أصدرت الباحثة ميريهان محمود سيف، كتابًا بعنوان « حملات المقاطعة والسلوك الشرائي» عن دار العلا للنشر والتوزيع، والكتاب من تقديم الدكتورة أماني ألبرت أستاذ ورئيس قسم العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة بنى سويف، ويشارك في معرض الكتاب قاعة ١ جناح رقم {C55}.
يتناول الكتاب موضوع تعرض الجمهور المصري لحملات مقاطعة المنتجات الفرنسية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومعرفة تأثير هذا التعرض لتلك الحملات على سلوكهم الشرائي، ويشتمل الكتاب على أربعة فصول رئيسية، تناول الفصل الأول منها الإجراءات المنهجية للدراسة، بينما اشتمل الفصل اثاني على حملات مقاطعة المنتجات، فيما بحث الفصل الثالث في كيفية تأثير الشبكات الاجتماعية على السلوك الشرائي، واستعرض الفصل الرابع أهم نتائج الدراسة الميدانية، ثم تأتي الخاتمة، وتليها مجموعة من التوصيات التي توصي بها الباحثة، ويليها الدراسات المستقبلية.
وبالتالي فإن الكتاب يغطي أهم خصائص المستهلك، ومعرفة أفضل وأكثر شبكات التواصل الاجتماعي متابعة من قِبل الجمهور وأكثرها تأثيرًا عليهم، وكذلك معرفة دوافع الجمهور نحو حملات المقاطعة، وسيمكن هذا الكتاب هؤلاء المسوقين من مواكبة التوجهات الحديثة للحملات، ومعرفة جوانب القوة والضعف للحملات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حتى يستطيعوا إدارة حملات إعلانية وإعلامية مستقبلًا بشكل أفضل، وفهم لماذا ومتي وكيف يتم قرار المقاطعة من قِبل المستهلك، بما سيفيدهم في وضع الاستراتيجيات التسويقية.
وقالت الدكتورة أماني ألبرت أن مقاطعة شراء منتجات معينة هي نوع من المعاقبة والتأديب السلمي، والمقاومة بالامتناع المتعمد عن التعامل مع طرف آخر، فهي سحب كل العلاقات ورفض التفاوض في أي معاملات تجارية مع شخص أو منشأة وعرفتها الأمم المتحدة في ميثاقها كما في المادة (٤١) حيث تنص: (وقف العلاقات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفًا جزئيًّا أو كليًّا».
ويعود مصطلح المقاطعة (Boycott) في التاريخ لعام 1880م، وهو مشتق من اسم الكابتن الإنجليزي تشارلز بويكات الذي كان يعمل مديرًا للعقارات قام برفع قيمة الإيجارات، مما تسبب ذلك في غضب المجتمع الأيرلندي، الذي لم ينقذه منهم سوى قوة عسكرية كبيرة، ومن ذلك الوقت والمصطلح شائع.
وتمكنت المقاطعة الاقتصادية قديمًا وحديثًا من تحقيق ضربات اقتصادية موجعة لدولة أو منظمة أو شركة ما، فهي تمثل ضغط اقتصادي على علامة تجارية ما ربما بسبب نشاطها التجاري الواضح أو عدم احترامها لحقوق الإنسان والبيئة أو المشاركة في ممارسات تجارية غير أخلاقية، وقد يقاطع المستهلك العلامة التجارية بسبب ما يشعر به تجاه بلد المنشأ لأسباب سياسية أو عسكرية وربما يكون السبب عدوان بلد على آخر.
وشهد التاريخ على العديد من حملات المقاطعة الاقتصادية، أبرزها ما حدث ضد دولة جنوب أفريقيا، لتتوقف عن ممارستها العنصرية التي تنتهجها، واستمرت قرابة ثلاثين عامًا حتى أجبرت الحكومة على إجراء انتخابات حرة والتخلي عن سياستها العنصرية، وغيرها من حملات المقاطعة.
ويشير التاريخ لنجاح حملات المقاطعة في توجيه السلوك الشرائي للمستهلكين بعيداً عن منتجات بعينها وإلحاق خسائر واضحة بعلامات تجارية مرتبطة بانخفاض مبيعاتها أو رفض أسواق معينة لها، وهو ما حاولت الباحثة المتميزة ميريهان محمود التعرف عليه عبر دراسة قيمة تم تأصيلها منهجياً ونظرياً بشكل دقيق وبالتالي يمكن تعميم نتائجها التي توصلت إليها، فقد قامت بالتعرف على حملات المقاطعة والسلوك الشرائي، وذلك في أربعة فصول: يشمل الفصل الأول الإطار المنهجي والنظري للدراسة، ويتضمن الفصل الثاني حملات مقاطعة المنتجات، بينما يشمل الفصل الثالث السلوك الشرائي، وأخيراً يتضمن الفصل الرابع نتائج الدراسة وتوصياتها.
ويتميز مجهود الباحثة ميريهان بتدقيق في اختيار المراجع وسلاسة في سرد المعلومة وإضافتها لمصدرها، وقدرة على توظيف الاقتباسات في موضعها ومناقشتها بموضوعية، وقد برزت شخصيتها كباحثة في العديد من المواضع التي لم تكتف فيها بالاقتباس بل ناقشت وحللت وأضافت رأيها، وهو ما تميزت به هذه الدراسة خاصة في الجزء الميداني.