الثلاثاء 18 يونيو 2024

مائدة مستديرة حول «الطفل والإعلام والهوية المصرية» بالأعلى للثقافة

جانب من المائدة المستديرة حول الطفل والإعلام والهوية المصرية

ثقافة3-6-2024 | 19:01

أحمد البيطار

عقدت لجنة الإعلام، بالمجلس الأعلى للثقافة، ومقررها الدكتور جمال الشاعر بالتعاون مع لجنة فنون الطفل، ومقررتها الدكتورة رشيدة الشافعي المائدة المستديرة "الطفل والإعلام والهوية المصرية"، وذلك تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والدكتور هشام عزمي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.

أدارت المائدة: الدكتور منى الحديدي، أستاذ الإعلام جامعة القاهرة عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وعضو لجنة الإعلام.  

وشارك بها الأستاذة إيمان بهي الدين، مدير إدارة إعلام الطفولة بالمجلس العربي للطفولة والتنمية وعضو لجنة فنون الطفل، والدكتورة عفاف طبالة، مخرجة وثائقية ومنتجة تلفزيونية مصرية وكاتبة أطفال، والدكتور جمال الشاعر، الشاعر والإعلامي ومقرر لجنة الإعلام، كما شارك في الحضور مجموعة من الأطفال منهم اثنان من الحاصلين على جائزة الدولة للمبدع الصغير، وهما الطفلة فريدة مجدي، الطفل عبد الرحمن ماهر.

كما شارك الكاتب حسين الزناتي، رئيس تحرير مجلة علاء الدين بالأهرام وعضو لجنة فنون الطفل، والناقد والكاتب أحمد سعد الدين، الدكتور أشرف جلال، أستاذ بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وعضو لجنة الإعلام، ولميس الشرنوبي، رئيس الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي‏ بالهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتورة هجرة الصاوي، كاتبة الأطفال والحاصلة على جائزة الإيسيسكو، والدكتورة نهى عباس، رئيس تحرير مجلة نور، والدكتور حسام الضمراني، الباحث والصحفي، والكاتبة أنس الوجود رضوان، عضو لجنة الإعلام.

بدأت الدكتورة منى الحديدي اللقاء موضحة أن الكلام عن الطفل في أي جانب من الجوانب يعني الكلام عن المستقبل.

جاءت ورقة ممثلة المجلس العربي للطفولة والتنمية (إيمان بهي الدين) بعنوان "دور الإعلام في تناول ومعالجة قضايا الأسرة"، وتحدثت عن أهمية الإعلام، والتحديات والمخاطر المرتبطة بالأدوار السلبية للإعلام، مثل العنف، والتأثير في الصحة العامة، والصحة النفسية.

مشيرة إلى إنشاء المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي منذ عام 2010، وموردة تعريفه وشعاره (الإعلام صديق الطفولة)، ومكونات المرصد، ونشاطاته، ذاكرة من أعماله دراسة حول الإعلام ومعالجة قضايا حقوق الطفل، متضمنة 6 دول عربية، وراصدة ما يحدث، واتضح منها عدم توافر أجندة إعلامية.

وتحدثت حول المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام لقضايا الطفل، وأبعاد المعارف الأساسية للإعلامي، لا سيما في مجال مشاركة الأطفال، ودليل تصحيح المصطلحات والصور الخطأ المتداولة بين الأطفال، ومنهجية دليل تصحيح المصطلحات، والإشارة إلى الخطأ ووضع البديل الصائب لها.

وكذلك ركزت على الهوية الرقمية؛ وكيف تختلف بين الأجيال والمجتمعات، وتتعدد روافدها وترتبط بالمستقبل، مشيرة إلى دور الإعلام في تعزيز الهوية المصرية، موصية بإنشاء قناة فضائية مصرية للطفل، وفق رؤية مصر 2023.

وقالت الدكتورة عفاف طبالة إن الهوية لها عناصر تعبر عنها، ومن أهم عناصرها الثقافة، وإن الثقافة عاصمتها اللغة؛ مؤكدة دور الإعلام في ترسيخ وإعلاء قيمة اللغة العربية عند الأطفال، متسائلة: كيف يكون من يقودون المستقبل لا يتقنون اللغة العربية؟!

