الجمعة 10 مايو 2024

مصر والتحديات الإقليمية الدولية المعاصرة على مائدة الأعلى للثقافة

جانب من المحاضرة

ثقافة26-12-2023 | 11:33

شمس علاء الدين

أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، محاضرة بعنوان: "مصر والتحديات الإقليمية الدولية المعاصرة"، نظمتها لجنة التاريخ والآثار بالمجلس، وذلك مساء أمس الاثنين الموافق 25 ديسمبر الجاري، وأدار النقاش بالمحاضرة الأستاذ الدكتور خلف عبد العظيم الميري؛ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية البنات جامعة عين شمس، وشارك بها كل من: الدكتور أحمد الشربينىي السيد؛ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتور جمال معوض شقرة؛ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية جامعة عين شمس.

تحدث الدكتور أحمد الشربيني موضحًا أن التحديات الإقليمية المعاصرة المحيطة بمصر، ترتبط بطبيعة الحال بما واجهته مصر سابقًا من تحديات دولية إقليمية، وأبرزها تمحور حول سيناء في الصراعات العسكرية والنزاعات الحدودية مع الدول المجاورة، والتي أدت إلى احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء في عام 1967م، وانتهت بنصر أكتوبر العظيم عام 1973م، التي تمكنت فيها مصر من استعادة شبه جزيرة سيناء، وتابع حول مشروع الشرق الأوسط الجديد، وقال أن مصر الآن في نظر جماعة الغرب ‏مهيأة لتنفيذ هذا المشروع، وذلك وسط ما تشهده المنطقة العربية من تحولات جذرية في عدد كبير من الدول منها: السودان وليبيا والعراق واليمن وغيرها، وأوضح أن استقرار الأوضاع في مصر وبعض الدول القليلة الأخرى، يجعل تلك الفترة مناسبة لإعادة الحديث عن هذا المشروع، وأشار الشربيني ‏إلى أحد الكتب التي تتحدث عن هذا الهدف الذي يسعى إليه الغرب، وعن مشروع الشرق الأوسط الجديد قال أنه ظهر قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهو المشروع الذي يحدد مستقبل الشرق الأوسط بعد تلك الحرب؛ لاعتقاد الغرب‏ أن مصالحهم في المنطقة العربية سوف تصبح مهددة، ‏لذلك أخذوا في التحضير لمشروع الدولة اليهودية؛ فوُضع مشروعًا للشرق الأوسط الجديد، وكانت المنطقة العربية بمثابة النواة لذلك المشروع، ‏كما كان تهديد المصالح النفطية سببًا فى تفكيرهم.

 ‏وأضاف الشربيني بأنهم ربطوا ‏هذا المشروع وتنفيذه ‏بوجود قواعد عسكرية في المنطقة، وكان لأمريكا دورًا ذكيًا في هذا؛ حيث أنه ليس من الذكاء أن تكلف نفسها إنشاء قواعد عسكرية جديدة؛ فاستبدلتها بالقواعد البريطانية ‏الموجودة بالفعل، والتي تم التكملة عليها، وكان الهدف الأساسي كما قال الشربيني هو حماية إسرائيل ‏وتدعيمها بمنظومة عسكرية قوية، وعن الضغوط التي تُمارس على مصر الآن قال الشربيني أن تلك الضغوط ليست جديدة؛ فإن فكرة نزوح الفلسطينيين من غزة إلى سيناء هي فكرة قديمة؛ ‏فقد قال جوزيف ماتيس إن الحل يتمثل فى إخراج فلسطين أو بعض المناطق من سكانها العرب ونقلهم إلى بلدان مجاورة، وكان ذلك قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية.

 ‏ثم أكد الشربيني فى مختتم حديثه ضرورة تحقيق التنمية في فلسطين مستقبلًا، وأشار إلى أن مصر تمثل ركيزة الاستقرار في الشرق الأوسط لذلك دائمًا ما تواصل بذل جهودها الحثيثة نحو تعزيز السلام في المنطقة، وتعزيز التعاون الدولي بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو أمر ضروري لضمان أمن واستقرار مصر.

تحدث الدكتور جمال شقرة موضحًا أن مصر بوصفها قوة إقليمية كبرى، لديها تحديات إقليمية ودولية معاصرة عديدة، ترجع جذورها إلى التاريخ والحاضر، ولعل أبرز هذه التحديات يتمثل فى التحدي الإسرائيلي؛ فهو التحدي الأبرز الذي تواجهه مصر منذ عقود، ويتمثل في الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعدوان على قطاع غزة، مما يشكل تهديدًا دائمًا للأمن القومي المصري وقد حاولت مصر، من خلال جهود دبلوماسية وسياسية وعسكرية، الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، ولكن دون جدوى حتى الآن، تعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، ودعم العمل العربي المشترك: وذلك بهدف مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة، وخاصة التحدي الإسرائيلى.

 وتابع الدكتور جمال شقرة موضحًا أن العالم بات في مرحلة مخاض، وذلك في ظل تتابع ظهور عدة تجارب تنموية حديثة لم يكتب لها النجاح، حيث فشلت بسبب ولادة نظام عالمى جديد، يعانى من أزمة عالمية، وتابع في ذات الإطار مؤكدًا أن العالم بأسره يشهد الآن وسط هرولة الزمن حدث غير مسبوق؛ فعلى سبيل المثال نجد أمر بالغ الخطورة وهو أن العالم شهد في ستة عقود تضاعف عدد سكان الأرض ثلاثة مرات، كما أن العالم‏ يعاني من أزمة اقتصادية شديدة، أدت إلى وفاة خمسة عشر شخص كل دقيقة من الجوع، وأشار الدكتور جمال شقراء كذلك إلى أن العالم يعاني من أزمة المياه أيضًا، مما قد يؤدي إلى الحروب على الماء مستقبلًا، فإنه لم يتمكن سوى ثلاثة مليارات نسمة فقط من امتلاك مياه صالحة، وسط كل هذه المعاناة يتجرع العالم ويلات التطرف والإرهاب باسم الدين، جراء تراجع تطبيق أفكار التسامح والتعايش‏.

 واختتم حديثه مؤكدا أن الأزمات الاقتصادية لم تُكتشف الآن، ولكنها اكتشفت سابقًا، مثلما ما حدث عام 2007م، حينما صارت دول كثيرة عاجزة عن سداد ديونها، أما التحديات السياسية فمصر تعانى من تأثيرات كل تلك الأزمات العالمية سواء في المنطقة العربية أو خارجها، كما تواجه مصر تحديات إقليمية ودولية كبيرة تجاه سيناء، والتي تشكل تهديدًا لأمنها القومي، وتسعى مصر إلى تعزيز أمنها القومي في سيناء، من خلال تعزيز متابعة التعاون الأمني مع دول الجوار.

Dr.Radwa
Egypt Air