الثلاثاء 21 مايو 2024

معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ55| رجال عاشوا ألف عام.. يناقش إشكاليات مصدر الأخلاق في المجتمع

جانب من الندوة

ثقافة31-1-2024 | 17:12

بيمن خليل

استضافت قاعة «فكر وإبداع»، ضمن فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة لمناقشة كتاب «رجال عاشوا ألف عام»، بمشاركة كل من الكاتب الدكتور جلال الشايب، والدكتور كمال مغيث، وأدارها إيهاب الملاح.

قال الدكتور كمال مغيث، إن «رجال عاشوا ألف عام»، كتاب مبدع حرص خلاله الكاتب جلال الشايب على اتباع معايير رائعة في اختيار الشخصيات التي تناولها، خاصة أن الفكر الخاص بالشخصيات التي تناولها الكتاب هو قادر أن يجعلهم أحياء لأكثر من ألف عام، بسبب أعمالهم وما قدموه للعلم في ظروف عصرهم.

وأضاف أن فكرة التكامل بين الشخصيات التي يتناولها الكتاب، تؤكد فكرة أن العلم هو واحد مهما اختلفت الشخصيات العلمية ومهما اختلفت تخصصاتهم، فقد اختار في هذا الكتاب 9 شخصيات عظيمة، قدمت للبشرية علوم هامة، ولكنه تناولهم بالكثير من الشمول والعمق.

وأشار إلى أن شخصيات الكتاب كلها ولدت فيما يقرب من النصف الأول من القرن التاسع عشر وأبرزهم جون ستيوارت ميل واينشتاين، والملاحظ أن ثلث عدد الشخصيات التي تم تناولها في الكتاب هم من اليهود الغير متدنيين، كما أن الأصول الاجتماعية للشخصيات التسعة مختلفة، فمنهم من جاء من أسر نبيلة وحاكمة ومنهم من جاء من أسر علمية، ومنهم من جاء من أسر متواضعة، والملاحظ أيضا أن هؤلاء العلماء كانوا موسوعيين، وكانوا مشغولين بهموم الناس وتحقيق صالح البشرية، وإن كان من الأفضل أن يضم لهم بيتهوفن في الموسيقى، وبيكاسو في الفنون والنحت والتصوير.

وأشار «مغيث» إلى أن الكتاب يسلط الضوء على قيمة مهمة جدا، والمتمثلة في تقدير دور العلماء، حتى أننا نعرف أنهم كانوا يهدوا أعمالهم إلى بعضهم البعض.

ولفت إلى أن هناك ظاهرة يرصدها الكتاب من خلال الشخصيات التسعة التي تناولها في الكتاب، والمتمثلة في أن العلماء قبل أن يصبحوا علما فهم تعلموا جيدا وحصلوا على درجات علمية مرتفعة، في الوقت الذي لم يهتم الأدباء بالحصول على نفس القدر من التعليم، على الرغم من ثقافتهم الواسعة.

وأوضح أن الكتاب يطرح إشكاليات هامة على رأسها مصدر الأخلاق في المجتمع وهل يمكن أن تكون الأخلاق المجتمعية أكبر قسمة وأكبر أثرا من الأخلاق التي تأتي بها الأديان.

ولفت إلى أن الكاتب تناول شخصيات علماء أثارت الجدل بشكل كبير، من خلال تناوله لشخصيات جون ستيوارت ميل، وداروين، واينشتاين، وهو في ذلك حاول تناول هذه الشخصيات العلمية في قالب أدبي ممتع لا يخلو من الاهتمام بالجوانب العلمية.

من جانبه قال الكاتب إيهاب الملاح، نحن في حاجة إلى التعاطي مع تاريخ العلم، والنهضة الحضارية، فنحن قد تورطنا في اخر 200 عام إلى الاتجاه نحو النزعة العربية، والابتعاد عن النزعة الانسانية، وهو ما أدي إلى دخولنا كعرب في منطقة مظلمة كانت أوروبا قد تعرضت لها في وقت سابق، ولكن أوروبا تمكنت من تجاوز هذا الأمر والانطلاق نحو النهضة والتنوير والعلم، من خلال تبني النزعة الإنسانية والانفتاح.

