الأحد 12 مايو 2024

تاريخ الكتاب من أقدم العصور وحتى العصر الحاضر


سامية سيد

مقالات5-2-2024 | 11:51

سامية سيد
  • يرجع  فضل كتاب "دال" في الإشادة بمجد مصر في تاريخ الكتاب والمكتبات أيام الفراعنة، وما كان للعرب من فضل على أوروبا في تعليمها صناعة الورق والتذهيب والتجليد الشرقي
  • لم يستعمل المصريون البردى فقط للكتابة، فقد استعملوا ألواحا من الخشب المغطى بالجص لتدوين النصوص الموجزة، وألواحا من الحجر الجيري والفخار والرق
  • يقال إن بعض كتب مكتبة أرسطو الخاصة كانت من بين كتب مكتبة الإسكندرية، وتُعد جزءا من أهم أقسامها، لكنه احترق عندما غزا يوليوس قيصر مدينة الإسكندرية
  • يذكر "دال" أن أول معرض للكتاب الفني ظهر في متحف الفنون الجميلة في ليبيزج، لتقديم نخبة من أفضل الأعمال في الخط المحسن والمطبوع والتصوير والتجليد

 

تعد معارض الكتاب التي تقام في مختلف بلدان العالم منابع للفكر والثقافة والفنون، من خلال التعرف على مختلف الثقافات والعلوم، كما تعد تظاهرة دولية ثقافية تعنى بالكتاب والأدب بصفة عامة، و تُسهم في تطوير ذائقة القراءة، وتُعد سوقا تجاريا دوليا كبيرا للكتب،   وتؤسِّس لتلاقح الأفكار والثقافات بين الشعوب، و تشكّل صلة وصل بين الكتّاب والأدباء والمفكرين ومن يرغبون في الاطلاع على نتاجهم.

   وفي عام 1969 تم افتتاح معرض الكتاب الدولي أثناء الاحتفال بالعيد الألفي لمدينة القاهرة، وهو الفكرة التي عمل على تنفيذها د.ثروت عكاشة وزير الثقافة في ذلك الوقت، وكان مهتما بالفنون والثقافة، مما دعاه للعمل على تطوير وتنمية البُعد الثقافي في الواقع المصري، وفتح آفاقا جديدة للتغيير تتوافق ومتطلبات ثورة يوليو 1952 – وهو أحد رجالها – حين سعت إلى بناء مصر الجديدة وأن يكون للثقافة فيها دور رئيس.

   وعلى هامش الدورة (الخامسة والخمسين) لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أقدم قراءة لكتاب ( تاريخ الكتاب من أقدم العصور وحتى العصر الحاضر )  تأليف سڤند دال، ترجمة محمد صلاح الدين حلمي، ومراجعة (توفيق اسكندر) أستاذ الوثائق بكلية الآداب جامعة القاهرة، والصادر عن المؤسسة القومية للنشر- القاهرة  1958.

ويعد هذا الكتاب لمؤلفه سڤند دال - كبير أمناء جامعة كوبنهاجن - ثروة علمية وعمقا في البحث، جعله في مصاف أندر الكتب لما قدمه بين دفتيه من بحث شامل مفصل لتاريخ الكتاب منذ نشأته في أقدم العصور حتى الآن في شتى بلاد العالم، مبتدئا بمصر مهد المدنية وأم الكتاب والمكتبات منذ فجر حضارة الإنسان، مرورا بالصين وآشور وبابل والعصور الوسطى وحتى النهضة الحديثة والقرن العشرين إلى وقتنا الحاضر.

  ويرجع فضل هذا الكتاب في الإشادة بمجد مصر في تاريخ الكتاب والمكتبات أيام الفراعنة، وما كان للعرب من فضل على أوروبا في تعليمها صناعة الورق والتذهيب والتجليد الشرقي طيلة العصر الوسيط حتى عصر النهضة الحديثة.

و تعرض المؤلف في كتابه لدراسة تاريخ الكتاب، وأنواع الورق والطباعة والتصوير، وتاريخ المكتبات والتجليد، ومتاجر الكتب، وحقوق المؤلفين، وحياة تجار الكتب ونقاباتهم وقوانينهم في شتى البلاد وعلى مختلف العصور منذ العصور القديمة وحتى وقتنا الحاضر.

المصريون القدماء والسبق في تاريخ الكتابة

    يشير الكاتب في الجزء الأول من الكتاب (العصور القديمة) إلى أن للمصريين القدماء السبق في تاريخ الكتابة والكتب، كما كان لهم السبق دائما في كل ميادين الحضارة الإنسانية، نظرا لما ارتبطت به الحضارة المصرية من ازدهار أدبي شهدت به الحفائر العلمية والأثرية في إمبراطورية الفراعنة.

حيث كثر في العصور القديمة نبات البردي حول النيل، الذي احتفظ بالمتانة التي لم تزل تحتفظ بها إلى اليوم معظم أوراق البردي، رغم مرور قرون عدة على صنعها، ودخل ورق البردي في طور التصنيع منذ عهد مبكر، حتى أنه كان يباع كما يباع الورق في وقتنا هذا، وقد بلغت صناعة البردي أوجها في الألف الثالث قبل الميلاد. وتميزت كافة أنواع البردي بالاختلاف القائم بين وجهي الورقة. 

   وذكر المؤلف أن كتاب المصري القديم كان على شكل درج أو لفافة، وكانت اللفافة تقسم إلى أعمدة من سطور قصيرة جدا، وهكذا كان الكتاب يقسم إلى أقسام تشبه الصفحات، ومن البرديات المعروفة لفافة بردية بمكتبة جامعة ليبزج طولها 20 مترا تقريبا وتحتوي على مائة وعشر  صفحات،  وكانت الكتابة بها الهيراطيقية أي الكتابة الكهنوتية، وهناك طريقة أخرى للكتابة استعملت في عصر متأخر تعرف بالديموطيقية أو الشعبية، وكانت أكثر بساطة وسهولة، أما أقدم لفافة بردية معروفة فترجع إلى عام 2400 قبل الميلاد تقريبا، وإن كان من الثابت أن ورق البردي قد استعمل منذ عهد الكتابة الهيروغليفية، بدليل أن أحد حروف الكتابة الهيروغليفية يمثل شكل لفافة بردية.

   أما عن (أدوات الكتابة) فأشار المؤلف إلى أن المصريين استخدموا للكتابة ساقا من الغاب، كان يبري بريا مائلا بحيث تسهل الكتابة بها، و بدأ منذ القرن الثالث قبل الميلاد باستعمال قلم مبريا مدببا وكان يسمى بالقلم calamus ، وكان القلم يسمح بالحصول على كتابة أكثر دقة، واستخدمت المسطرة التي كانت تستخدم في تسطير الأسطر والصفحات، أما الحبر الذي كان يستخدم فكان يصنع من الصناج أو فحم الخشب مخلوطا بالماء والصمغ، وكان أجود بكثير من الحبر الذي نستعمله اليوم، لذلك حافظت كتابة الفراعنة على لونها الأسود الناصع الجميل عدة آلاف من  السنين، واستعمل الحبر الأحمر في تحرير العناوين ورؤوس الفصول.

 وأشار الكاتب إلى أن كل ما يوجد من أوراق البردي في متاحفنا ومكتباتنا في الوقت الحاضر لا يمثل إلا جزءا ضئيلا للغاية من البرديات التي كتبت في العصور الماضية، و معظم ما كشف من برديات قد عثر عليه في حفائر أجريت في مصر، وجفاف الجو في مصر كان عاملا رئيسيا في المعاونة على حفظ البردي فيها، و البردية المطمورة في رمال مصر قد حفظت تماما.

  وأشار مؤلف الكتاب إلى نقطة هامة مفادها: أن الفضل في إنقاذ معظم أوراق البردي التي وصلتنا، إلى العادة الدينية التي جرت على وضع عدة نصوص مقدسة وصلوات وغير ذلك في قبر الميت، بقصد حمايته في رحلته إلى مقر الموتى، ومن أهم هذه النصوص (كتاب الموتى) الذي لعب دورا هاما في هذا الشأن وهو يرجع إلى سنة 1800 قبل الميلاد تقريبا. 

 وكان البردي سلعة غالية، ولم يكن المادة الوحيدة التي استعملها المصريون للكتابة، إذ كانوا يستعملون ألواحا من الخشب المغطى بالجص لتدوين النصوص الموجزة، كما كانوا يستعملون ألواحا مربعة من الحجر الجيري والفخار والرق.

