قال أندريا تينينتي المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان /يونيفيل/، إن الوضع في جنوب لبنان تغير منذ الثامن من أكتوبر الماضي حيث أصبح مقلقًا ومتوترًا.
وفي ظل ذلك تواصل القوات الدولية العمل على طول الخط الأزرق، وتحاول أيضا بالتنسيق مع الجيش اللبناني مساعدة المجتمعات المحلية كما توفر المساعدة الطبية للآلاف من السكان.
وأوضح في تصريح لأنباء الأمم المتحدة، أن الخط الأزرق، يمتد لمسافة 120 كيلومترا على طول حدود لبنان الجنوبية. وهو ليس حدودا، ولكنه مجرد "خط انسحاب" وضعته الأمم المتحدة عام 2000 لغرض عملي هو تأكيد انسحاب قوات الكيان الإسرائيلي من جنوب لبنان، وهو لا يخلّ بأي اتفاقيات حدودية مستقبلية بين البلدين، معتبرًا أن الصراع الراهن طال أيضا قوات اليونيفيل، فقد أصيب 3 من قوات حفظ السلام وتضررت بنيتهم التحتية.
وحذر المتحدث الرسمي لليونيفيل من خطورة الوضع الحالي وقال "إنه يعد تهديدًا حقيقيًا، فاستمرار هذا الصراع يمكن أن يؤدي إلى التصعيد وخلق صراع أوسع. لذلك نحاول أن نحث الطرفين على التهدئة وإعادة الاستقرار الذي شهده جنوب لبنان لسنوات عديدة".
ويتواجد اليوم في جنوب لبنان أكثر من 10 آلاف جندي من 47 دولة، دورهم ينصب على تسيير الدوريات والمراقبة.
أما الدور الذي يقوم به رئيس البعثة وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو فهو محاولة نزع فتيل الصراع في الجنوب لأن "قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان هي المنظمة الوحيدة التي تتحدث مع كلا الجانبين".
وأضاف تينينتي: "كما تعلمون، لبنان في حرب دائمة مع إسرائيل، لذلك لا توجد علاقات دبلوماسية بينهما. وقناة الاتصال الوحيدة بين الكيان الإسرائيلي والسلطات اللبنانية هي قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
ومنذ اليوم الأول، كنا ننقل الرسائل إلى كلا الجانبين، وقد تمكن قائد القوة، من تهدئة الحالة، وتخفيف بعض التوتر، ولكن أيضا منع بعض حالات سوء الفهم الخطيرة التي كان يمكن أن تؤدي إلى صراع أوسع نطاقًا".
وأنشئت اليونيفيل وفقا لقراري مجلس الأمن 425 (1978) و426 (1978) لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وإعادة السلام والأمن الدوليين، ومساعدة حكومة لبنان على بسط سلطتها الفعلية في المنطقة.
وعام 2006 صدر قرار مجلس الأمن رقم 1701 وبموجبه أضيفت إلى ولاية اليونيفيل مهام أخرى منها رصد وقف الأعمال العدائية، مرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية خلال انتشارها في جميع أنحاء جنوب لبنان- بما في ذلك على طول الخط الأزرق- فيما تسحب إسرائيل قواتها المسلحة من لبنان.
ومن المهام أيضا تنسيق هذه الأنشطة المشار إليها، ودعم ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين والعودة الطوعية والآمنة للنازحين. غير أن تنفيذ مهام اليونيفيل ليست بالسهلة، خاصة وسط تبادل إطلاق النار اليومي الذي أدى إلى نزوح ما يقدر بنحو 86,000 شخص في الأشهر الأربعة الماضية.