هاجمت القوات الإسرائيلية وسط قطاع غزة برا وبحرا وجوا الليلة الماضية وقالت السلطات الفلسطينية إن عشرات الأشخاص قُتلوا فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن الآلاف يحاولون الفرار من القتال.

ولا تزال إسرائيل مصممة على هدف القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ردا على هجوم الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر، وذلك على الرغم من الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

وقال مسعفون إن طائرات إسرائيلية شنت ثلاث ضربات على النصيرات وسط قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن موظفيها شاهدوا عشرات الآلاف يفرون من الضربات في خان يونس والمنطقة الوسطى سيرا على الأقدام أو على ظهور الحمير أو في سيارات. وأضافت أنه يجري بناء ملاجئ مؤقتة على طول الطريق.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، حيث تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي بضرورة العمل على وقف دائم لإطلاق النار بمساعدة الشركاء الإقليميين والدوليين، حسبما ذكرت الرئاسة الفرنسية.

وقال بيان لوزارة الصحة في غزة إن ضربة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 20 فلسطينيا يوم الأربعاء بالقرب من مستشفى الأمل في خان يونس جنوب قطاع غزة. ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي.

وقال مسعفون إن خمسة فلسطينيين قتلوا في ضربة جوية إسرائيلية على مخيم المغازي وسط قطاع غزة كما قال مسئولون في القطاع إن مستشفى الشفاء استقبل سبع جثث لفلسطينيين قتلوا في مدينة غزة شمال القطاع ليلا.

وقال سكان بوسط قطاع غزة إن قصف الدبابات الإسرائيلية اشتد مع حلول الليل شرقي مخيمي البريج والمغازي للاجئين حيث تحاول الدبابات اجتياح المنطقة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء مقتل ثلاثة جنود آخرين في غزة ليرتفع إجمالي القتلى العسكريين إلى 166 منذ بدء العمليات البرية في 20 أكتوبر.

واندلعت الحرب إثر هجوم شنته حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة. وأدى الرد الذي أطلقته حكومة نتنياهو إلى تدمير جزء كبير من قطاع غزة.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن الحصيلة المسجلة في القطاع بلغت 21110 قتلى و55243 جريحا جراء الضربات الإسرائيلية.

واضطر جميع سكان غزة تقريبا والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى النزوح عن منازلهم.

وأعربت العديد من الحكومات في الغرب والشرق الأوسط عن قلقها بشأن اتساع نطاق الصراع، بما في ذلك على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان. وقالت مصادر أمنية إن حزب الله أطلق يوم الأربعاء عددا من الصواريخ والطائرات المسيرة المسلحة أكبر مما أطلقه في أي يوم سابق.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية استهدفت مواقع عسكرية لحزب الله ومناطق أخرى في لبنان، وقال الوزير في الحكومة الإسرائيلية بيني جانتس إن الوضع ينبغي أن يتغير.

وذكر في مؤتمر صحفي "إذا لم يتحرك العالم والحكومة اللبنانية من أجل منع إطلاق النار على سكان شمال إسرائيل وإبعاد حزب الله عن الحدود، سيفعل الجيش الإسرائيلي ذلك".

وتزايد عدد المواجهات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة منذ بدء الحرب، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الأربعاء إن ستة فلسطينيين قتلوا في ضربة نفذتها مسيرة إسرائيلية في طولكرم.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تعرضت لهجوم من مسلحين ألقوا عبوات ناسفة عليها خلال عملية لمكافحة الإرهاب هناك. وأضاف أن طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قصفت المهاجمين.

ووقعت المواجهة في مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم، وهي بؤرة مشتعلة تقع على أحد نقاط العبور الرئيسية إلى الضفة الغربية.

وقال شهود إن القتلى الستة كانوا يجلسون معا في الساعات الأولى من الصباح ولم يشاركوا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية.