حيز النبي - صلى الله عليه وسلم- جوامع الكلم، وهي سمة اختصه الله جل وعلا بها، دون سائر خلقه، فكان أفصح الناس وأعذبهم كلاماً، وأحلاهم منطقا، حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويأسر الأرواح.
وخير الدعاء هو ماورد عنه -صلى الله عليه وسلم- وأحرى بكل مسلم أن يهتدي بهدي النبي، وأن يقتدي به، حيث يقول المولى عز وجل:"وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ".
وفي غضون شهر رمضان المبارك، الذي يبتهل فيه المسلمون إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء والرجاء، تستعرض بوابة -دار الهلال- جملة من جوامع الأدعية التي وردت عن النبي الكريم.
دعوات جامعة
1- عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
2- عن زيد بن أرقم، قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر. اللهم آت نفسي تقواها، وزكها، أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها.
3- عن طارق بن أشيم الأشجعي -رضي الله عنه- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل، فقال: يا رسول الله، كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني -ويجمع أصابعه إلا الإبهام-؛ فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك.
4- وفي الصحيحين عبد الله بن عمرو، أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي من عندك مغفرة؛ إنك أنت الغفور الرحيم.
5- وعن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو يقول: رب أعني، ولا تعن علي، وانصرني، ولا تنصر علي، وامكر لي، ولا تمكر علي، واهدني، ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكارا، لك ذكارا، لك رهابا، لك مطواعا، لك مخبتا، إليك أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، وسدد لساني، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري.