العمارة هي هندسة بنائية نشأت لتلبي حاجات الإنسان الحضارية للمعيشة، ولكل حضارة عمارة خاصة بها تميزها وتعبر عن اهتماماتها وعن توجهاتها، والحضارة المصرية أنشأت عمارتها على نهجها الخاص، فكانوا المصريون القدماء هم أوائل مؤسسو المعرفة في العديد من المجالات والتي أساسها العمارة.

 من خلال بوابة دار الهلال نستعرض لكم سلسلة "عمارة مصر"، والتي سنتناول بها تطور العمارة المصرية عبر التاريخ، واليوم سنسلط الضوء على "العمارة المصرية في الدولة الحديثة".

الدولة الحديثة هي الفترة التاريخية للحضارة المصرية التي تبدأ من الأسرة الثامنة عشر، والتاسعة عشر،وتنتهي بالأسرة العشرون، فشهدت هذه الفترة من التاريخ عظماء من الملوك سواء من حتشبسوت، أو توت عنخ آمون وأخناتون، وغيرهم الكثير..

وتعد العمارة في الدولة الحديثة، تطور للعمارة في الدولة القديمة والوسطى، وهي أعظم الفترات التي شهدت فيها العمارة المصرية القديمة تطورا وازدهارًا.

شهدت دولة مصر العظيمة في هذه الفترة ازدهارا ورخاءا كبيرا، وذلك جاء نتيجة القضاء على الهكسوس، فنعمت الدولة بالسلام في هذه المدة من الزمن، وكان ملوكها يسعون دائمًا للتطور المعماري ويشجعون على إقامة البنيان، وازدهر الفن المعماري من عدة جوانب سواء البنيان، أو حتى فن النقوش والصور الجدارية.

فمن الجانب المعماري: ظهر التنوع الضخم والعظيم في معابد الكرنك، والأقصر، وأبو سنبل، ومقابر وادي الملوك.

كما تعد من أجمل أمثلة عمائر هذا العصر، معابد آمون وخونسو بالكرنك والأقصر، والرمسيوم وحتشبسوت بالدير البحري، والمعابد المنحوتة في الصخر مثل أبو سنبل الكبير وأبو سنبل الصغير، وكلها تشهد على عظمة المعابد في مصر الفرعونية.

 من الجدير بالذكر أن معبد حتشبسوت الدير البحري بالكرنك يعد من أعظم إبداعات هذه الدولة، وهومعبد جنائزي، يتكون من ثلاثة شرفات، ويصلها ببعضها منحدر واسع وكبير، كما ضم المتحف العديد من النقوش الإبداعية من ولادتها.

أيضا من أبدع الأمثلة عن العمارة في عصر الدولة الحديثة، معبد الأقصر وهو يقع على الشاطىء الشرقي لمدينة طيبة، والذي يتميز  بمحوره المنكسر ليقابل مدخله طريق الكباش الذي يصل إلى معبد الكرنك، ويعتقد أن معبد الأقصر جمع بين ثلاثة ديانات، فإلى جانب كونه معبدا مصريا قديما، حولت بعض أجزائه إلى كنيسة في العصر القبطي، وأضيف إليه جامع في العصر الفاطمي عرف باسم أبو الحجاج.