قال وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم، إن "مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023" هو أول مؤتمر للأمم المتحدة حول المياه ينعقد بعد مرور 46 عامًا على انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الأول المعني بالمياه في الأرجنتين عام 1977، والذي كان خطوة مهمة للتأكيد على الالتزامات المتعلقة بالعمل في مجال المياه من جانب الحكومات والشركاء والمنظمات غير الحكومية لمواجهة العديد من تحديات المياه حول العالم، مثل الفيضانات والجفاف ونقص مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي والتغيرات المناخية التي تؤثر بقوة على قطاع المياه حول العالم.
جاء ذلك في كلمة لوزير الري، خلال مشاركته في جلسة "على الطريق إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026"، والمنعقدة ضمن فعاليات المنتدى العالمي العاشر للمياه في بالي بإندونيسيا.
وقال الدكتور سويلم إن هذه التحديات دعت إلى وضع المياه على رأس أجندة العمل المناخي العالمي، وهو ما بذلت مصر فيه مجهودات كبيرة خلال الفترة الماضية بدءًا من أسبوع القاهرة الخامس للمياه لعام 2022، والذي تم خلاله إطلاق "نداء القاهرة للعمل" بالتعاون مع العديد من الشركاء، وصولاً لفعاليات المياه بمؤتمر المناخ (COP27) والذي شهد نجاحات كبيرة في دمج المياه بأجندة المناخ العالمية، وتنظيم جناح للمياه ويوم للمياه للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات المناخ، وإطلاق مبادرة دولية للتكيف فى قطاع المياه (AWARe)، والتي ستسهم في تلبية متطلبات التنمية بأفريقيا في مجال التكيف مع تغير المناخ، وتوفير التدريب اللازم من خلال المركز الأفريقي للمياه والتكيف المناخي، وتنظيم مائدة مستديرة رئاسية عن الأمن المائي، وذكر كلمة المياه خمس مرات في القرار الجامع الصادر عن المؤتمر، وتوصل الدول لقرار تاريخي بإنشاء وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، خاصة للدول الأكثر عرضة لأزمة المناخ.
وأضاف أنه خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في مارس 2023، قادت مصر مع اليابان الحوار التفاعلي الثالث للمياه والمناخ، والذي صدر عنه عدد من الرسائل والتوصيات المهمة لتحويل التعهدات الدولية في مجال المناخ لمشروعات يتم تنفيذها على الأرض.
وأشار الوزير إلى أنه تم أيضًا عقد قمة المناخ الأفريقية في سبتمبر 2023 بكينيا بمشاركة مصرية، حيث تم عقد جلسة وزارية برئاسة مصرية - كينية، شاركت فيها مصر كرئيس لمجلس وزراء المياه الأفارقة (أمكاو)، وتم خلالها الدعوة لتوفير تمويلات في مجال المناخ بالقارة الأفريقية تصل إلى 30 مليار دولار حتى عام 2030.
وأوضح أنه خلال فعاليات مؤتمر المناخ (COP28) تم البناء على ما تحقق في مؤتمر (COP27) والاستمرار في الدفع بملف المياه على رأس أجندة المناخ العالمية، والتأكيد على انخراط المعنيين بالمياه بشكل أكبر في متابعة إجراءات تنفيذ "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" وتقديم مقترحات للإسراع في تنفيذها.
وشدد سويلم، على أهمية البناء على النجاحات التي تحققت خلال المسار السابق من خلال التعاون الدائم للاستمرار في وضع المياه على أجندة المناخ العالمية وحشد الجهود الدولية في مجال التكيف مع التغيرات المناخية التي تؤثر سلبًا على قطاع المياه.