تحل اليوم ذكرى ميلاد الأديب والشاعر اللبناني - المصري بشر فارس  20) ديسمبر 1906 - 21 فبراير 1963) بالإضافة إلى كونه كاتب مسرحي وقاضٍ وباحثٍ في التراث الإسلامي، يُعد فارس أحد روّاد المذهب الرمزي في الأدب العربي الحديث.

تميزت أعمال بشر فارس الأدبية والشعرية، بأسلوبٍ رمزيٍّ متعقّل، مما يضفي على أعماله القوة والجاذبية، وإنه عبر عن أعماق المجتمع والإنسانية بطريقة مميزة ورسم صورة لمعاناتهما من خلال قصائده.

وعن أسلوبه.. قال عنه إميل يعقوب: «نهج نهجًا خاصًا في الأدب حيث نبش اللفظة المعجرة، وكان انطوائيًا منغلقًا في أدبه، فابتعد عن المجتمع؛ ونتج شعره رمزيًا متعقّلا».

وفي عام 1934 نشرت «مجلة دار الهلال» قصيدة للشاعر بشر فارس بعنوان: احتضار الشباب.

نص القصيدة:

راح شرخُ الشبابِ يركض ركضا

حاملاً في الثياب من كان غضّا

ابرم الدهرُ عُقدَتَيْه فلمّا

اشدَّتا جاءها يحاول نقضا

حلّها فَجأةً لحا الله نابًا

دبّ في الليل يبتغيني فعضّا

نزع السحرَ من جفوني فصحت

لحظاني من بعدِ ما كنَّ مَرْضى

راعه خاتَمُ الصباحةِ في خديّ

حتى استطير غيظاً ففضّا

همّ بالقلب مرهفًا صَفْحَتَيْه

جامعًا بأسه عسى أن يقضّا

وإذا القلب يندب الخدّ والجفن

وقد جاش همه فامضّا

أمهل الناب عند شدة ذاك الحزن

إجلالاً ساعةً ثم أغضى

***

يا شبابًا حمَّلته فوق ما في

وسْعِه جاهلًا فما استطاع نهضا

رُبَ جُرمٍ أتيتًه إنما طَيشك

قد حثّني عليه وحضا

نحن في الذنب يا شباب شريكان

فإن لمتني فأقصرْ وغُضا

 

تتناول قصيدة "احتضار الشباب" للشاعر بشر فارس تجربة الشباب، حيث يصوّر الشاعر فيها رؤيته لهم وهم يواجهون التحديات والصعوبات، ويصف الشباب بأنهم محملين بأعباء الحياة.

في نهاية القصيدة، يوجه الشاعر كلماته للشباب، مشجعًا إياهم على تحمل المسؤولية ومواجهة الصعاب، ويذكرِّهم أنهم شركاء في مسؤولية العمل وعليهم أن يظلوا قويين وأن يتحملوا العواقب بكل شجاعة.