الخميس 2 مايو 2024

حكاية وطن: «في معركة الوعي.. إعـرف بلـدك»!

مقالات21-1-2024 | 23:34

 

● المعرفة هي نتاج تفكير العقل البشري، وهي حالة من الإدراك والوعي للواقع الذي يعيشه الإنسان وهي تمر بمراحل من البناء والتطور، فكلما كان الإنسان أكثر فاعلية وإنتاجا؛ زاد معه حجم المعرفة، وتكمن أهميتها في مدى مقدرة الإنسان على استيعابها وفهمها، فبدون المعرفة يعيش الإنسان مرحلة المجهول ولا يستطيع أن يحقق أهدافه؛ لأنه لا يمتلك المعرفة التي تمكنه من المضي قدما في السعي نحو الاستفادة مما هو متاح أمامه فيظل رهين الجهل وعدم التغيير..

ومن بين المعارف التي يتوجب عليه معرفتها كل ما هو مرتبط من معلومات ومعارف بالوطن، وهذا ما يمكن تسميته بالمعرفة الوطنية، وتشمل كل ما هو متعلق بالوطن كالمعرفة التاريخية، والجغرافية، والإدارية، والقانونية، والسياسية، والبرلمانية، والاجتماعية، والاقتصادية؛ ومعرفته بكل هذه المعلومات تساهم في تثقيفه بكل احتياجاته من حقوق وواجبات مرتبطة بأدائه كمواطن، وتسهم في جعله شخصية مؤثرة في المجتمع لأنه قادر على أن يصبح مواطنا مسؤولا يتحمل جزءًا من المشاركة في المنجزات الحضارية..

ومع ذلك كان يتبادر إلى ذهني سؤال..
هل نحن نمتلك المعرفة الكافية عن هذا الوطن؟ وهل هناك دلالات على أن هناك معرفة شاملة؟ أما أن هناك العديد من أبناء هذا الوطن لديهم نقص كبير في هذه المعرفة، ولا يعرفون تاريخ هذا الوطن، ولا جغرافيته وما تضمنه من تنوع جغرافي في كل بقاعه؛ ولا القوانين والأنظمة والحقوق والواجبات المرتبطة بهم كمواطنين، فهنا تكمن المشكلة؛ ولكن لماذا لم تستطع مناهجنا الدراسية بناء تلك المعرفة؟ وأين بقية مؤسسات المجتمع الأخرى من ذلك؟!..
وبالمناسبة ليس مطلوب من الدولة ان تقوم بكل شيء، ففي وقت المراحل المفصلية المسؤولية تقع على الكل؟!..

إن هناك مجموعة من المؤشرات تقول إن هناك عجز كبير في حجم المعرفة الوطنية لدى قطاعات كثيرة، فعندما تجري نقاش أو حوار فردي تتضح لك الرؤية وتدرك أننا بالفعل لدينا مشكلة في مجال المعرفة المرتبطة بالوطن، فمن لا يعرف تاريخه ولا الأحداث التي كانت لها تأثير كبير في بناء الحضارة العُمانية، ولا يعرف جغرافية البلد ولا التقسيمات الإدارية وأهميتها، والنظام الأساسي للدولة، فكيف يستطيع أن يصبح فردا مؤثرا في المجتمع وهو يعيش في المجهول؟!..

وهذا الأمر له انعكاسات على المستوى الاقتصادي، والتعليمي، والانتماء الوطني، مما يؤثر على مقدرة المواطن على المشاركة الإيجابية في المجتمع، وهذا ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي - في اكثر من لقاء - على أهمية الوعي والعلم والمعرفة، وضرورة متابعة مستجداتهما بكافة السبل المتاحة بذهنٍ متقد على أساس من التدبر والتجربة، لأنه المنطق الصحيح لكسب المعارف ونيل الخبرات والمهارات بما يمكن هذه الأجيال والأجيال القادمة من الإسهام إسهاماً فاعلا في خدمة وطنها ومجتمعاتها..

لابد من الاهتمام ببناء مشروع وطني يسهم في رفع مستوى المعرفة الوطنية لدى مختلف الفئات، ويهدف للاستفادة من معطيات التاريخ المصري، بما يخدم الحاضر ويستشرف المستقبل، وترسيخ مضامين الهوية المصرية لدى فئات المجتمع المختلفة، مع الاهتمام ببيان الأهمية الجغرافية والإستراتيجية لموقع مصر على الخريطة العالمية، ونشر ثقافة القراءة التاريخية والجغرافية المتعلقة بمصر، وتعزيز مشاعر الانتماء للوطن، والتعاون مع المؤسسات المختلفة لتعزيز الجوانب المتعلقة بتعزيز المعرفة الوطنية، وبشكل يخرج عن النطاق التقليدي ويتميز بالرغبة البنائية الذاتية من المتعلم للبحث عن المعرفة مما يثبت الاستقرار وينمي قوة الانتماء لديه..

أكرر..
هذا الأمر ليس مسؤولية أجهزة الدولة وحدها،
بل مسؤولية تقع. على عاتق الجميع..
ففي معركة الوطن..
كلنا جنود في الدفاع عن مصر وأمنها واستقرارها..
فهذه معركة أُمة كاملة؛ والمعركة إنما هي معركة عقيدة وإيمان كامل بالوطن لا معركة جيوش فقط، والقتال هو قتال وجود لا قتال حدود!..

Dr.Randa
Dr.Radwa