الجمعة 28 يونيو 2024

الطيب: الحفاظ على الثقافة مسئولية شرعية للأزهر

26-2-2017 | 17:42

أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مسئولية المشيخة الشرعية باعتبارها المظلة الكبرى للحفاظ على الثقافة والتراث والفكر الوسطى جيلا بعد جيل.

وأضاف شيخ الأزهر، فى كلمته أمام احتفالية يوم التراث العربى فى مقر الجامعة العربية، اليوم، والتى ألقاها نيابة عنه عميد كلية أصول الدين فى جامعة الأزهر الدكتور عبدالفتاح عبدالغنى العوارى، أن الجماعات المتطرفة بددت تراث الإنسانية بعدما حلت محل الاستعمار.

وأوضح أن "هؤلاء المجرمين يخالفون حكم الله تعالى، الذى أمر عباده بإعمار الأرض ونهى عن الإفساد فيها بعد إصلاحها، فالتراث أمانة فى أعناق الأمة"، داعيا إلى حشد الطاقة للمحافظة عليه وصيانته.

كما شدد على أن التراث العربى الثقافى يمثل ذاكرة الأمة ونتاج فكرها وقمة حضارتها، لافتا إلى أن العناية به توضح احترام عقول أجيال فكرت وأبدعت وطورت وأقامت حضارة تضاف إلى حضارات أخرى، فى ظل تفاعلها القائم على التكامل والتآلف والتعاون فيما بين أبنائها، على الرغم من اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وأجناسهم ومعتقداتهم.

ولفت الطيب إلى أن التراث هو أحد أعمدة تأسيس النهضة، حيث يشكل مرجعية مؤسسة للأمم، التى تستند إلى ماضيها قبل حاضرها، وبالحفاظ عليه تعيش قوية بكيانها، فضلا عن أنه يحدد هوية الأمة ويستدل به على مدى عراقتها فى التاريخ ومدى تأثيره فيها وتأثرها به.

وأوضح أن نهضة الأمم تقوم على ركيزتين أساسيتين، أولهما النظر فى تراثها والعمل على إحيائه وتجديده وهو ما حث عليه القرآن الكريم، وثانيها الإفادة من منابع الفكر الخارجى لدى الحضارات الأخرى.

كما دعا إلى تكاتف مختلف الجهود للمحافظة على التراث بكل محتوياته من مساجد ومعابد وكنائس ودور علم وأضرحة وأسواق وحمامات وحواجز مائية وغيرها، بالإضافة إلى الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والأزياء والفنون الشعبية المختلفة، إلى جانب التراث الفكرى والثقافى الذى يعبر عن إبداعات الشعوب العربية فى مختلف أشكال المعارف من فلسفة وأدب وتاريخ وشعر وزراعة وفقه وتشريعات قضائية وعلوم.

وتابع شيخ الأزهر أن الأمة العربية رائدة بتراثها الفكرى ونتاجها الثقافى والفكرى ومجالات البحث عن العلوم والفنون، داعيا إلى حمايته من عبث المفسدين فى الأرض الذين هلكوا الحرث والنسل واعتدوا على آثار الأمم، وهو ما لا تقره الشريعة الإسلامية التى وصفتهم بالمفسدين فى الأرض.