الإثنين 13 مايو 2024

أقرأ لزملائي 4.. زهدي وسير جديدة


الدكتورة سامية حبيب

مقالات3-11-2023 | 14:12

مقال دكتورة سامية حبيب

أقرأ لزملائي 4  زهدي وسير جديدة

ماذا يمكن أن يضاف إلى سيرة ذاتية لفنان أو مثقف أو شخصية عامة وينشر في كتاب ؟

سؤال صعب جدا خاصة في عصر الإنترنيت ، حيث تجد كل ما تريد بضغطة زر وفي دقائق معدودة ، لكنه ليس صعبا ولا مستحيلا عند كاتب دؤوب ، باحث مدقق ، شاعر موهوب .. حين أمسكت كتاب " شادية قمرلايغيب " أعجبني العنوان ثم كتاب "التمرحنة نعيمة عاكف " أعجبت ليس لحبي لهن فقط ولكن ليقيني أن ماهر زهدي سيضيف لمعلوماتي الكثير وللمكتبة العربية إضافة كبيرة . شخصيا أوقن في عملي وأحاديثي مع زملائي بفكرة أن التاريخ الفني والثقافي لمصر لم يكتب بعد بالقدر الذي يوافيه ويسجله رغم وجود كتابات جادة في هذا الموضوع .

 ينطلق كتاب "شادية قمرلايغيب " من فكرة عنوانه ففعلا الست شادية الفنانة الموهوبة في الغناء والتمثيل ، قمر أضاء الشاشة المصرية منذ منتصف الأربعينات وإلى منتصف الثمانينيات وارتبطت أغنياتها بوجدن المستمع المصري والعربي . غنت لكل مناسباتنا الحب والفرح " شباكنا ستايره حرير" والخطوبة " يادبلة الخطوبة عقبالنا كلنا " ، العتاب واللوم " إن راح منك يا عين " والأغنيات الوطنية التي سارت مع مسار الأحداث الوطنية " يا حبيبتي يا مصر- قولوا لعين الشمس – عبرنا الهزيمة " وأغنياتها الدينية " وحياة رب المداين – خد بأيدي " ومئات الأغنيات مع شعراء وملحنين العصر، ممن وجدوا صوت رقيق حساس سلس يحمل قوة وعذوبة فريدة ، فكانت أيقونة الفيلم الغنائي لعقود . والملفت أن شادية غنت مع كل مطربي العصر من أساطين الطرب والغناء بمدراسهم في الأداء والتلحين ، غنت مع كارم محمود وفريد الأطرش  وفوزي وعبد الحليم وكمال حسني . كما مثلت شادية كما غنت بمقدرة وموهبة تكبر وتنضج من فيلم لآخر وهناك أفلام فرضت موهبتها كممثلة فقط خاصة من تناولت روايات العظيم محفوظ " ميرامار- الطريق "  فمن ينسى زهرة الفلاحة التي تدفع الثورة بطوحها ، ومن لا يتوقف أمام كريمة المرأة التي قهرها الفقر ودفعها للجريمة .

قسم زهدي الكتاب إلى ثلاثة أبواب ( من فاطمة إلى شادية – من النهاية للبداية – بداية مابعد النهاية ) وكل باب تضمن عدة فصول ، وتأتي إضافة زهدي ليس في دقة المعلومات وتنظيمها فقط  بل في حوارات ومواقف كتبها بصوت الشخصية في مواقف تعرضت لها فنسمع صوتها ورأيها بل والامها وأحزانها في تلك المواقف . الأمر الذي قدم السيرة التي يمكن أن نجدها في صفحات هنا وهناك ، نابضة بصوت صاحبتها بكلمات دقيقة من كاتب احترف الكتابة الدرامية ويبدو أنه كان هذا الكتاب مشروع عمل حول القمر.

الكتاب الثاني عن الموهبة المتفردة نعيمة عاكف الصادر العام الماضي يؤكد فيه زهدي أسلوبه المميز في كتابة السيرة الخاصة لشخصية عامة من سرد تاريخي للحياة الشخصية ثم الحياة الفنية ، موثق بالتواريخ والأسماء . ثم تضمين صوت صاحبة السيرة فنسمع اّلام الفقد للأب اللاهي ونشعر بأيام الكفاح في عالم السيرك الشاق على طفلة صغيرة  من خلال حوار كتب بحساسية شديدة على لسان البطلة  التي تواصل طموحها وإصرارها وتنجح وتصعد سلم المجد وتصل إلى قمة الفيلم الغنائي والاستعراضي  ثم ماتلبث أن تزوى مثل الزهرة في أوج جمالها ونجاحها بالمرض اللعين الذي حرمها من ابنها الوحيد وحرم جمهور السينما من شهاب لامع هوى سريعا .  

 ودايما ما يختم المؤلف كتبه بألبوم  من الصور وأفيشات  الأفلام التي لاتوثق لصاحبات السيرة فقط ولكن لأجيال من الممثلين والمخرجين ممن شاركوهن المشوار الصعب .

Dr.Radwa
Egypt Air