تحل اليوم ذكرى افتتاح المسرح القومي بعد تجديده عام 1986م، والذي أمر الخديوي إسماعيل بتأسيسه عام 1869م بمنطقة الأزبكية، ويعتبر المسرح القومي من أبرز الوجهات الثقافية المصرية، حيث شهدت خشبته تقديم أهم وأروع المسرحيات المحلية والعالمية.
تعود فكرة إنشاء المسرح لنابليون بونابرت خلال وجوده في مصر على رأس حملته الشهيرة، حيث طلب إنشاء مسرح بجانب البركة التي كانت تحل محل حديقة الأزبكية الحالية للترفيه عن جنوده، ليتولى الحكم بعد رحيل الحملة الفرنسية على مصر محمد علي باشا، ويأمر بتحويل تلك البركة إلى حديقة عامة.
وبعد تولي الخديوي إسماعيل حكم مصر، والذي كان مهووس بالنضهة الأوروبية والفنون، عزم على تحويل مصر لقطعة من أوروبا، فأمر بإنشاء عدة وجهات ثقافية مثل دار الأوبرا الخديوية، والمسرح القومي.
تأسس المسرح القومي بجزء من حديقة الأزبكية عام 1869م، وأخذ المسرح القومي في ذلك الوقت طابع المسرح الكوميدي الفرنسي، وكان يطلق عليه لفظ "تياترو الأزبكية"، والذي تحول فيما بعد لأول مسرح مصري.
شهد المسرح القومي عام 1885 أول موسم مسرحي لفرقة أبو خليل القباني، كما شاركت فرقة إسكندر فرح وبطلها سلامة حجازي بتقديم أشهر أعمالها من عام 1891م وحتى 1905م.
احتج الشعب المصري على وجود الاحتلال الإنجليزي في مصر بعد الحرب العالمية الأولى، وطالبوا بإنشاء مسرح وطني، وفي عام 1921م تم إنشاء المسرح الوطني داخل مبنى "تياترو الأزبكية"، ليعمل بمعدل أربع مسرحيات في اليوم الواحد.
تعرض المسرح الوطني في ثلاثينات القرن الماضي، لأزمة اقتصادية كبيرة واضطر المسؤولون لتخفيض العمالة وتسريح البعض، كما تم حل الفرقة القومية في الأربيعينات.
شكل الفنان القدير زكي طليمات، فرقة جديدة من خريجي المعهد الفني للتمثيل باسم فرقة "المسرح الحديث" والتي كانت نتاج الدمج بين فرقتي "المصرية للتمثيل والموسيقى" وفرقة "المسرح الحديث"، وذلك في عام 1950م، وقدّمت الفرقة الكثير من الأعمال للكُتّاب الشباب مثل نعمان عاشور، وألفريد فرج، ويوسف إدريس، وسعد الدين وهبة، وميخائيل رومان، وظل المسرح يباشر عمله حتى تم إغلاقه ليعاد ترميمه وتجديده ليفتتح مرة أخرى عام 1986م.