الجمعة 21 يونيو 2024

أبو الغيط: منتدى التعاون الصيني العربي يعكس الرغبة المشتركة في بناء علاقات قوية

أمين عام جامعة الدول العربية

أخبار30-5-2024 | 08:50

دار الهلال

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن منتدى التعاون الصيني العربي فكرة جيدة تعكس رغبة مشتركة في بناء علاقات قوية، لافتا إلى أن العلاقة بين الجانبين تشهد نموا مطردا، واصفا دعوة بكين لعدد من رؤساء الدول العربية للمشاركة في الاجتماع الوزاري العاشر للمنتدى بأنه "أمر يدعم في حد ذاته العلاقة بين الجانبين ويؤدي إلى بنائها بشكل جيد".

وقال أبو الغيط - في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) بمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي - إنه في عام 2004 أعلنت الصين وجامعة الدول العربية بشكل مشترك تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، وأصبح المنتدى منصة هامة لتعزيز الحوار والتعاون بين الجانبين، مشيرا إلى أن المنتدى أدى على سبيل المثال إلى عقد قمة بين الصين والدول العربية لأول مرة بالرياض في 9 ديسمبر 2022.

وأكد أبو الغيط أن التعاون الاقتصادي والمفاهيم الحضارية والعلاقة بين حضارة الصين والحضارة العربية وغيرها من المجالات قد ساهم المنتدى في تعميقها وإطلاقها بشكل واضح ودوري، لافتا إلى أن المنتدى له برنامج تنفيذي يتابع كل القرارات وكل المفاهيم ويسعى لتنفيذها بقدر الإمكان، ومن ثم هناك متابعة دورية لهذا السياق التنفيذي بالنسبة لكل النشاطات.

وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن العلاقات العربية الصينية متنامية، لافتا إلى رغبة الصين في تعزيز هذه العلاقات، كما أن الدول العربية في حاجة إلى توسيع انفتاحها على الصين، في ظل القوة الاقتصادية النامية للصين وقدرتها الكبيرة على الابتكار وتقديم التكنولوجيا المتقدمة وطرح الكثير من الأفكار للعالم العربي.

وحول آفاق التنمية المستقبلية لمنتدى التعاون الصيني العربي، أكد أبو الغيط أهمية التزام الطرفين بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وأهمية المتابعة الدورية لتنفيذ الأفكار وخطط التعاون التي توصل إليها الطرفان بما يسهم في تعميق بناء العلاقة بينهما.

وأشار أبو الغيط إلى أن كل الدول العربية أعضاء بمبادرة الحزام والطريق، وهي تلعب دورا مهما في تعزيز التعاون العربي الصيني، مؤكدا أن الجانبين بينهما ثقة متبادلة عميقة ويجمعهما رباط مشترك يتمثل في التعاون المربح للجانبين، مشيدا بالعمل الجاري في إطار المنتدى لتعزيز التعاون المشترك في 19 قطاعا مثل القطاعات الثقافية وقطاعات المرأة والتجارة والإنتاج والموانئ وغيرها. ونوه الأمين العام لجامعة الدول العربية بأهمية تبادل الترجمات والكتب ورؤى المتاحف في دعم العلاقات الثقافية بين المجتمعين، قائلا إن كلها أفكار يمكن أن تُسهم في توثيق الثقة بين الجانبين العربي والصيني. 

