الإثنين 29 ابريل 2024

فتاوي الصائمين.. لماذا نختم صيامنا بزكاة الفطر وهل تجب على الصائمين فقط؟

فت

تحقيقات7-4-2024 | 12:18

محمود غانم

ما هي إلا ساعات قليلة، ويبدأ المسلمون في أداء زكاة عيد الفطر المبارك، والتي تجب بغروب شمس ليلة عيد الفطر.

وفي غضون ذلك، تنشر بوابة -دار الهلال- جملة من الأحكام الشرعية التي قد يتساءل عنها كل صائم فيما يتعلق بذلك، ومنها:

 

- لماذا نختم صيامنا بزكاة الفطر وصلاة العيد؟

الجواب: يختم المسلم صيام رمضان بزكاة الفطر، لأمور

متعددة منها:

1 - أن يكفر المسلم بهذه الزكاة عن تقصيره في الصيام وما حدث منه من لغو وذنوب؛ ليخرج من رمضان طاهرًا مأجورًا.

2 - ولتكون الزكاة كذلك لوناً من التكافل الاجتماعي للفقراء والمساكين، عن ابن عباس ثم قال: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةَ لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ...».

3 - كما أن الشريعة الإسلامية حريصة على إدخال السرور على الناس خاصة بعد تكبدهم مشقة الطاعات التي هي في وسعهم، فتجمع بين حصول الأجر بعد الصيام والفرح بالطاعة؛ لذا شرعت لنا عيدين (عيد الفطر وعيد الأضحى) بعد طاعتين عظيمتين: الصيام والحج.

- ما حكم إخراج زكاة الفطر بالقيمة وخاصة أن الناس في هذا الزمان يحتاجون للنقود بصورة أكبر؟ 

اختلف الفقهاء في حكم إخراج القيمة في زكاة الفطر

على رأيين الرأي الأول: جمهور الفقهاء يرون أن الزكاة يجب أن تخرج عينًا من الأصناف التي حددها النبي ﷺ حبوبًا أو تمرًا أو شعيرًا أو أقطًا.... إلخ، وعللوا قولهم بالآتي: قوله تعالى: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً" (التوبة: ١٠٣) فالزكاة تخرج من المال أي من عينه، قوله : «خُذْ الْحَبَّ مِنْ الْحَبِّ وَالشَّاةَ مِنْ الْغَنَم...» فهذا يدل على أن الزكاة تخرج من عين المال المزكي لا من غيره.

الرأي الثاني: يرى الحنفية جواز إخراج الزكاة قيمة بحيث يستطيع المسلم أن يدفع قيمة الصاع الواجب عليه أموالًا وليس بالضرورة أن يخرجها شعيرًا أو أقطًا أو تمرًا. وعللوا قولهم بالآتي:

- قوله ﷺ: «زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةَ لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ،

وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِين».

- وقوله أيضًا «أَغْنُوهُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ» (أي: يوم العيد).

وللمسلم أن يأخذ من هذين الرأيين الأنفع للفقير، والذي يناسب زماننا في هذه الأيام هو إخراج النقود، لأن حاجة الفقير إلى النقود في يوم العيد أكد من غيره، كما أن بعض هذه الأصناف الواردة في الحديث ربما لم تعد مطعومات للناس اليوم كالشعير وبعض الأصناف الأخرى التي لم يعد يتناولها الناس، لذا أميل إلى ترجيح قول الحنفية لأنه الأنفع للفقير، والمناسب لسد خلته واحتياجاته في أيام العيد.

 

- هل صدقة الفطر واجبة على الصائمين فقط؟ 

الجواب: إن ديننا الإسلامي الحنيف دين تراحم وتكافل جاء بما يسعد البشرية جمعاء، وكما رزق الغني فإنه تكفل للفقير برزقه، ومن أجل ذلك شرع الإسلام نوعًا من الصدقة تسمى بصدقة الفطر، فضلًا عن زكاة المال، ووجبت على من أدرك آخر جزء من رمضان، وجزءًا من أول ليلة من شهر شوال.

وصدقة الفطر تجب على من صام وعلى من لم يصم؛ لأنه لم تكن الحكمة الوحيدة من مشروعيتها تطهير الصائم من لغوه ورفثه الذي يقع منه أثناء صومه؛ فكما وجبت لذلك فإنها وجبت أيضًا لتوفر للفقير طعامًا له ولمن يعول، والحكم المعلل بأكثر من علة يظل قائمًا، وتخاطب به جميع الأمة ولو فقدت إحدى هذه العلل، وفضلًا عن ذلك فإن السنة المطهرة على صاحبها الصلاة والتسليم قضت بإخراجها عن الجميع الصائم وغيره؛ روى البخاري عن ابن عمر قال: «فرض رسول الله ﷺ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرِ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرِ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤْدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ»، مما يدل على أن الخطاب للجميع؛ ذلك أن الصغير غير مكلف بالصيام، ومع ذلك يخرج عنه.

 وبناء على ما تقدم فإن صدقة الفطر تخرج عن كل موحد ولذلك سميت سميت صدقة الأبدان، أو الرؤوس.

Dr.Randa
Dr.Radwa