الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

مقالات

المهندس سيد مرعي.. الرائد البرلماني


  • 16-1-2024 | 16:27

أبو الحسن الجمّال كاتب ومؤرخ مصري

طباعة
  • أبو الحسن الجمّال

يمثل سيد مرعي نموذجاً مهماً بين كل السياسيين المصريين في القرن العشرين فهو نموذج نادر بين الملكي والجمهوري، الثوري والرجعي، الرأسمالي والاشتراكي، التكنوقراطي والبرلماني  

كان مرعى فى برلمان ما قبل الثورة أول المؤيدين والمتحمسين لفكرة تحديد الملكية بخمسين فدان ومنع الملاك من الحصول على أراض أكثر

فى 1946 سافر سيد مرعي فى مهمة سرية إلى فلسطين لمعرفة أنواع المزارع التي يقيمها اليهود وكيفية إدارتها، ونشاط الوكالة اليهودية، وحالة العرب من هذا الغزو الصامت

بعد قيام الثورة بدأت في مشروع الإصلاح الزراعي، فتمت الاستفادة من مهارة سيد مرعي واختاره مجلس قيادة الثورة عضواً منتدباً في اللجنة العليا للإصلاح الزراعي

 

تعد مصر أول دولة في العالم العربي في العصر الحديث عرفت الحياة البرلمانية، فعندما تولى محمد علي حكم مصر نزولاً على رغبة الشعب المتمثلة في زعمائه ورغم أنه أدار لهم ظهر المجن -بعد ذلك- إلا أنه عمل ثورة إدارية شاملة لإقامة مؤسسات الدولة الحديثة، وكانت سنة 1824 سنة محورية في عمر مصر، وفيها تم وضع اللبنة الأولى لتأسيس البرلمان المصري، حيث أسس "المجلس العالي" وتم اختيار أعضائه بالانتخاب، وفيه تم تمثيل شرائح الشعب المختلفة، وفي العام التالي صدرت اللائحة الأساسية للمجلس وحُددت اختصاصاته، وفي عهد الخديو إسماعيل الذي سار على نهج جده محمد علي في تحديث مصر تم إنشاء "مجلس شورى النواب" عام 1866، وكانت الخطوة الأهم في تاريخ الحياة النيابية في مصر، ثم تطورت المجالس النيابية بعد ذلك وأخذت ملامح عدة على مدار مائتي عام.. 

 

واحتفالاً بهذه المناسبة؛ مرور مائتي عام على هذا الحدث الأهم في تاريخ مصر، سوف نتحدث في السطور التالية عن شخصية برلمانية متعددة الاهتمامات منذ فجر شبابه، وجمع صفات عدة؛ منها حسن التصرف والمهارة في الإدارة ناهيك عن دوره السياسي قبل وبعد ثورة يوليو 1952 حينما انتخب أول مرة عضواً بالبرلمان وكان قد تخطى الثلاثين بسنوات قليلة..

 

إنه المهندس سيد مرعي، وقد رجعنا في مقالنا هذا إلى مذكراته المعنونة "أوراق سياسية" التي صدرت في ثلاثة أجزاء عام 1978، كما اعتمدنا على بحث مهم بعنوان "سيد مرعي وبواكير عمله السياسي 1944-1950" للباحثة العراقية آمنة خضر عباس، إضافة إلى عدد من المراجع الأخرى. 

 

وينتمي المهندس سيد مرعي إلى طبقة كبار الملاك في الريف المصري، ولم يكن يتعالى على أبناء بلدته من الفلاحين البسطاء وظل يعيش بينهم، وطالب مراراً وتكراراً بتحسين أحوالهم عندما انتخب عضواً بالبرلمان عام 1944، وكانت لديه رغبة في النهوض بالفلاح واستطاع أن يعبّر عن أفكاره في الإصلاح في وقت كان الحديث عن هذه الأمور من المجازفات؛ لأن تهمة الشيوعية كانت تطول أي أحد ينادي بالإصلاح في العصر الملكي. وقد ترجم سيد مرعي هذه الأفكار بعد ثورة يوليو 1952 التي انحازت للبسطاء، وكان سيد مرعي كما يقول أحد المؤرخين يمثل نموذجاً مهماً بين كل السياسيين المصريين في القرن العشرين فهو نموذج نادر بين الملكي والجمهوري، وبين الثوري والرجعي، وبين الكلاسيكي والرومانسي، وبين الرأسمالي والاشتراكي، وبين التكنوقراطي والبرلماني، وبين المحافظ والمجدد، وحتى بين الولاء للذات وإنكار الذات. 

