تعد الفلسفة الإسلامية من أرقى أنواع العلوم الإنسانية، حيث تعتبر بوابة لفهم حقائق غير ظاهرة في مختلف الميادين العلمية، ويعتبر الفلاسفة المسلمون «الفلسفة» هي العلم الذي تميز به الأنبياء للوصول إلى مرحلة اليقين في المعرفة الإلهية وقام علماء الفلسفة المسلمين بتوظيف قوانين الفلسفة في استكشاف حقائق الأمور في جميع ميادين المعرفة.

 

ونقدم خلال 30 يومًا من شهر رمضان 1445 هجرية،  إسهامات هؤلاء الفلاسفة في ميدان الفلسفة وكيفية ربطها بالعلوم الأخرى، في رحلة مع أبرز علماء الفلسفة في تاريخ الحضارة الإسلامية.

 

واصل بن عطاء الاندلسي.. الفيلسوف الذي عاش 120 عاما والذي انتج مؤلفاته في مختلف فروع المعرفة.

 

يعد واصل بن عطاء الاندلسي عالما وفيلسوفا عاش في القرن الثالث الهجري. ولد في مدينة قرطبة "تقع في اسبانيا" من عام 194 هجريا، اشتهر بن عطاء بكتاباته في الشعر والتصوف والعلوم الدينية وبالأخص الشعر والفلسفة.

 

تأثرت أفكاره ومعتقداته بالفلاسفة اليونانيين كغيره من فلاسفة الإسلام. كتب بن واصل الأندلسي العديد من النظريات الفلسفية والفكرية التي تنوعت بين العديد من المجالات، ومنها نظرية العلم والوجود، فربط بين العلم والمعرفة والوجود، فاقترح أن المعرفة تكشف عن جميع الجوانب المختلفة في هذا الكون الشاسع.

 

أكد الأندلسي أن العقل هو مفتاح فهم الوجود وبذلك يظهر تأثره بالفلاسفة اليونانيين في تأكيد أهمية العقل في اكتشاف عميق الدين والكون.

 

أسهم بن عطاء في تطوير نظرية "الوحدانية والتوحيد٬ فكان يؤمن بأن الله هو المصدر الوحيد لكافة أنواع المخلوقات والموجودات في الكون الفسيح، وأنه القوة الوحيدة في الكون التي تسيره بلا ند له، وتعزز هذه النظرية فكرة التفكر في وحدانية الخالق وما يترتب عليها من أثار عميقة في النفس الإنسانية في رؤيتها للعالم من منظور الوحدة .

 

قدم بن عطاء الأندلسي فهما عميقا للتصوف وتأثيره الروحي، وأكد علي أن الهدف الأساسي والنهائي من تواجد الإنسان على الأرض هو الوصول إلى الإتحاد مع الله. وشدد على أن هناك العديد من الطرق للوصول إلى الوحدة مع الله ومنها : السلوك الروحي كالذكر المتواصل والتأمل والتركيز علي الطرق التي توصل الإنسان إلى خالقه.

 

أما عن "العدالة والأخلاق"٫ فقد سرد مجموعة من النصائح لأجل الوصول إلى مجتمع ناجح وهي توزيع الثروة توزيعا عادلا  ذلك يتحقق عن طريق إقامة أنظمة أجتماعية تضمن توزيع الثروة بشكل عادل.

وأوصى علي أهمية القيم الأخلاقية لأنها مرتبطة بالسعادة الإنسانية وبلوغ المجتمعات أعلى المراتب.

 

وتكلم عن "نظرية الإمامة" بأنها ليست حكرا علي أحد بل هي حق لجميع المسلمين مع ضرورة تواجد صفات العدل والقدرة علي إدارة شؤون المسلمين في الإمام.

 

توفي ابن عطاء الأندلسي عام 314 هجريا في  الأندلس بعد أن ترك العديد من مؤلفات مثل الحكمة المرسلة وهو عمل في الفلسفة واللاهوت، وكتابه المحكم في الأصول والمفصل في الفقرة الحنفي وذلك في فرع العلوم الدينية.