الخميس 20 يونيو 2024

عبقرية أدبية تخلد الطبيعة البشرية ونضالها.. دوستويفسكي أعظم من درس النفس البشرية

الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي

ثقافة6-6-2024 | 05:35

إسلام علي

يعتبر "فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي"، أحد أعظم الكتاب في تاريخ الأدب الروسي والعالمية وذلك بفضل أعماله الأدبية التي أخذت طريق التعمق في الطبيعة الإنسانية، فكان أعظم من درس النفس البشرية.

وبالتزامن مع اليوم العالمي للغة الروسية نستعرض أبرز المعلومات أعظم الروائين الروس، ولد "دوستويفسكي"، في موسكو في عام 1821م، لعائلة متوسطة الطبقة، درس في مدرسة الهندسية العسكرية في مدينة سنات بطرسبرغ، ولكنه لم يكمل مسيرته العسكرية، فكان شغفه ناحية الكتابة الأدبية والصحفية يزداد يوما بعد يوم، فاتجه إلى الكتابة الأدبية والفلسفية.

 

وأشتهر بتقديمه للعديد من التحليلات الثاقبة في المجالات الإجتماعية والسياسية والروحية لروسيا في القرن التاسع عشر المنصرم، فتعتبر كتاباته تأريخا للأوضاع التي كانت في روسيا في تلك الفترة، فكان يعيد صياغتها في صيغ أدبية وفلسفية مقبولة لدى الجميع. 


عرف عنه العديد من الأعمال التي ما تزال يتم قرائتها إلى اليوم، ومنها رواية "الجريمة والعقاب"، التي يتحدث فيها عن قصة طالب جامعي يرتكب جريمة قتل بدافع الفقر واليأس من الحياة، ويستكشف في تلك الرواية الطبيعة البشرية، وشعورها بالذنب والمعاناة، فضلا عن استعراضه للعديد من المفاهيم الأخرى مثل العدالة الأخلاقية بجانب عقلاني.  


وتناول "دوستويفسكي"، في روايته "الأخوة كارامازوف" الجانب العقلي مثل الإيمان والشك الأخلاق، في صيغة حوارات متنوعة تدور بين ثلاثة أخوة وأبيهم المستبد، وطرح على القاريء العديد من الأسئلة المتنوعة في ماهية الخالق، والإرادة الحرة، أما في روايته "الأبله" فكانت تتمحور حول الصفات الإنسانية مثل الطيبة ونقاء القلب، وكيف تجعل تلك الصفات صاحبها محط أنظار من حوله.


ويعتبر عمله "الشياطين" الذي صدر عام 1871م، من أشهر الأعمال التي تناولت الجانب التاريخي لروسيا، بحيث تناول فيها التحولات الفكرية والسياسية، فضلا عن التحولات الاجتماعية المختلفة في المجتع الروسي، ونجح في تصوير تلك الفترة العصيبة في المجتمع الروسي، من الفوضى على كافة الأصعدة فضلا عن التيارات المتصارعة. 


ومن الناحية الأخرى، فقد تأثرت أعمال "دوستويفسكي" كثيرا بأعمال غوغول، الناقد الاجتماعي، والذي كان يحلل الشخصيات البشرية من عدة جوانب في صيغة ساخرة، بالإضافة إلى أعمال شكسبير التي كانت تتجه إلى الدراما الإنسانية وتصوير الشخصيات تحت ظل المواقف المختلفة.


وتأثر بأسلوب "دوستويفسكي"، العديد من عظماء الفكر، مثل فريديريك نيتشه وجان سارتر، الذي وجدا ضالتهما في أعمال دوستويفسكي النفسية والفلسفية، ومن المواضع الوجودية.  


وفي الأخير، تأُثر الأدب العالمي بشكل كبير بفضل أعمال "دوستويفسكي"، والتي من خلالها تناول الطبيعة البشرية بصيغتها الواقعية، فضلا عن نضاله الأخلاقي، والذي ألهم العديد من الكتاب والفلاسفة من بعده.