 

في قرية العزيزية التي تتبع مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية استقبل سيد مرعي أول نسمات الحياة في هذه القرية الشهيرة التي أنجبت العشرات من الأعلام، وهي قرية قديمة تنسب للعزيز بالله الفاطمي الذي خلف أباه المعز لدين الله الفاطمي، ويوجد فيها أكبر نسبة للمتعلمين وفي هذا تشبه قرية كفر المصيلحة بمحافظة المنوفية..

 

ولد في 26 أغسطس 1913، لأسرة ترجع أصولها إلى القبائل العربية التي نزحت إلى شرق مصر، وكان سيد مرعي يعتز بهذا النسب، وقد رواه له والده فى اعتزاز، ورواه سيد مرعي لأنجاله من بعده كما رواه للناس فى كتابه "أوراق سياسية"، وتلقى تعليمه العام في مدرسة السيدة نفيسة الأولية بحي العباسية، ثم في مدرسة الحسينية الابتدائية، ثم في مدرسة فؤاد الأول الثانوية فالحسينية الثانوية، ثم التحق سيد مرعي بكلية الزراعة، ودخلها عن رغبة حقيقية، وتخرج فيها عام 1937، وكان يريد أن يكمل دراساته العليا في الخارج، وكان من المتفوقين ولكن والده طالبه بالاكتفاء بما حصله وعاد إلى القرية ليتابع أراضيه، ويطبق ما تعلمه في كلية الزراعة على الأرض وفي الإنتاج الحيواني، وكان يعرف عنه أنه يتابع أوزان الثروة الحيوانية يوما بيوم..

 

كان أبوه أحمد أفندي مرعي من أقطاب حزب الوفد بالقرية، وقد فاز باكتساح في أول انتخابات برلمانية بعد إقرار دستور 1923، أمام يحيى باشا إبراهيم رئيس الوزراء في ذلك الوقت عام 1924، وقد ورث ابنه سيد اهتمامه بالسياسة وانتظم في الهيئة السعدية التي انشقت عن حزب الوفد تحت قيادة أحمد ماهر وبعد اغتياله تولاه بالاهتمام والرعاية خلفه محمود فهمي النقراشي، وانتخب عضواً بالبرلمان عام 1944، وكان أصغر عضو بالبرلمان في هذه الدورة، وقد لمع نجمه بسرعة تحت قبة البرلمان لجرأته في المطالبة ببعض الإصلاحات، وقد نادي بضرورة إصلاح أوضاع الفلاح المعيشية بجانبيها الاجتماعي والاقتصادي، وساند كل المشروعات الساعية إلى ذلك.

 

وكانت فلسفته الاجتماعية نتاجاً لاستقراره بالريف وتواجده المستمر بين الفلاحين وقد أحس بمعاناتهم عن قرب؛ حيث العلاقات الرأسمالية الزراعية التي حكمت الريف المصري وما رافقها من ظاهرة "المالك الغائب" الذي يسكن المدن الكبرى ويعيش معيشة أوروبية باذخة، وينتظر الإيرادات القادمة له الضياع بالريف، وكان لنفوذ هؤلاء (كبار الملاك) في الحياة السياسية ومشاركتهم في صنع القرار يعيق أي دعاوى إلى الإصلاح وتحسين أحوال الفلاحين المعدمين الذين يعيشون تحت وطأة الفقر والجهل والمرض، وتأثر سيد مرعي بكبار الزعماء أمثال: سعد زغلول، ومصطفى النحاس، وأعجب أكثر بشخص محمد طلعت حرب مؤسس بنك مصر وشركاته، كما تأثر بشخصية الحاج أحمد عبدالله -زوج عمته- والذي كان يمتلك 400 فدان بقرية الصنافين بالشرقية، يديرها باشتراكية الفطرة -كما يصفها سيد مرعي في مذكراته-  وكان يشارك الفلاحين أفراحهم وأحزانهم ويعرفهم جميعاً وهم يعدونه كبير العائلة، وقد تعلم منه سيد مرعي توثيق العلاقة مع الفلاحين، كما كان مطلعاً على الكثير من الأفكار الإصلاحية لكبار المفكرين مثل: كتاب "رأس المال" لكارل ماركس، والتقى الباحثة الأمريكية "دارين وارين التي تناولت في أبحاثها أحوال الزراعة في الشرق الأوسط. 