 أما عن (مكتبات مصر الفرعونية) فقد اشتركت الكتب والوثائق في شكلها الخارجي، وتطلبت الاجراءات نفسها في الحفظ، وكانت مكتبات العصر القديم في مصر كما كانت في غيرها ملحقة بالمراكز الدينية أي بالمعابد والهياكل.

  

  الصين وآشور وبابل

  وذهب المؤلف إلى الصين ذاكرا أن الكتب الحريرية - من الحرير-  ظهرت فيها  وكانوا يكتبون عليها بأقلام من الغاب أو بفرجون من وبر الجمل.

وإلى جانب مصر والصين ظهرت ألواح الطين الأشورية البابلية التي ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد، حيث ألواح نيبور ونينوي، فظهرت الألواح المحفورة في عدة مدن، واشتهرت العصور القديمة بالمكتبات منها المكتبة الضخمة والمحفوظات الخاصة بالملك آشور بانيبال . 

 وفي القرن السابع قبل الميلاد بدأ تصدير ورق البردي المصري إلى بلاد اليونان، فظهرت لفائف البردي في بلاد الإغريق والتي أطلق عليها الإغريق اسم خارطيس،  وأخذها الرومان باسم شارتا.

  واستخدم الإغريق والرومان كميات كبيرة من البردي، وتأسست في روما مصانع كانت تستورد من مصر نبات البردي الخام، وظل احتكار البردي قائما إلى الفتح العربي لمصر حيث احتكر البطالمة تجارته. 

مكتبة الإسكندرية

  تحدث مؤلف الكتاب عن مكتبة الإسكندرية مُؤكدا أنها كانت مركزا أدبيا كبيرا ومهما لتطور تجارة الكتب، حيث كان لها الفضل الأول في انتشار هذه التجارة، ويقال أن بعض كتب مكتبة أرسطو الخاصة كانت من بين كتب مكتبة الإسكندرية، وتُعد جزءا من أهم أقسامها ، لكنه احترق عندما غزا يوليوس قيصر مدينة الإسكندرية عام 47 قبل الميلاد، وإن كانت هذه المكتبة قد عوضها عن تلك الخسائر، الهدية الضخمة التي قدمها أنطونيو إلى كليوباترا مكونة من 200,000 لفافة بردية كان قد استولى عليها من مكتبة مدينة بيرجاموس pergamos ، ومع ذلك لم تسترد مكتبة الإسكندرية عظمتها السابقة، بل ويعتقد أنها دمرت في عام 391م.

  الكتاب عند الرومان 

 ومع بسط الرومان سيادتهم على العالم، جلبوا معهم مجموعات كاملة من الكتب الإغريقية، ومن هنا نشطت تجارة الكتب ونشط  نسخ كتابات أعلام المؤلفين الإغريق، وبدأ الاهتمام بنشر الكتب وانتشرت المكتبات الخاصة بالأثرياء في بيوتهم، بالإضافة إلى المكتبات العامة في الإمبراطورية الرومانية القديمة. ولا شك في أن يوليوس قيصر كان يحذو حذو الإسكندر عندما قرر تأسيس مكتبة من هذا النوع في عاصمة امبراطوريته وان كان قد مات قبل ان يحقق هذا المشروع .

  الورق الحقيقي  

   يذكر المؤلف أن الصين بعد أن نجحت في استخدام الحرير في صناعة الكتب، استطاع تساي لون Tsai Lun عام 105 م اختراع الورق، حيث استخدم في إنتاجه مواد أقل غلاء من الحرير كقشور النباتات وفضلات القطن الجاف وشباك صيد السمك بعد استهلاكها، و أمكن بعدها كتابة عدد كبير من المخطوطات على الورق في غضون القرون التالية، على أن الورق لم يصل إلى أوروبا إلا بعد اختراعه في الصين بزمن طويل.  .

 

  العصر الوسيط 

وفي الجزء الثاني من الكتاب (العصر الوسيط) تحدث الكاتب عن تاريخ المكتبات البيزنطية والمكتبات الامبراطورية . حين استطاع الإمبراطور قسطنطين الأكبر في القرن الرابع أن يؤسس مكتبة مَثَّل الأدب المسيحي فيها بنسبة قوية، وأنشأ بعدها مكتبة أخرى للآداب غير المسيحية، وظلت الأديرة في بيزنطة طيلة العصر الوسيط حصنا للثقافة الإغريقية.

   حضارة العرب وأثرها في الغرب 

  بعد أن أسس المسلمون إمبراطوريتهم التي امتدت إلى إسبانيا، نشأت بين العالم اليوناني والعالم العربي علاقات كانت آثارها خصبة، وقد وجدت في المكتبة الشهيرة التي أسسها الخليفة هارون الرشيد وابنه المأمون ببغداد كتب يونانية، وكذلك في مكتبة الفاطميين بالقاهرة، ويقال أن هذه المكتبة حوت مائة ألف مجلد قبل أن يدمرها الأتراك عام 1068، ولكن المخطوطات الإغريقية جمعت بعدد كبير في المكتبة التي أسسها الأمويون في قرطبة إذ بلغت 600 ألف مجلد، والتي ظهر بها نشاط كبير لترجمة المؤلفات الإغريقية إلى العربية، ومن العربية إلى اللغة اللاتينية.

 العرب يدخلون الورق إلى الغرب

   ويشير المؤلف إلى نقطة هامة تتعلق بالنشاط الثقافي والأدبي الذي أبداه العالم الإسلامي،  محددا أن الفضل يرجع في ذلك إلى إمكانيه الكتابة على مادة لم تكن أوروبا تعرفها حتى ذلك الحين، لأن العرب في أواسط القرن السابع الميلادي كانوا قد غزوا بلاد الفرس وتوغلوا حتى التركستان ، حيث وجدوا في سمرقند الورق الذي كانوا يجهلونه، وكان يربط سمرقند ببلاد الصين طريق تجاري قديم، وعن هذا الطريق وصل اختراع الورق الصيني إلى الفرس، ثم ما لبث سر صناعة الورق أن انتشر تدريجيا في أنحاء الإمبراطورية العربية، إلى حد أنه وجدت في القرن الثامن في عهد هارون الرشيد مصانع للورق ببغداد وبلاد العرب، وفي القرن العاشر وصلت صناعة الورق إلى مصر، حيث يقال أن العرب استخدموا أكفان مومياء الفراعنة في صنع الورق.

   
  ونظرا لكثرة المعلومات التي ذكرها مؤلف هذا الكتاب ، ولضيق المساحة هنا ، سأذكر سريعا أهم النقاط التي تعرض لها بالشرح والتفصيل، مكتفية فقط بالعناوين، لمن يريد أن يذهب إلى الكتاب ويتصفحه بغرض الاستزادة من المعرفة المتعلقة بهذا الموضوع.

تحدث الكاتب في كتابه عن ( إنشاء أول فهرس عام للمكتبات ) وتم في العصر الوسيط، وتحدث عن الطراز القوطي في فن الكتاب، ثم الحديث عن تطور الكتب في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، حيث استخدمت العلامات المائية على الورق، وترجع أقدم علامة مائية إلى عام ١٢٨٢ وتطورت حتى وصلت إلى ما يسمى بالمصطلح المعروف الآن  ال foolscap،

وانتشرت تلك العلامات من أوروبا إلى الشرق الذي أخذت عنه أوروبا الورق، وانتشرت بعدها في فرنسا وألمانيا والبلدان الإسكندنافية.

ثم حديثه عن نهاية عصر المخطوطات وبداية عصر النهضة Renaissance حين بدأ الاهتمام بالكتب يعتمد على أسس جديدة، فبدأوا العودة إلى مؤلفات العصر القديم للاستفادة من فنها وفلسفتها وإدراكها للحياة، ولذلك يعود الفضل إلى الإيطاليين وخلفائهم في نهاية العصر الوسيط لمحافظتهم على الأدب الإغريقي اللاتيني.

وأشار المؤلف أيضا إلى فن التجليد في عصر النهضة، حين تم استخدام جلود الماعز المستوردة من مدينة قرطبة، واستخدمت العديد من الأدوات والحليات الكبيرة، بالإضافة إلى الأقفال المثبتة في الكتب.