مشيرة إلى التحدي الكبير الذي يواجهنا بانتشار اللغات الأجنبية، لا سيما الإنجليزية، قائلة: "أحلم أن يكون هناك مكان للغة العربية، وأن تسهم الدولة في تعزيز اللغة العربية وحماية مكانتها.

وقال الدكتور جمال الشاعر إن أزمة اللغة العربية معضلة كبيرة، مشيراً إلى دور القنوات التي تنتج محتوى مدبلجاً باللغة العربية الفصحى، وموضحاً أن هناك تحدياً مهمّاً، ألا وهو السوشيال ميديا، مطالباً بالتعامل معها وعدم تجاهلها، والتصدي لها.

وأكد الشاعر أن اللغة العربية موجودة ما دام القرآن الكريم موجوداً، فلا خوف عليها مع وجود لغات كثيرة، مشيراً إلى أن المساحة المخصصة لبرامج الأطفال قليلة جداً، وإلى الأخطار والتحديات التي تتهدَّد الطفل المصري؛ ومنها بناء الشخصية والحفاظ على اللغة العربية.

وتحدثت الطفلة فريدة مجدي معربة عن أملها أن تكون هناك قنوات مصرية تتحدث عن الأطفال وإليهم، فلا بد من تعزيز الهوية لدى الأطفال المصريين، مشيرة إلى تجربة حصولها على جائزة الدولة للمبدع الصغير، متمنية أن يكون هناك أطفال هم من يتحدثون، ومعبرة عن سعادتها لأن مجلة علاء الدين اختارتها مراسلة صحفية.

وتحدث الطفل عبد الرحمن ماهر عن دور الإعلام بنوعيه التقليدي والرقمي في تربية الطفل، موجهاً حديثه إلى السادة الحضور بأنهم أقل حظّاً لكنهم أكثر وعياً، لكن أجيال اليوم أكثر حظّاً وأقل وعياً، ومعترفاً أن أجيال اليوم مفتقدة ذلك الجو الذي كان سائداً بالبرامج الثقافية العريقة التي كانت موجهة إلى الأطفال، وموضحاً أن هناك مجلات كثيرة، ولكن ليس هناك أطفال يحبون القراءة، ومطالباً بوجود مجلات تتحدث عن تراث أعلام مصر، وتهتم بثقافة مصر وهويتنا المصرية، قائلاً: "نحن بحاجة إلى إعلام خاص بالطفل هو من يعده وهو من ينتجه".

واقترحت الدكتورة منى الحديدي أن يكون هناك موقع ثقافي لإبراز تلك المواهب وتنميتها.

وتحدث الكاتب حسين الزناتي عن قضية الإعلام وهوية الطفل كمشروع دولة، وليس مجرد مائدة مستديرة، فهذا الموضوع به الكثير من المسارات والعوامل والتفاصيل التي لا تكفيها ندوة، راجياً أن تتبنى اللجنتان (الإعلام، وفنون الطفل) ذلك المشروع.

وبدأ الكاتب أحمد سعد الدين حديثه بالإشادة بالطفلين فريدة مجدي وعبد الرحمن ماهر لأنهما طمأناه على المستقبل، مشيراً إلى البرامج الإعلامية القديمة، مثل "ماما نجوى"، و"بوجي وطمطم"، و"عمو فؤاد"، موضحاً أن هناك نقطة فاصلة بين القرن العشرين وبداية عام 2000، وهي توقف برامج الأطفال المصرية، وبدأت البرامج المستوردة، وهي في معظمها داعية إلى العنف، مثل "جراندايزر"، وغيره.

وأشار سعد الدين إلى برامج من مثل "البرلمان الصغير"، و"حوار مع الكبار"، وكيف كان الطفل فيها هو البطل.

