم المصريين، في العديد من المواقع الأثرية في مصر، كما أود أن أتوجه بالتحية لجميع المسئولين والمؤسسات الملتزمة بالإنتاج الثقافي المشترك.

وأضاف: "في ختام كلمته أصدقائي الأعزاء، كما ترون، على الرغم من الظروف الحالية الحزينة، قررنا المضي قدمًا في حفل الاستقبال الليلة، احترامًا لما يمثله اليوم الوطني الأسباني: احتفال نفخر فيه بهويتنا وقيمنا وبالصداقة المتميزة التي تضم مصر وأسبانيا".