يعاني العالم من التأثير المدمر لارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، بينما يعتبر يناير 2024 هو الشهر الثاني على التوالي الذي تكون فيه درجة الحرارة العالمية أعلى من المعدل الطبيعي.

وفي الواقع، أدى هذا إلى دفع متوسط ​​درجة الحرارة العالمية إلى ما يزيد عن عتبة 1.5 درجة للمرة الأولى على الإطلاق، ولكن قبل أكثر من عقد من ظهور هذه التأثيرات السلبية، حيث شهد العالم اختفاء بحر بأكمله.

وكان المسطح المائي يسمى بحر آرال، وهي بحيرة مغلقة برية تقع بين كازاخستان وأوزبكستان، والتي جفت إلى حد كبير بحلول عام 2010.

وكان بحر آرال رابع أكبر مسطح مائي داخلي في العالم بمساحة قدرها 68000 كيلومتر مربع، وبدأ في التقلص في الستينيات بعد أن تم تحويل الأنهار التي تغذيها من خلال مشاريع الري السوفييتية.

نشر مرصد الأرض التابع لناسا تحليلًا مفصلًا لسبب اختفاء بحر آرال، موضحا أنه في الستينيات، نفذ الاتحاد السوفييتي مشروعًا كبيرًا لتحويل المياه في السهول القاحلة في كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان بغرض الري، فيما تم استخدام النهرين الرئيسيين في المنطقة - سير داريا في الشمال وأمو داريا في الجنوب - لتحويل الصحراء إلى مزارع للقطن والمحاصيل الأخرى.

قالت الموسوعة البريطانية إن بحر آرال تشكل في نهاية عصر النيوجين (قبل ما بين 23 و2.6 مليون سنة) عندما غيّر النهران مسارهما وحافظا على مستوى مرتفع من المياه في البحيرة الداخلية.

في ذروته، امتد بحر آرال لحوالي 270 ميلًا (435 كم) من الشمال إلى الجنوب وأكثر من 180 ميلًا (290 كم) من الشرق إلى الغرب. ولكن بعد تحويل مياه الأنهار لإنشاء أراضٍ زراعية، استنزف التدفق بشدة وتبخر البحر بأكمله.

وفي محاولة أخيرة لإنقاذ جزء من البحيرة، قامت كازاخستان ببناء سد بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من بحر الآرال. ولكن يكاد يكون من المستحيل إعادة الجسم المائي إلى مجده الكامل الآن.