 

تحت قبة البرلمان قبل الثورة

 

وتحت قبة البرلمان تركز نشاط سيد مرعي حول المشاريع الزراعية والشئون الاجتماعية والاقتصادية الخاصة بالريف؛ حيث أخذ يطالب بضرورة النهوض بواقع الريف المصري، وكان أول المؤيدين والمتحمسين لفكرة النائب السعدي في مجلس الشيوخ محمد خطاب والتي ترمي إلى تحديد الملكية بخمسين فدان ومنع الملاك من الحصول على أراض أكثر، فطلبت اللجنة المختصة برفع الحد الأدنى إلى مائة فدان، وقد رفض هذا المشروع ولم ييأس سيد مرعي فأخذ يعمل مع أحد زملائه على مشروع الغاية منه تحديد القيمة الإيجارية للأراضي الزراعية بما يضمن حق الفلاح ويحميه من التفاوت في أسعار المحصول وما يرافقه من استغلال الفلاح. وكان تهمة الشيوعية ترهب المصلحين، فقد ثار عليه أحد الأعضاء واتهمه بالتهمة المعلبة (الشيوعية) والتي أربكت النائب الشاب، وطبعاً كان هذا الاقتراح مصيره الفشل، ولم ييأس أيضاً وكان يتسلح بالعزيمة ويتشح بالحماس المفرط، وبعد فترة دعا إلى إنشاء نقابة للزراعيين على أثر مناقشة حادة جرت بينه وبين وزير الزراعية الذي سأله عن تسمية خريج كلية الزراعة فرد الوزير: (خولي)، وهنا غضب سيد مرعي وأصّر على مشروعه وفي النهاية تم إقرار المشروع، وكان نصراً لسيد مرعي. 

 

في هذه الدورة البرلمانية أيضاً كان سيد مرعي من النواب النشطين تحت قبة البرلمان، وكان عضواً في لجنة الزراعة وقدم المشروع تلو المشروع والاقتراح تلو الاقتراح، ومنها مشروع مراقبة الحيوان الشرس وإعدامه حماية للأرواح، ومقترح بإنشاء سجلات بوزارة الزراعة لتسجيل الأنساب للخيول العربية وتحسين نسل الأبقار المصرية، وقد لاقت هذه الاقتراحات من قبل وزارة الزراعة والطب البيطري، ولا يمكن حصر جهوده في هذه الفترة لضيق المقال.  

 

مهمة في فلسطين قبل النكبة

 

كان سيد مرعي قد لعب بعض الأدوار السياسية المتميزة فيما قبل الثورة، وفي تلك الأثناء زادت الهجرات اليهودية إلى فلسطين وشراء أجود الأراضي وبناء المستوطنات، وازداد تحرش اليهود بالعرب، وقد نحجت المؤامرات والدسائس في النهاية بترسيخ الوجود الصهيوني على أرض فلسطين، وحدوث النكبة العربية الكبرى بعد هزيمة العرب أمام العصابات الصهيونية في حرب فلسطين..

 

في يونيو 1946 لجأ مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني إلى مصر، وعلى أثر ذلك تصاعدت الدعوات في مجلس النواب بل بين شرائح الشعب المصري المختلفة بضرورة منع قيام الدولة اليهودية، وفي 9 ديسمبر عام 1946 شكّل النقراشي وزارته الثانية وكان معروفاً عنه اهتمامه بالقضايا العربية، وأراد أن يتقصى الحقيقة على أرض الواقع، فكلف سيد مرعي بأول مهمة له خارج مصر والذهاب إلى فلسطين في زيارة عادية وعلى نفقته الخاصة حتى لا يلفت الأنظار وحدد له أهداف الزيارة؛ وهي معرفة أنواع المزارع التي يقيمها اليهود وكيفية إدارتها، ونشاط الوكالة اليهودية، وحالة العرب من هذا الغزو الصامت.. 

 

وقد فصل سيد مرعي وقائع هذه الزيارة في كتابه "أوراق سياسية"، ووصف الوضع بدقة، وكان له أثره بعد ذلك على تردد النقراشي في دخول الحرب لمعرفته بحقيقة ما كان يجري في فلسطين بناء على تقرير سيد مرعي المفصل.

 

وفي انتخابات 1950 أخفق سيد مرعي في الفوز بها رغم أن الوفد عرض عليه الانضمام إليه أو الترشح مستقلاً ورفض كل هذه الإغراءات. وعاد يباشر أعماله الخاصة إلى أن قامت ثورة يوليو 1952 وانضوى تحت لوائها، وكان له علاقة قربى ببعض قادتها، وقد طالبت الثورة الأحزاب بإعادة تنظيم صفوفها وتطهيرها من رموز النظام الملكي البائد وترك قادة الأحزاب والصفوف الأولى بها ومنها الهيئة السعدية وتولى سيد مرعى قيادة الحزب، وذهب يعلن ولائه للثورة ولقائدها اللواء أركان الحرب محمد نجيب.

