الثلاثاء 18 يونيو 2024

مصر ترفض سياسة الأمر الواقع وتتمسك بموقفها الرافض للتنسيق مع الاحتلال بشأن معبر رفح

سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح

تحقيقات2-6-2024 | 11:42

محمود غانم

تتمسك مصر بموقفها الرافض للتنسيق مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي بشأن معبر رفح، وذلك بعد سيطرة قوات الاحتلال على الجانب الفلسطيني من المعبر منذ الـ 7 من شهر مايو الماضي، إذ تزامن ذلك مع تصعيدها في مدينة رفح الفلسطينية.

وأكدت مصر موقفها الثابت تجاه عدم التعامل في معبر رفح إلا مع الأطراف الفلسطينية والدولية، ولن تعتمد التنسيق مع الجانب الإسرائيلي.

وحملت مصر إسرائيل مسؤولية النتائج عن هذا الإغلاق، وتفاقم الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، واتهامها بالتسبب في كارثة إنسانية بالقطاع، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر رفيع المستوى.

في الوقت نفسه، تواصل جهودها لدعم الأشقاء الفلسطينيين، والحفاظ على حقوقهم التاريخية بكل السبل الممكنة، في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

 ومن المرتقب، عقد  اجتماع مصري أمريكي إسرائيلي، اليوم الأحد، لبحث إعادة تشغيل معبر رفح، في ظل تمسك مصر بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من المنفذ.

وكان موقع "أكسيوس" الأمريكي قد أفاد، بأن الولايات المتحدة تخطط للاجتماع مع مصر وإسرائيل، لبحث إعادة فتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

وأوضح أكسيوس، أن واشنطن تنظر إلى القاهرة باعتبارها لاعبًا رئيسيًا في خطة اليوم التالي للحرب بقطاع غزة، والتطرق إلى إعادة فتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح دون وجود عسكري إسرائيلي قضية رئيسية مطروحة على طاولة المحادثات.

وأضاف، أن الخطة المطروحة تتطرق إلى التباحث حول إعادة جيش الاحتلال تمركزه خارج الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بهدف تأمينه من هجمات حماس.

وكانت مصر والولايات المتحدة الأمريكية قد اتفقا على تسليم مساعدات الأمم المتحدة من معبر "كرم أبو سالم" بصورة مؤقتة، لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح جنوبي قطاع غزة من الجانب الفلسطيني.

وأكد الرئيس الأمريكي جوبايدن للرئيس السيسي التزامه الكامل بدعم جهود إعادة فتح معبر رفح بترتيبات مقبولة لمصر، ووافق على إرسال فريق كبير إلى القاهرة؛ لإجراء مزيد من المناقشات حول ذلك.

وبالفعل، جرى فتح معبر "كرم أبوسالم" لأقل من 24 ساعة، أدخلت خلالها 200 شاحنة مساعدات، من ضمنها 4 شاحنات وقود، لتعاود سلطة الاحتلال بعد ذلك غلق المعبر مرة أخرى.

وتواصل سلطة الاحتلال إغلاق معبر رفح، رغم الإدانات والدعوات الدولية، والتي كان آخرها أوامر محكمة العدل الدولية، لإسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في مدينة رفح فورًا، وضرورة المحافظة على فتح المعبر، لتمكين دخول المساعدات.

الدفع نحو التهدئة

وتسعى مصر وقطر والولايات المتحدة إلى وضع حد إلى معاناة الشعب الفلسطيني من خلال دفع حركة حماس وإسرائيل نحو إبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها بايدن.

وأكدت الدول، أن المبادئ التي حددها الرئيس بايدن تجمع مطالب جميع الأطراف في صفقة تخدم المصالح المتعددة، موضحين أن الصفقة من شأنها إنهاء المعاناة الطويلة لسكان غزة فورًا، وكذلك معاناة المحتجزين الإسرائيليين وذويهم.

وتتضمن المرحلة الأولى من المقترح الإسرائيلي الذي قدمه بايدن 6 أسابيع، وتشمل وقفًا كاملًا وشاملًا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة في غزة.

كذلك، تتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن، بمن فيهم نساء ومسنون وجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، في السجون الإسرائيلية.

وفي المرحلة الثانية من المقترح، يتم إطلاق سراح بقية الرهائن والجنود وإدامة وقف إطلاق النار، بينما تتضمن المرحلة الثالثة ما بعد الحرب وإعادة إعمار غزة

وسيسمح المقترح للمدنيين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في جميع مناطق غزة، بما في ذلك الشمال حيث فرضت إسرائيل قيودًا طويلة الأمد، وذلك حسبما ذكر بايدن، الذي أضاف، أن المساعدات الإنسانية سترتفع لتشمل 600 شاحنة تعبر إلى غزة يوميًا، مشيرًا إلى أنه مع وقف إطلاق النار، يمكن توزيع تلك المساعدات بشكل آمن وفعال على كل من يحتاج إليها.

بينما سيقوم المجتمع الدولي بتسليم مئات الآلاف من الملاجئ المؤقتة، بما في ذلك الوحدات السكنية، كل ذلك وأكثر سيبدأ فورًا بعد إتمام الصفقة، على حد زعم بايدن.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، راح ضحيتها 36.379 شهيدًا، بالإضافة إلى إصابة 82.407 بجراح مختلفة، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.