وفي الجزء الثالث من الكتاب يذكر المؤلف أن أول طباعة على ألواح خشبية محفورة كان في الصين ، في نهاية العصر الوسيط . وذكر دور المخترع " جوهان جوتنبرج" في تصميم الحروف المتحركة في أوروبا، والذي أدى إلى ثورة فعلية في صناعة الكتب، وبدأ خلفاؤه  بإنشاء المطابع ونشر الكتب في مختلف مدن ألمانيا، ثم بدأ يظهر في بلاد أخرى خارج ألمانيا الجنوبية، فظهر في إيطاليا وروما وألمانيا وفرنسا، وانتشر في السنوات التالية ل 1470 ، وأقدم كتاب طبع في فرنسا عام 1470، كما بدأ انتشار فن الطباعة في ألمانيا الشمالية والاقطار السكندنافية.

وتطور بعد ذلك فن التجليد في الحفر على المطبوعات في كل من هولندا وألمانيا وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا. 

ويذكر المؤلف أنه كان للفرس السبق في الشرق في ميدان الكتاب الفني، ذلك لأنه منذ القرن الرابع عشر في عهد تيمور لينك وخلفائه، كان الناس يمارسون صناعة تحسين الخط بفن كبير، واستمر في تثبيت أقدامه خلال القرنين التاليين، بحيث لم يعد الفنان يكتفي برسم الصورة، وإنما تعدى ذلك لزخرفة الصفحة الأولى من النص بزخرف عظيم ملون بالوان براقة. 

وفي هذا الفصل أيضا تحدث عن علامات ملكية الكتب التي عرفت منذ العصور الوسطي في صورة شعارات ملونة في بداية الكتب، وفي النصف الثاني من القرن التالي لاختراع المطبعة نجد عددا من تلك العلامات محفورة على الخشب وموضوعة داخل الغلاف أو مطبوعة على ورقة خاصة معدة للصق في بدء الكتاب. 

وتعرض للحديث عن المجلات العلمية والنقدية والأدبية والتقاويم وكتب الجيب التي انتشرت في القرن الثامن عشر، وخاصة الشعبية منها ، ودوائر المعارف.

 وتناول في نهاية كتابه موضوع حقوق المؤلف والرقابة، تلك الحقوق التي عملت على زيادة سعر الكتاب، وظهور طرق لتقليده ليتاح للجميع اقتناءها ، وتم مقاومة ذلك بالفعل، بالإضافة إلى نمو الرقابة السياسية في القرن الثامن عشر .

  معارض الكتاب   

وعن معارض الكتاب يذكر المؤلف أن أول معرض للكتاب الفني ظهر في متحف الفنون الجميلة في ليبيزج، لتقديم نخبة من أفضل الأعمال في الخط المحسن والمطبوع والتصوير والتجليد، واستطاعت جماعة الكتاب الفني الفرنسي 1931 ضم عشرين دولة جلبت زهرة إنتاجها في شتى فروع صناعة الكتاب.

وظهر أول تشريع خاص بحقوق المؤلفين عام 1886، كما تم الإعلان 1848 لحرية النشر وإلغاء الرقابة.

 وتعد ( مكتبة الكونجرس) واشنطن أعظم مكتبة في أمريكا، وأهم مكتبات العالم بما فيها من ثلاثة ملايين مجلد.

 وانتشرت متاجر الكتب ودور النشر في النصف الثاني للقرن التاسع عشر في كل من ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وأمريكا والدول السكندنافية.

وبعد الحرب العالمية الأولى زادت أهمية صناعة الكتاب اذ اهتمت الدول المُتحاربة بالكلام المطبوع، ولكن ظهرت أزمة الكتاب في الدول المتحاربة، وظهرت ظاهرة نهب الكتاب وحرق المكتبات.

   واختتم الكاتب كتابه بالحديث عن المحاولات التي تمت للتوفيق بين الفن وصناعة الكتب في ظل الاضطراب الذي أصاب حياتنا السريعة، الذي ساعد على  زياده الاضمحلال الذي كان قد لوحظ قبل ذلك في المظهر العام للكتاب العادي، وما زالت الآلات الآخذة في التحسن من حيث الكمية وجودة الإنتاج تغمر السوق العالمي يوميا بأمواج من المطبوعات، بحيث انتصر التصنيع انتصارا تاما في صناعة الكتاب. 

Dr.Radwa
Egypt Air