الأحد 22 سبتمبر 2024

رسميًا إسبانيا والنرويج وأيرلندا تعترف بالدولة الفلسطينية.. خبير: محاولة أوروبية لإنقاذ مقترح حل الدولتين

الاعتراف بفلسطين

تحقيقات28-5-2024 | 13:28

محمود غانم

اعتمدت إسبانيا، اليوم الثلاثاء، قرارها بالاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، وبالتوازي دخل القرار المماثل الذي اتخذته النرويج وأيرلندا حيز التنفيذ، وسط  ترحيب فلسطيني وغضب إسرائيل كبير.

وقال بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، إن اعتماد القرار يتماشى مع القرارات الأممية وغير موجه ضد أي طرف، موضحًا أن اعتراف بلاده بدولة فلسطينية مستقلة خطوة تاريخية تتيح للفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق السلام.

وشدد سانشيز، على أن أسبانيا لن تعترف بأي تغيير لحدود عام 1967 دون اتفاق الإسرائيليين والفلسطينيين على ذلك، مؤكدًا على أن المسار الوحيد للسلام هو حل الدولتين.

ولفت إلى أن بلاده ستعمل مع الدول العربية على عقد مؤتمر للسلام، داعيًا إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في القطاع.

وأوضح رئيس الوزراء الإسباني، أن الأولوية الآن هي لوضع حد للأزمة غير المسبوقة في غزة.

ومنذ أيام، أعلنت إسبانيا وأيرلندا والنرويج الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، في خطوة دخلت حيز التنفيذ، كان لها الكثير من الأصداء العالمية.

وبذلك ترتفع عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين إلى 147 دولة من أصل 193 دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وترى مدريد ودبلن وأوسلو قرارها وسيلة لتسريع الجهود الرامية لتحقيق وقف لإطلاق النار في حرب إسرائيل في قطاع غزة.

وتلك الخطوة، قد تدفع المزيد من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لاسيما في الجانب الأوروبي.

وردًا على ذلك، قال يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، إن رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز متواطئ في التحريض على قتل الشعب اليهودي باعترافه بدولة فلسطينية.

ومن قبل، عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن غضبه إزاء تلك الخطوة، ووصفها بأنها "مكافأة للإرهاب".

إنقاذ مقترح حل الدولتين 

وفي رأي الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل إسبانيا وأيرلندا والنرويج، يأتي في سياق محاولة أوروبية لإنقاذ مقترح حل الدولتين.

الدكتور عبدالمهدي مطاوع

ويؤكد "مطاوع" في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال" أنه بات من الواضح للمتابع أن "نتنياهو" يقوم عمليًا هو إنهاء وجود فكرة دولة فلسطينية، وفرض أمر واقع جديد، وتغيير الوضع الديموغرافي بمجموعة كبيرة من الخطوات في قطاع غزة، ولاحقًا ستكرر تلك الخطوات في الضفة الغربية، لذلك هناك رؤية أوروبية تتبناها بعض الدول، لإنقاذ حل الدولتين، وضمان وجود دولة فلسطينية.

ويضيف:"أصبح الآن عدد الدول التي تعترف بفلسطين 147 دولة، وهذا العدد أكبر من الدول التي التي تعترف بإسرائيل"، موضحًا أن اعترافات هذه الدول ستشكل ضغطًا داخل الاتحاد الأوروبي، لتغيير موقف الدول الأخرى أو الضغط عليها من أجل اتخاذ نفس الخطوات".

وفي تقدير المحلل السياسي الفلسطيني، أن خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الدول الـ3 قد تساهم من الناحية النظرية في تحقيق وقف النار، نتيجة لما سبقها من قرارات من محكمة العدل الدولية، والجنايات الدولية، بحسب الاعتقاد الأوروبي.

ومن ناحيته، يرى أن تلك الخطوة لن تسهم في وقف إطلاق النار في غزة، وأن الطريق الوحيد لتحقيق ذلك، بيد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، موضحًا أنه لن يكون هناك وقف إطلاق نار دون إتمام عملية تبادل بين الأطراف، فهذا على الأقل ما ستقوم به حكومة نتنياهو، لكن على أرض الواقع ما تم ترسيخه سيستمر لفترات طويلة قد تمتد لعدة سنوات.