وتساءل: لماذا لا تعود برامج ومسلسلات الأطفال، إضافة إلى الرسوم المتحركة؛ من مثل "بكار"، و"قصص الأنبياء"، وغيرهما، ولماذا لا نستخدم السوشيال ميديا استخداماً إيجابياً.

وتحدث الدكتور أشرف جلال حول تجربة طفله بالمرحلة الابتدائية مع مشاهدة إحدى القنوات التي يتابعها 8 ملايين مشترك، ومع ذلك فهي تغذي الأطفال بمفردات لا تليق ولا ترقى للاستخدام في المجتمع.

مشيراً إلى أننا نتقد (للأسف) إلى الخلف، متسائلاً عن حجم المحتوى الإعلامي الموجه إلى الأطفال، وليس عنهم، ومؤكداً أن السوشيال ميديا صارت واقعاً، فلماذا لا يكون هناك بودكاست عن بعض المحتويات أو القضايا المهمة؟ ومشيراً إلى أن قاعدة البيانات هي أمر مهم جداً، فلماذا لا تكون المجلات متاحة في نسخ إلكترونية؟

وأكد جلال أننا بحاجة إلى تشجيع الحوار الأسري، داعياً أن يكون هناك ضوابط لاستخدام الهواتف المحمولة، مقترحاً أن يكون هناك العديد من المنصات التي تهتم بالأطفال وما يقدم لهم.

وتحدثت لميس الشرنوبي عن تجربتها في العمل مع الأطفال، وكم كانت تجربة تحلم بها، "أسابيع الدمج الثقافي لأطفال المناطق الحدودية"

بما أننا نتحدث عن الهوية، فكيف يمكن تنمية هوية مثل أولئك الأطفال الذين يعيشون في المناطق النائية؟

مشيرة إلى مشروع أساسه ترسيخ الهوية المصرية والانتماء عند أطفال المناطق الحدودية".

وتحدثت الدكتورة هجرة الصاوي حول دور الهوية في فنون الطفل، فالطفل يتعلق بفنون الطفل، فكيف نفعِّل دور الهوية في فنون الطفل؟

عندما يبدأ الطفل في التساؤل: من أنا؟ يبدأ في الشعور بالارتباك، ومن هنا يأتي دور فنون الطفل في ترسيخ مفهوم الهوية لدى الطفل المصري، مستشهدة بمسرحية "فرحة" التي تؤسس وتؤصل للهوية المصرية.

وعرضت الدكتورة نهى عباس لمجلة "نور"، معرفة إياها بأنها الأخت الصغرى لمجلات الأطفال، منذ 2015، وهي تصدر عن الأزهر الشريف، وتصدر شهرياً، وهي مجلة تهتم بترسيخ الهوية المصرية لدى الأطفال، ويمتد اهتمامها منذ الحياة المصرية القديمة وحتى اليوم.

وقدم الدكتور حسام الضمراني ورقة بعنوان "تمثيل الطفل في الإعلام الوطني"، حول ما يقدم للطفل في مصر والوطن العربي، وله مساران: مستقبل الوظائف القادمة، والخوارزميات ودورها في تشكيل الهوية للأطفال في المجتمع المصري والعربي.

وعقبت الكاتبة أنس الوجود رضوان التي اضطلعت بمهمة الإعداد والتنسيق قائلة: نحن بحاجة إلى مشروع قومي قوامه التعاون مع وزارتي الثقافة والإعلام.

وأشارت رضوان إلى مسابقة "مصر بعيون الأطفال المصريين في الخارج"، وهي مسابقة مستمرة منذ ثلاثين عاماً، وكذلك مدرسة نجيب محفوظ المصرية في إيطاليا، وهي تطبق المناهج المصرية، موضحة أن الجاليات المصرية في مختلف الدول تهتم جداً بالأطفال المصريين وكذلك باللغة العربية، مشيدة بجائزة الدولة للمبدع الصغير، وداعية للاهتمام بجميع الأطفال الذين يتقدمون للجائزة سواء فازوا أم لا، مقترحة عمل رابطة للأطفال المصريين المتقدمين إلى الجائزة، مناشدة: لا بد من عودة مهرجان سينما الأطفال مرة أخرى.