أكدت مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ، أن العدوان الإسرائيلي يستهدف قطاع غزة بالكامل دون تمييز بين الفئات، وذلك لليوم 102 على التوالي، مؤكدة أنه لا مكان أمن للأطفال في القطاع على الإطلاق.
وقالت فرسخ - في تصريح لقناة "القاهرة" الإخبارية اليوم - "إن الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثي، حيث وصل عدد الشهداء في القطاع إلى أكثر من 24 ألف شهيد، وأكثر من 60 ألف جريح، و8 آلاف مازالوا مفقودين تحت الأنقاض"، موضحة أن تقارير منظمة الصحة العالمية تؤكد خروج غالبية المستشفيات عن الخدمة.
ولفتت إلى أن إسرائيل تستهدف بشكل واضح وممنهج للمنظومة الصحية في غزة، منوهة إلى أن 30 مستشفى من أصل 36 مستشفى خرجت عن الخدمة، إضافة إلى توقف أكثر من 53 مركزا صحيا، مشيرة إلى أن المستشفيات المتبقية في الخدمة حاليا في غزة تعمل بشكل جزئي، وتقدم الحد الأدنى من الخدمات الطبية والصحية للمصابين والجرحى الفلسطينيين، مؤكدة أن نسبة متلقي العلاج بها فاقت قدرتها الاستيعابية بكثير، وأن المصابين يتلقون العلاجات اللازمة مفترشين أروقة المستشفيات.
وأشارت إلى أن الهلال الأحمر الفلسطيني فقد - خلال الأيام القليلة الماضية - 4 من أفراد الطواقم الطبية؛ نتيجة استهدافهم بشكل متعمد داخل عربة إسعاف تقل جريحين في دير البلح، مؤكدة استشهاد كل الأفراد بسيارة الإسعاف، منوها إلى أن العدوان الإسرائيلي يتعمد استهداف مقرات وطواقم الهلال الأحمر الطبية بشكل مباشر؛ وذلك في انتهاك واضح وصارخ للقانون الدولي الذي يوفر الحماية للعاملين في مجال العمل الصحي والإنساني، موضحة أن 29 من الطواقم الطبية أصيبوا بجراح، إضافة إلى خروج 14 سيارة إسعاف عن الخدمة، وتضرر 29 مركبة إسعاف أخرى تضرارا جسيما؛ نتيجة الاستهداف المباشر.
وأكدت المسؤولة أن كل المقرات ومركبات الإسعاف تحمل بوضوح شارة الهلال الأحمر المحمية دوليا وفقا للقانون الدولي الإنساني، حيث تم استهداف 18 مقرا ومركزا تابعا للجمعية وتضررها بأضرار مختلفة، لافتة إلى أنه - خلال اليومين الماضيين - استطاع الهلال الأحمر استعادة خدمات الإسعاف في محافظة غزة، والتي توقفت قصرا قبل نحو شهرين نتيجة حصار مركز إسعاف غزة ومستشفى القدس.
وأوضحت أن انقطاع الاتصال في القطاع يعد أحد المعوقات الأساسية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة؛ ما نتج عنه صعوبة الوصول إلى المصابين والجرحى للحصول على الرعاية الصحية اللازمة، مؤكدة أن الهلال الأحمر ما زال يحاول الاستمرار وتقديم رسالته الإنسانية في غزة والتخفيف من معاناة المواطنين في غزة، رغم تلك الاستهدافات المباشرة والعراقيل المتعمدة، داعية المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية العاجلة لكل العاملين في المجال العمل الصحي والإنساني في القطاع وحماية المقرات والطواقم العاملة في ظل ظروف صعبة ومأساوية.