أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الخميس، استشهاد اثنين من طواقمها في قصف إسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لترتفع حصيلة الشهداء من الهلال الأحمر منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي إلى 19.
وقالت الجمعية، في بيان صحفي، إن طواقمها تمكنت من انتشال جثماني مُسعفين، استهدفهما الاحتلال ليلة أمس (الأربعاء) في منطقة "تل السلطان" غربي رفح.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي "قصف بشكل مباشر مركبة إسعاف تابعة للهلال الأحمر في تل السلطان أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني".
ومن جانبها، أكدت مُنظمة (أنقذوا الأطفال) المعنية بحماية حقوق الأطفال على مستوى العالم، أن 66 شخصًا على الأقل، بينهم أطفال، استشهدوا فيما أعلنها الاحتلال مناطق آمنة بغزة على مدار أربعة أيام، داعية إلى تحرك عاجل من أجل حماية المدنيين من الهجمات الإسرائيلية المستمرة.
وقال مدير المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة "كزافييه جوبيرت"، في تصريح صحفي، إن الالتزامات القانونية التي أصدرتها محكمة العدل الدولية يتم تجاهلها بشكل قاطع، مُشيرًا إلى أن المدنيين يعانون من الآثار البطيئة والمؤلمة للمجاعة بالإضافة إلى القصف المستمر.
وتابع جوبيرت قائلا إنه "يتم دفع السلامة العقلية والجسدية للأطفال إلى ما هو أبعد من نقطة الانهيار حيث يعانون من ضرر عقلي لا يمكن تصوره بسبب العنف وإصابات جسدية خطيرة، بما في ذلك فقدان أجزاء من الجسم بالإضافة إلى فقدان عائلاتهم ومنازلهم ومدارسهم"، مؤكدا أن الأطفال في غزة يتحملون وطأة العنف.
وتشن إسرائيل حربا على غزة، منذ السابع من أكتوبر، خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
ومنذ بدء الحرب، عمد الجيش الإسرائيلي إلى تدمير المنظومة الصحية في غزة؛ ما أخرج مستشفيات كثيرة عن الخدمة، وتسببت بمقتل جرحى ومرضى، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب) فورًا، واتخاذ تدابير مؤقتة لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
كما تتجاهل إسرائيل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف جالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
ومن ناحية أخرى أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، مقتل اثنين من جنوده في عملية "الدهس" التي وقعت جنوب "نابلس" شمال الضفة الغربية، الليلة الماضية، وجندي ثالث في المعارك في مخيم "جباليا" شمال قطاع غزة.
وقالت صحيفة يديعوت آحرونوت إن مُنفذ العملية، هرب إلى مدينة "نابلس"، بعد دهس الجنديين الإسرائيليين، وسلم نفسه لأجهزة الأمن الفلسطينية، بعد مطادرة جيش الاحتلال له.
وتشير نتائج تحقيق أولي للجيش، نشرته صحيفة يسرائيل هايوم، إلى أن الجنديين اللذين قتلا، وقفا خارج المنطقة المحمية بالقطع الأسمنتية دون معرفة سبب واضح لذلك.
وإلى جانب الجندي الذي قُتل في شمال غزة، أصيب جُنديان إسرائيليان بجروح خطيرة، في المعارك بجنوب القطاع، حسب بيان الجيش.
وبموجب هذا التحديث ترتفع حصيلة القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة في السابع والعشرين من شهر أكتوبر الماضي إلى 287.