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن النقلة النوعية بين العالم العربي وجمهورية الصين الشعبية، تمثلت في القمة العربية الصينية الأولى عام 2022، والتي عُقدت في مدينة (الرياض) بالمملكة العربية السعودية؛ لتكرس بداية مرحلة مهمة في تاريخ العلاقات بينهما خاصة في ضوء ما أسفرت عنه القمة من مخرجات وتوافقات نسعى لمواصلة الجهود لتنفيذها بما يحقق المصلحة المشتركة لكل من الدول العربية والصين.
وقال أبو الغيط - في كلمته التي ألقاها خلال افتتاح الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني المنعقد في العاصمة الصينية (بكين) - "نود أن نغتنم هذه المناسبة لدعوة الجانبين إلى النظر في إمكانية اعتماد آلية لدورية انعقاد القمة العربية الصينية؛ لعرض دورتها بانتظام بما يضاعف التراكم المتحقق ويسمح بمتابعة برامج التعاون المشترك".
وأشار إلى عمل الجانبين على تنفيذ كافة أنشطة التعاون التي تضمنها البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني، والتي شملت خلال الفترة الماضية، عددا من المجالات من بينها التجارة والاستثمار والطاقة ونقل التكنولوجيا والملاحة عبر الأقمار الصناعية، والمكتبات والمعلومات والثقافة وحوار الحضارات والإعلام والشباب وتنمية الموارد البشرية وغيرها.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى مواصلة توسيع التعاون العلمي وتعميقه من خلال الآليات القائمة ووضع آليات أخرى جديدة، بما يتماشى مع آفاق التعاون الكبيرة والواعدة بين الدول العربية والصين، والتي يعكسها حجم التبادل التجاري بين الجانبين والذي قفز من 36 مليار دولار أمريكي عام 2004 إلى 400 مليار دولار أمريكي عام 2023.

وأضاف أبو الغيط أن الصين أصبحت من أكبر الشركاء التجاريين للدولة العربية .. مشيرا إلى أن مبادرة "الحزام والطريق"، التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينج، جاءت لتضيف لجنة جديدة ومهمة إلى صرح المنتدى التعاون العربي الصيني القائم على المصالح المتبادلة، وذلك في ضوء ما توفره هذه المبادرة من فرص واسعة للتعاون، خاصة في مجالات البنية التحتية والتجارة والاستثمار، وما نشهده من مشروعات تنموية عملاقة.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: "إن العدوان المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 8 أشهر، يمثل نقطة تحول فارقة في تاريخ منطقتنا" .. مشيرا إلى أن هناك شعورا بالإحباط العميق حيال عجز المجتمع الدولي عن وقف هذا العدوان، حيث أن هناك 35 ألف فلسطيني استشهدوا أغلبهم من النساء والأطفال، ومدن القطاع لم تعد صالحة للحياة؛ بعد أن دُمرت البنية التحتية على نحو كامل، كل ذلك مع استمرار العجز الدولي.

وتساءل أبو الغيط - في كلمته أمام منتدى التعاون العربي الصيني في العاصمة الصينية (بكين) - عن مصداقية ما يسمى النظام الدولي القائم على القواعد، قائلا: "أي مصداقية للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي إن كانت هناك دولة تضع نفسها فوقه؟" .. مشيرا إلى أن الوقف الفوري لهذه الحرب الغاشمة ليس فقط ضرورة لإنقاذ أرواح الفلسطينيين الذين يعيشون اليوم على حافة المجاعة، ولكنها ضرورة لصيانة الضمير الإنساني ومبادئ الأخلاق والعدالة والقانون.

وأشار إلى سعي الجامعة العربية ودولها إلى تعزيز استقرار المنطقة عبر العمل على احتواء الأزمات القائمة وتسويتها سلميا وخفض التصعيد الإقليمي من خلال علاقات متوازنة مع دول الجوار تتأسس على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والاحترام المتبادل، مُرحبا بالأدوار الإيجابية للقوى الدولية التي تتبنى هذه الأهداف بما فيها الصين التي لعبت دورا مقدرا في التوصل إلى اتفاق بين (الرياض) و(طهران) في مارس 2023؛ مما أدى إلى خفض التصعيد الإقليمي.

وأكد على موقف جامعة الدول العربية الذي يقوم على دعم سيادة الصين ووحدة أراضيها والالتزام الثابت بمبدأ الصين الواحدة.

واختتم الأمين العام للجامعة العربية كلمته بالتأكيد على حرص الجامعة على بذل كافة الجهود لبناء مستقبل واعد للمجتمع "العربي الصيني" نحو العصر الجديد، والدفع بعلاقات الشراكة بين الدول العربية والصين لمستقبل أفضل ومواصلة تعزيز آليات التعاون المشترك، وإيجاد الحلول السياسية للقضايا التي تهم الجانبين على الساحتين الإقليمية والدولية، مُعربا عن تطلعه لعقد الدورة الحادية عشرة للمنتدى على المستوى الوزاري في تونس والقمة العربية الصينية الثانية عام 2026 في جمهورية الصين الشعبية وانعقاد القمة الثالثة في الكويت كما نص على ذلك قرار قمة البحرين.