الجمعة 3 مايو 2024

«المصري الذي يكتب بالفرنسية».. ذكرى ميلاد الكاتب ألبير قصيري

الكاتب ألبير قصيري

ثقافة3-11-2023 | 12:56

شمس علاء الدين

تحل اليوم ذكرى ميلاد ألبير قصيري كاتب مصري من أصل سوري، يكتب بالفرنسية، لقب بفولتير النيل، وأوسكار وايلد الفرنسي، وباستر كيتون العربي، ولد ألبير قصيري في 3 نوفمبر 1913م، بحي الفجالة بالقاهرة لأبويين مصريين أصولهما من الشوام الروم الأرثوذكس، كانت عائلته من الميسورين حيث إن والده كان من أصحاب الأملاك.

تلقى "قصيري" تعليمه في مدارس دينية مسيحية قبل أن ينتقل إلى مدرسة الجيزويت الفرنسية، وقرأ لبلزاك وموليير وفيكتور هوجو وفولتير وغيرهم من كبار الكتّاب الفرنسيين الكلاسيكيين.

كانت فلسفة "قصيري" في حياته هي فلسفة الكسل، لم يعمل في حياته وكان يقول أنه لم ير أحدا من أفراد عائلته يعمل الجد والأب والأخوة في مصر كانوا يعيشون على عائدات الأراضي والأملاك، أما هو فقد عاش من عائدات كتبه وكتابة السيناريوهات.

عمل في البحرية التجارية ما بين عامي 1939 و1943 مما أتاح له زيارة العديد من الأماكن منها أمريكا وأنجلترا، زار فرنسا لأول مرة عندما كان في السابعة عشر من عمره قبل أن يقرر أن يستقر فيها في عام 1945م وكان حينها في الثانية والثلاثين.

تزوج "قصيري" من ممثلة مسرحية فرنسية، ولكن لم يدم هذا الزواج طويلا وعاش بقية حياته أعزب، وحين كان يسأل عن السعادة كان يقول أن أكون بمفردى.

تعرف "قصيري" في فرنسا على ألبير كامو وجان بول سارتر ولورانس داريل وهنري ميللر، الذين أصبحوا فيما بعد رفقته وصحبته اليومية طوال 15 عاما في مقهى كافيه دو فلور.

بدأ "قصيري" الكتابة في سن العاشرة، وكان يصف نفسه ب"الكاتب المصري الذي يكتب بالفرنسية"، ترجمت أعماله إلى 15 لغة منها العربية، ولم يكن راض عن نسخة الترجمة العربية بسبب الحذف الذي تم من قبل الرقابة.

قدم الكثير من الأعمال الأدبية التي نالت شهرة واسعة ومنها لسعات 1931 وهو ديوان شعري نشر في القاهرة، بشر نسيهم الرب 1941 وهى مجموعته القصصية الأولى، وصدرت بالقاهرة، شحاذون ومتغطرسون 1955، العنف والسخرية 1962 وقد حولت إلى فيلم أخرجته أسماء البكري.

و ترجم له بعض الأعمال للعربية مثل شحاذون ومعتزون، ترجمة محمود قاسم، الرواية رقم 9 من سلسلة «الرواية العالمية»، العنف والسخرية عن مؤسسة دار الهلال، 1993، كسالى في الوادي الخصيب.

حصل "قصيري" على العديد من الجوائز منها جائزة الأكاديمية الفرنسية للفرنكوفونية عام 1990 عن رواياته الست التي كتبها عن عامة الشعب بمدينة القاهرة، جائزة أوديبرتى عام1995، جائزة البحر المتوسط عام 2000

في حوار للأديب ألبير قصير في مجلة Lire قبل سنوات من وفاته سأله الصحفي : كيف تريد أن تموت ؟ قال : "على فراشي في غرفة الفندق"، وقد تحقق له ما أراد حيث توفى ألبير قصيري في 22 يونيو 2008 عن عمر 94 عاما بغرفته بفندق لا لويزيان، بعدما أصيب بسرطان في الحنجرة حرمه من حباله الصوتية بعد عملية أجراها لستئصاله وفقد القدرة على النطق، وكان يجيب على أسئلة الصحفيين كتابة، وترك ميراث أدبى عبارة عن 8 روايات ومجموعة قصصية وديوان شعر.

Dr.Randa
Dr.Radwa