وأشار إلى أننا ما زلنا في حاجة إلى قراءة أفكار الفلاسفة، والنهل من العلوم المختلفة دون أن يكون لدينا حساسية من الأشخاص أيا كانت خلفياتهم، فكتاب "رجال عاشوا ألف عام" أن هؤلاء العلماء نجحوا في التفكير والنقد والخروج عن قوالب الرفض لكل ما هو مختلف.

كما أشار إلى أننا في منطقتنا العربية نحتاج إلى نتأمل كيف يفكر الآخر، وكيف يمكن طرح أسئلة باستمرار والبعد عن الأطر المحفوظة وفرض الرأي والدكتاتورية، هنا فقط نستطيع تجاوز الفجوة بين النخب والمتعاطين مع الفكر.

الجدير بالذكر أن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55  تقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي تحت شعار "نصنع المعرفة.. نصون الكلمة"، خلال الفترة من 25 يناير حتى 6 فبراير المقبل، وتحل عليها مملكة النرويج كضيف شرف، ووقع اختيار اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على عالم المصريات، الدكتور سليم حسن، ليكون شخصية المعرض، ورائد أدب الطفل، يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل.

ويشارك بالمعرض 1047 ناشرًا مصريًا وعربيًّا وأجنبيًّا من 70 دولة، بزيادة 153 ناشرًا عن الدورة الماضية، الأمر الذي يُثري ويُؤكد فكرة شعار المعرض "نصنع المعرفة.. نصون الكلمة".

 هذا بالإضافة إلى مشاركة مملكة النرويج كضيف شرف للدورة الـ55 للمعرض، ببرنامج ثقافي كبير، يضم مجموعة من الكتاب والمبدعين في النرويج، لتعريف العالم العربي، بالثقافة النرويجية، إلى جانب أدب الطفل في النرويج، ومن بين الأدباء النرويجيين المشاركين في المعرض: الكاتب "تيرجي تيفيدت" مؤلف كتاب عن النيل، والكاتب "جوستاين غاردر"، والكاتبة "لين ستارلسبيرج".

ويحتفي البرنامج بأديب نوبل النرويجي "يون فوسه"؛ حيث يخصص يومًا كاملًا له في المعرض، لتناول أعماله، ومؤلفاته وأشعاره المختلفة، كما يحتفي بأهم كتاب المسرح في النرويج: هنريك إبسن، المعروف بـ "أبو المسرح النرويجي"

واستحدث معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والخمسين بعض التقنيات والمؤتمرات الجديدة، حيث يضم 6 مؤتمرات منها: مؤتمر تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر الترجمة عن العربية جسر للحضارة بمشاركة وزارات الثقافة والأوقاف، ومؤتمر الملكية الفكرية حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة، ومؤتمر طه حسين، ومؤتمر نازك الملائكة.

كما يضم المعرض هذا العام العديد من المشروعات الثقافية الجديدة التي أطلقتها الهيئة، وهي: «ديوان الشعر المصري»، «استعادة طه حسين»،  و«حكايات النصر»، و«عقول» الموجهة إلى مخاطبة فئة الشباب الشريحة المصرية الواعدة، لإبراز أصحاب التجارب الرصينة في الفكر والأدب والعلوم الإنسانية.

ويشهد المعرض هذا العام أيضًا في إطار رؤية مصر 2030 التي تركّز على التحوّل نحو اقتصاد رقمي، ولدمج أكبر عدد من المواطنين في النظام المالي، تعاقدت الهيئة مع شركة "إيزي كاش" للدفع الإلكتروني، لتحصيل المستحقات المالية الخاصة بدور النشر والناشرين المصريين والأجانب بماكينات الدفع الإلكتروني، وتطبيق التجار باستخدام رمز الاستجابة السريع"QR Code"، وإصدار وتفعيل وشحن محفظة "إيزي كاش" الإلكترونية للأفراد، وكارت "إيزي كاش" مسبق الدفع للزائرين والمشاركين.

ويذكر أن المعرض يحتوي على  7 قاعات، وصالة كاملة لكتب وأنشطة الطفل، وأماكن للفنون الحرة.