 

وقد استفادت الثورة من مهارة سيد مرعي وتذكرت ماضيه في مجلس النواب قبل الثورة، وبعد قيام الثورة ببضع أسابيع بدأت في مشروع الإصلاح الزراعي، واختار مجلس قيادة الثورة سيد مرعي عضواً منتدباً في اللجنة العليا للإصلاح الزراعي في سبتمبر 1952، وقاد عملية الاستيلاء على أراضي الإقطاعيين، ثم تولى بنك التسليف في نوفمبر 1955، واختاره جمال عبدالناصر عام 1956 مع غيره من الشباب لتولي الوزارة فتولى مرعي وزارة الزراعة.. وظل في الوزارة في فترة الوحدة المصرية السورية (1958-1961)، وكان سيد من الذكاء بمكان وقد استطاع أن يضم إلى الوزارة بنك الائتمان الزراعي ولم يضم إلى البنوك في وزارة الاقتصاد، وكذلك الاستحواذ على الجمعيات الزراعية بدلاً أن تبقى مع الجمعيات في وزارة الشئون الاجتماعية.   

 

وعاد سيد مرعي مرة أخرى إلى البرلمان وذلك في أبريل 1964 حينما اختير وكيلاً لمجلس الأمة الذي كان يرأسه أنور السادات، وقد وكلت له عدة مهام إلى العالم، فنجح أن يكون نائباً من نواب رئيس المؤتمر البرلماني الدولي فى 1964. وتولى بعد ذلك وزارة الزراعة في عدة تشكيلات وزارية، وفي حرب أكتوبر 1973، عهد إليه الرئيس محمد أنور السادات بالاتصال بقادة الدول العربية في معركة البترول الذي كان ورقة ضغط ضد الدول الكبرى التي تؤيد إسرائيل وقد نجح في مسعاه إلى أبعد حد. 

 

وبعد حرب أكتوبر 1973 أعلن الرئيس السادات عن تأسيس المنابر واختير سيد مرعي ليرأس لجنة "مستقبل العمل السياسي"، وهي اللجنة التي أوصت بنشأة المنابر أو التنظيمات: اليمين برئاسة مصطفى كامل مراد، واليسار برئاسة خالد محي الدين، والوسط برئاسة محمود أبو وافية ثم جاء بعده بفترة السيد ممدوح سالم.. وقد كان سيد مرعي رئيسا لمجلس الشعب الذي ضم هذه المنابر أو التنظيمات جميعاً، وحين افتتح الرئيس هذا المجلس أعلن عن تحويل هذه المنابر أو التنظيمات إلى أحزاب. وقد ظل سيد مرعي رئيساً لمجلس الشعب في دورته الجديده منذ 1974 وحتى 1978 حيث خلفه الدكتور صوفي أبو طالب، وفي أكتوبر 1978 عُيِّن سيد مرعي مساعداً لرئيس الجمهورية، وعُيِّن معه رئيس الوزراء المستقيل (ممدوح سالم).. وفي حادث المنصة الذي اغتيل فيه الرئيس السادات أصيب سيد مرعي، وبعدها تقدم بطلب إلى رئيس الجمهورية الجديد محمد حسني مبارك بإعفائه من منصبه مساعد رئيس الجمهورية، وعهد إليه مبارك بالقيام بزيارات تفقدية لمشروع الصالحية. ورغم اعتزاله المناصب إلا أنه لم ينفك عن قضايا أمته وخصوصاً قانون المالك والمستأجر الذي يظل يدرس مجتمعياً حتى تم إقراره بعد ذلك. 

 

وخلال مشواره الطويل نال المهندس سيد مرعي العديد من مظاهر التكريم، فمنح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة واشنطن (1960)، كما منح وساماً سورياً رفيعاً (1958)، ومنح وسام قلادة الصليب الأكبر من اليونان، كما كرمته نقابة الزراعيين في أول احتفالاتها.

 

ورغم الأعباء الثقيلة التي ألقيت على كاهل المهندس سيد مرعي منذ فجر شبابه فقد مارس العمل العام والعمل السياسي والتكنوقراطي حتى عام 1981، إلا أنه كان يتابع كل ما هو جديد في مجال تخصصه، وترك لنا العديد من الكتب في هذا المجال ناهيك عن المقالات والأحاديث الصحفية في الصحف والمجلات الشهيرة في مصر والدول العربية، ومن كتبه نذكر: "الإصلاح الزراعي في مصر" 1957، و"الزراعة المصرية" 1970، و"الزراعة في عهد عبدالناصر" 1972، و"التعاون الزراعي على أبواب مرحلة جديدة" (سلسلة اخترنا للفلاح) 1969، و"الثورة الخضراء"1971، و"الطعام الرخيص هل انتهى عصره"، و"لكي نربح المستقبل"، و"أوراق سياسية" في ثلاثة أجزاء 1978. كما شارك في كتاب "الديمقراطية في مصر" بمناسبة ربع قرن على ثورة يوليو.  

 

ورحل سيد مرعي عام 1993 عن عمر ناهر الثمانين عاماً، وقد أصابته جلطة في المخ في يوليو 1992، ودخل على إثرها مستشفى الفيروز وعولج منها، ولم يعش بعدها طويلاً. 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة