الأحد 2 يونيو 2024

حكايات قطع أثرية من متاحفنا.. "مومياء ماسحرتي"

مومياء ماسحرتي

ثقافة18-5-2024 | 13:17

فاطمة الزهراء حمدي

تشتهر مصر بآثارها العريقة منذ آلاف السنين، فمنها القطع الأثرية ذات التراث الفريد، فهذه القطع من الممكن أن تكون خنجرًا أو تمثالًا أو عمودًا، وتتم دائمًا عملية البحث والتنقيب عن هذه القطع المهمة.

ويتم العثور على القطع الأثرية من خلال البحث والتنقيب عنها حتي يتم جمعها ووضعها في متاحفنا المصرية، فالقطع الأثرية ذات أهمية ثقافية يجب الحفاظ عليها.

وأكتشف "جوستاف ماسبيرو "عالم المصريات الفرنسي، مومياء ماسحرتي، عام 1881 بخبيئة الدير البحري بطيبة الغربية، ضمن المومياوات الملكية، ونقلت فيما بعد إلى متحف التحنيط.

 تُعد مومياء ماسحرتي من أهم القطع الأثرية بالمتحف، وتقع بالطرف الجنوبي لصالة العرض، ويعرف أن ماسحرتي هو ابن الملك بانجم من الأسرة الـ21، توفي صغيرًا أثناء حكم ابيه وكان يبلغ 25 عامًا، كان ذو مكانة مرموقة فحمل منصب القائد العسكري، وعمل لكبير كهنة آمون بطيبة وأعتني بالمومياوات الملكية.

وبعد فحص مومياء ماسحرتي تبين أنه كان بدين الجسد عندما توفي ورأسه غليظة ومنتفخه ووجه مدهون بالغراء الأحمر والأيدي ممتدة إلى منطقة الحوض ويرتدي بأصبعه الأوسط من اليد اليمنى غطاء ذهبي يصل حتى منتصف اصبعه، وكان جسده سليم غير معرض لإغتيال أو كسور، وتم لف المومياء بلفائف مشربة بالراتنج وكانت تضم عددًا من المجوهرات.

أما بالنسبة للتابوت الخاص لماسحرتي، كان منقوش عليه "الكاهن الأكبر لآمون رع ملك الآلهه" و"القائد الأعلى للجيش في الوجهين القبلي والبحري"، وزين غطاء التابوت ومومياء ماسحرتي بمشاهد جنائزية.

واختيرت تلك القطعة الفريدة في المتحف لأنها تدل على براعة واتقان فن التحنيط في الأسرة المصرية القديمة فهي تمثل عصر الكمال، فالحفاظ على المومياء سليمة حتى وقتنا هذا يدفعنا للتساؤل عن كيفية ابداع المصريين القدماء في فن التحنيط، وإلى أي مدي وصل إتقانهم هذا؟.

ويقع متحف التحنيط بمدينة الأقصر على كورنيش النيل شمال معبد الأقصر، يهدف المتحف إلى عرض المقتنيات الموجودة داخله التي تبرز براعة فن التحنيط الفرعوني القديم التي طبقت على جميع المخلوقات وليس البشر فقط سواء كانت مومياءات لقطط وأسماك وتماسيح، ويعرض أيضا الطريقة التي كانت تستخدم في عملية التحنيط.