تشكو بعض الأمهات من ظهور سلوكيات غريبة على طفلها، دون أن تتمكن من السيطرة عليها أو التحكم بها، وتتساءل عن مدى ارتباط تلك التصرفات العجيبة بنوع من أنواع الاضطرابات النفسية أو عدمه، ولذلك نقدم في السطور التالية أهم السلوكيات التي يظهرها الأبناء وتنم عن إصابته بالاضطراب والمرض النفسي.
ومن جهتها، تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الطفل منذ ولادته حتى بلوغه الخمس سنوات أي في مرحلة الطفولة المبكرة، لابد وأن يكتسب الكثير من المهارات الحياتية بشكل متزن، وفي حالة عدم استيعابه أو تعليمه لتلك المهارات، ستبدو بعض السلوكيات العجيبة والمكررة، والتي تنم حتماً عن الاضطرابات أو المشاكل النفسية التي يتعرض لها الصغير، ومن أكثر تلك السلوكيات ما يلي:
- التبول أو التبرز اللا إرادي، والذي ينتج عن أسباب نفسية أو بيولوجية، ولكن في حالة استمراره بعد نضج الطفل ووصوله لسن 5 سنوات، ينبغي التأكد من تلك الأزمة، لأنها في الأساس ترتبط بنضج أعصاب الطفل ودماغه.
- عدم قدرة الطفل على التحكم في مهاراته البدنية والتفاعل مع محيطه البيئي، مثل فقدان السيطرة على إمساك الملعقة او تناول الطعام بنفسه.
- مص الإبهام مما يؤثر على سقف الفم والأسنان، والذي يتطور ليصل إلي مص أي شيء ووضعه في الفم مع الكبر، مثل القلم أو الألعاب، واستمرار الوضع لأكثر من 6 شهور عند الطفل الذي تجاوز العمرين أو أكثر، والذي يستوجب العرض على طبيب للتأكد من عدم وجود مشكله عضوية أو نفسية.
- قضم الأظافر بعد سن الطفولة المبكرة، والذي ينم عن معاناته من القلق النفسي، ويستدعي حينها إتباع الأهل لمبدأ الإلهاء وتعزيز السلوك الايجابي وتخفيض السلبي.
- هز الرأس بطريقة إيقاعية مستمرة عند الطفل بشكل مقلقل.
- توحد الطفل وقوقعته، وانعزاله عن أشقائه أو أقرانه ومحيطه المجتمعي.
- اللجوء لسلوك الكذب والسرقة في بعض الأحيان.
- رفض إتباع القواعد من قبل الأهل.
- الإزعاج وفرط الحركة وعدم الانتباه والتشتيت.
- فقدان الثقة للنفس، وتعالي الصورة الذاتية المتدنية، ورؤية الطفل لنفسه وكأنه كم مهمل، ليبحث عن حيل دفاعية تجعل الوالدين ينتبهوا له، وتظهر في تلك السلوكيات السلبية.
- عدم التكيف في المدرسة والتي تتطور وصولا إلي الجامعة والحياة.
- تبلد في الانفعال والاستهتار والكسل والاعتمادية على الآخر.
- صعوبات التعلم وانخفاض مستوى الأداء الأكاديمي.
- القسوة على الحيوانات بالشارع، أو تقطيع الأشجار وتخريب محيطه.
وأضافت استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، أنه في حالة استمرار تلك السلوكيات لأكثر من 6 أشهر مع الطفل الذي تجاوز مراحل الطفولة المبكرة، فلابد من الوالدين ضرورة إتباع النصائح الآتية:
- أن يتعلموا كيفية تعزيز السلوك الايجابي عند الطفل، ويكون هناك نوع من التفاعل معه، من خلال إتاحة الفرصة له للتعبير عن مشاعره، وعدم كبتها، كي يستطيعوا تقليل السلوكيات السلبية لديه وتحفيزهم على عدم فعلها.
- ضرورة التفريق بين السلوك الطبيعي المناسب لعمر الطفل، وحاجته لتعديل سلوك وتدخل نفسي لتقويم الطفل وإنقاذه من دائرة الاضطرابات النفسية.
- أن يضع الأهل قواعد وحدود معينته للسلوكيات الايجابية منذ ولادة الطفل، ويعرفوا جيداً الأشياء المحببة لدى الصغير والمكروه لديه، كي يتجنبوها معه، سواء كانت طعام أو ملبس أو أشخاص أو غيره.
- ضرورة مراقبة سلوكيات الطفل منذ الصغر، وعدم إهماله واحتوائه واحتضانه، كي يعزز من ثقته بنفسه.
- أن يكون الوالدين قدوة حسنه للطفل، ويحرصوا على توفير بيئة خالية من الصراعات والخلافات التي تحدث أمام أعين الصغير بينهم، وعدم الاستقرار الأسري، مما يولد لديه الاضطرابات والسلوكيات السلبية، محاولة منه للهروب أو لفت الانتباه.
- اللجوء لمختص نفسي وسلوكي، لتخفيض الطباع السلبية عند الطفل، وإتباع أساليب التربية والعقاب الايجابي له، مثل سحب أو تقلقل المكافآت لديه في حالة استمراره في سلوك خطأ، وعدم الإهمال والاحتواء، فهم الصغير وتحديد القصد من ذلك التصرف الغريب منه.
- أن يدرك الوالدين أن الجزء الخاص بالاضطرابات النفسية والسلوكيات الخاطئة التي تحدث للطفل، ناتجة عن أخطائهم خلال الخمس سنوات الأولي له من عمره بنسبه كبيرة.
- تبني الأساليب التربوية الصحية عند التعامل مع الطفل، ورفض الأنماط التقليدية الخاطئة عند معاقبة الصغير، مثل العنف أو الضرب والقسوة، أو التدليل الزائد.
- ضرورة الفصل بين حب الطفل وسلوكه، كي نزيد من رفح الروح المعنوية لديه.
- عدم التسلط والتذبذب في معاملة الطفل، ما بين اللين والشدة والقسوة والعطف، والتفرقة بين الأخوات واللوم والعتاب.