واجه كل رسولٍ أرسله الله إلى الأرض العديد من المصاعب والتحديات أثناء تبليغ رسالته، لكن منَّ الله عليهم بمن يساندهم ويخفف عنهم أعباء الدعوة.
وكان لرسول الله محمد ﷺ نصيبٌ من هذه النعمة، إذ أحاط به عدد كبير من الصحابة الكرام الذين آمنوا به، ووقفوا بجانبه، وساهموا في نشر رسالة الإسلام والدفاع عنها، والصحابة هم كل من آمن بالرسول ﷺ، ورآه، وماتوا على الإسلام، وقد لازمه بعضهم في أغلب مراحل حياته بعد البعثة، فكانوا عونًا له في تبليغ دعوته.
وخلال شهر رمضان المبارك، تأخذكم بوابة دار الهلال يوميًا في رحلة مع واحد من صحابة رسول الله ﷺ الذين بذلوا جهدهم لنصرة الإسلام وتقوية دعائمه، ونبدأ اليوم 1446هـ ونستعرض اليوم ملامح من رحلة الصحابي «عثمان بن عفان»
ولد هو الصحابي الجليل عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، ولد بعد عام الفيل بست سنوات، لقب "بذي النورين" لزواجه من ابنتي رسول الله السيدة رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما.
كان عثمان بن عفان من أوائل الصحابة الذين أسلمو، فقد أخبره أبو بكر الصديق عن الإسلام واتجه به للرسول محمد في دار الأرقم وأعلن إسلامه وهو قد تجاوز الثلاثين من عمره، عرف عنه حسن الخلق والحياء الشديد، والكرم.
ومن قصصه مع الرسول، جاء في حديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن الرسول كان مضطجعا على فراشه كاشفا عن ساقه، فجاء أبو بكر الصديق، وهو لم يتحرك، وانصرف، ثم استأذن عمر بن الخطاب، فأذن له وهو مازال على حاله، ثم انصرف، فاستأذن عثمان فاستقام من جلوسه وسوى من ثيابه، ثم قضى حاجته وانصرف، فقالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له، ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له، ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست، وسويت ثيابك، فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟.
كانت وفاة عثمان بن عفان مؤلمة، فقد قتل في بيته على يد جماعة مارقة، حيث اقتحموا عليه المنزل، وقتلوه وهو صائم والمصحف بين يديه، فمات شهيدا، وذلك في السنة الـ35 من الهجرة، ودُفن في البقيع.