الثلاثاء 18 يونيو 2024

رحلة انتشار القهوة من مكة إلى أوروبا

حبيبات القهوة

ثقافة6-6-2024 | 21:53

إسلام علي

وصل استهلاك العالم، اليوم، حوالي 1.6 مليار فنجان من القوة يوميا وهذه الكمية  يمكنها أن تملأ تقريبا ما يعادل من 300 كوبا من القهوة، فالقهوة تعتبر ثاني أكبر إنتاجا بعد النفط، ويوجد العديد من الروايات والتي توضح لنا أصل هذه المادة، ولكن كان منها رواية واحدة كانت الأكثر انتشارا عن مكتشف هذه المادة.


أثناء تجول أحد الراعاة للأغنام، على سفوح الحبشة، لاحظ أغنامه يأكلون من مادة معينة على الأرض، وبعدها يصبحون أكثر نشاطا وحيوية من ذي قبل، ولكن هذه المادة أصبحت الآن تغلى بالماء الساخن مع العديد من الأنواع والأمزجة المختلفة.


عرف عن الصوفيين باليمن، شرب القهوة، وذلك لأجل غرض الذكر الذي يستمر طوال الليل، وبفضل تلك القهوة، يستطيعون أن يبقوا مستيقظين، وكان من أهم أسباب انتشار القهوة في العالم الإسلامي، حركة الحجاج والرحالة، فضلا عن حركة التجار، فانتقلت القهوة من مكة إلى تركيا وذلك في القرن ال15 الهجري، وواصلت تقدمها إلى القاهرة في القرن التالي، حتى صارت من المشروبات الشعبية.


أدخلت القهوة إلى أوروبا عن طريق شخص تركي يدعى "باسكوا روزي"، والذي بدأ في بيعها لإحدى المقاهي في لندن تحديدا بساحة جورج، وبحلول سنة 1700م، أصبح في بريطانيا ما يقارب من 3500 مقهى، ومنهم 500 في لندن وحدها، وكانت المقاهي في لندن تعرف باسم "جامعات البنس"، ذلك لأن  غرض إنشاء المقاهي في الأصل لأجل جذب الزبائن لإستماع إلى العلماء والمفكرين، وذلك مقابل تسعيرة قهوة واحدة ، وهي تعادل بنس واحد.

 

وفي البداية، كان طريقة تحضير القهوة في مقاهي أوروبا، مثل الطريقة المتبعة في العالم الإسلامي، من غلى الماء مع خلطه بالسكر والبن، ولكن في عام 1683م، استحدثت العديد من الأنواع المختلفة من القهوة ، فانتشرت قهوة الكابوتشينو، بفضل كاهن يدعى "ماركو دفيانو"، والذي كان راهبا من رهبان دير كابوتشين في النمسا، وكان ذلك الراهب، من ضمن مجموعة من الرهبان اللذين يحاربون الأتراك، في فيينا، عام 1684م، وفي أعقاب تراجع الأتراك قام الأهالي بصنع القهوة من أكياس البن التي خلفها الجيش التركي وراءه، ولكن بسبب أن القهوة كانت ثقيله على مذاقهم، فأضافوا إليها خليطا من العسل والكريمة، مما جعلها تميل إلى اللون البني، وهو لون ما يلبسه الرهبان الكابوتشين، وسميت هذه النوع من القهوة بالكابوتشينو تكريما لرهبان ماركو دفيانو.