أطلقت الدولة عدة مبادرات صحية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بهدف تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين عبر كافة الفئات العمرية، وتعد المبادرات الرئاسية "100 مليون صحة" من أبرز المبادرات الصحية التي نفذتها الحكومة من خلال وزارة الصحة والسكان خلال السنوات الأخيرة.

وانطلقت هذه المبادرة في أكتوبر 2018 بهدف القضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية، وسعت إلى زيادة الوعي الصحي بين المواطنين حول أهمية اتباع أساليب حياة صحية وتجنب العوامل المسببة للأمراض غير السارية، كما ركزت على أهمية الكشف المبكر وتقديم الرعاية المستمرة في حالة اكتشاف أي إصابة لتجنب المضاعفات، بالإضافة إلى جهود التوعية والحد من انتشار الأمراض المعدية، وتندرج ضمن مبادرة "100 مليون صحة" العديد من المبادرات الهامة، منها:

مبادرة دعم صحة المرأة المصرية

انطلقت في يوليو 2019، بهدف الكشف المبكر عن سرطان الثدي والأمراض غير السارية مثل السكري وضغط الدم، إضافة إلى مراقبة الوزن والطول ومؤشر كتلة الجسم والسمنة، بالإضافة إلى الاهتمام بالصحة الإنجابية للسيدات بدءًا من سن 18 عامًا، وتقديم التوعية بشكل مجاني.

وتهدف المبادرة إلى الحرص على صحة الأزواج، وضمان خلو مصر من الأمراض المعدية المنتقلة بين الأزواج، والحد من الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، حيث تسعى المبادرة إلى تقليل الوفيات بسبب أمراض مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وتقليل فرص تعرض الأجيال القادمة للأمراض الوراثية، وتتضمن المبادرة فحوصات للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية، مما يساهم في الوقاية من نقلها للأجيال القادمة.

مبادرة العناية بصحة الأم والجنين

في مارس 2020، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة "للعناية بصحة الأم والجنين" تحت شعار "100 مليون صحة"، بهدف الكشف المبكر عن الإصابة بالأمراض المنتقلة من الأم إلى الجنين، وتوفير العلاج والرعاية الصحية بشكل مجاني.

وتتضمن الأهداف الرئيسية للمبادرة، الكشف المبكر عن فيروس "بي"، وفيروس نقص المناعة البشري، ومرض الزهري للسيدات الحوامل، وخفض معدلات وفيات الأمهات الناجمة عن تلك الأمراض. كما تشمل المبادرة متابعة حالة الأم والمولود لمدة 42 يومًا بعد الولادة لاكتشاف عوامل الخطورة واتخاذ الإجراءات اللازمة، إضافةً إلى صرف المغذيات الدقيقة خلال فترة النفاس.

كما تضمنت المبادرة استخدام كواشف ذات جودة عالمية وضمان سرية التحاليل، بالإضافة إلى تقديم المشورة الطبية للوقاية من الأمراض. تقدم الخدمات في جميع الوحدات الصحية ومراكز الأمومة والطفولة، مع إمكانية إحالة الحالات للفحوصات الطبية المتقدمة عند الضرورة.

وفي نوفمبر 2021، أعلنت وزارة الصحة والسكان نجاح المبادرة في منع انتقال عدوى فيروس نقص المناعة البشري وفيروس التهاب الكبد B من الأمهات المصابات إلى الأجنة بنسبة 100% و99% على التوالي، متجاوزة بذلك المتوسط العالمي لمنع انتقال تلك الأمراض.

مبادرة الكشف المبكر وعلاج الأورام السرطانية

أطلق الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، في 11 يونيو 2023، المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن الأورام السرطانية بالمجان، تحت شعار "100 مليون صحة"، حيث تشمل هذه المرحلة 9 محافظات هي إسكندرية، البحيرة، مطروح، دمياط، القليوبية، الفيوم، أسيوط، جنوب سيناء، وبورسعيد، مع خطط لتوسيع نطاق التنفيذ لتشمل كافة محافظات الجمهورية تدريجيًا.

وتهدف المبادرة إلى فحص المواطنين الذين تتجاوز أعمارهم 18 عامًا للكشف المبكر عن الأورام السرطانية، بهدف تقليل حالات الوفاة الناجمة عنها وتخفيف العبء المالي في حالات الاكتشاف المتأخر.

مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع للأطفال حديثي الولادة

في سبتمبر 2019، تم إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة بهدف الحد من الإعاقة السمعية وتسهيل الوصول إلى العلاجات المناسبة. تم تحديث شهادات الميلاد لتضم خانة خاصة بالفحص السمعي.

مبادرة فحص وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي

انطلقت المبادرة للكشف المبكر وعلاج الأمراض المزمنة تحت شعار "100 مليون صحة"، في سبتمبر 2021 حتى الآن، وتركزت على الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، وتحويل الحالات المكتشفة للكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، وتقديم العلاجات اللازمة مما يساهم في تقليل نسب الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.

كما وفرت وزارة الصحة والسكان 4500 جهاز للكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي في كافة وحدات الرعاية الصحية بالجمهورية، ويعمل هذا الجهاز على الكشف عن الإصابة بالمرض في زمن قياسي يصل إلى 30 ثانية فقط.

وتقدم المبادرة فحوصات متعددة منها قياس ضغط الدم ومستوى السكر بالدم، بالإضافة إلى الكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي وتقديم العلاجات المناسبة والتوعية بعوامل الخطر.

والحالات المكتشفة بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري يتم صرف العلاج لها مجانًا من الوحدات الصحية أو تحويلها إلى المستشفيات لتلقي الرعاية اللازمة، حيث تم تدريب الفرق الطبية في الوحدات الصحية على استخدام أجهزة الكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، مما يساهم في تحسين خدمات الرعاية الصحية للمواطنين.

مبادرة اكتشاف وعلاج حالات سوء التغذية بين طلاب المدارس الابتدائية

ويأتي الهدف من المبادرة هو الكشف عن بعض المشاكل الصحية مثل توقف النمو، السمنة، وفقر الدم بين طلاب المدارس في المرحلة الابتدائية، حيث تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عامًا، ويتم تحويل الطلاب الذين يُشخصون بأي من هذه الأمراض إلى اللجان الطبية، حيث يتم توفير العلاج المجاني لهم من خلال نظام التأمين الصحي، وتستهدف المبادرة طلاب المدارس الابتدائية في جميع أنحاء مصر، بما في ذلك المدارس الحكومية، الخاصة، والأزهرية.

وتتضمن الحملة عدة مراحل، حيث شملت المرحلة الأولى محافظات "الفيوم، دمياط، أسيوط، مطروح، بورسعيد، جنوب سيناء، القليوبية، البحيرة، الإسكندرية، قنا، والجيزة"،
والمرحلة الثانية "القاهرة، السويس، الإسماعيلية، كفر الشيخ، المنوفية، بني سويف، سوهاج، شمال سيناء، البحر الأحمر، أسوان، والأقصر"، والمرحلة الثالثة "الدقهلية، الشرقية، الغربية، المنيا، والوادي الجديد".

مبادرة علاج أطفال مرضى الضمور العضلي الشوكي

انطلقت المبادرة في يوليو 2021، وتم تخصيص 24 عيادة في مختلف المحافظات لاستقبال وتشخيص الحالات، وهذه العيادات تشمل عيادات مدينة نصر وناصر بالقاهرة، وعيادة الهرم بالجيزة، وعيادة حسن عوض بنها بالقليوبية، وعيادة سموحة بالإسكندرية، وعيادة مبرة الزقازيق بالشرقية، وغيرها.

مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة

انطلقت المبادرة في 13 يوليو 2021، وهدفت إلى الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية للأطفال حديثي الولادة منذ اليوم الأول لولادتهم، وتقديم العلاج مجانًا للأطفال المصابين بهذه الأمراض، وتشمل الأمراض التي يتم الكشف عنها في إطار المبادرة ما يصل إلى 19 مرضًا وراثيًا، مثل قصور الغدة الدرقية الخلقي وتضخم الغدة الكظرية الخلقي وغيرها.

يتم الكشف على الأطفال عن طريق سحب عينة دم من كعب الطفل، وتحليلها في معمل مجهز بأحدث الأجهزة العالمية بالمركز المصري للتحكم والسيطرة على الأمراض (Egyptian CDC)، حيث تُصرف العلاجات اللازمة مجانًا للأطفال المصابين، وفقًا للبروتوكولات التي وضعتها اللجنة العلمية للمبادرة، والتي تضم استشاريين من أساتذة الجامعات المصرية في مختلف التخصصات.

مبادرة إنهاء ومنع قوائم الانتظار للعمليات الجراحية

في يوليو 2018، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة لإنهاء ومنع قوائم الانتظار للعمليات الجراحية، ويأتي الهدف الاستراتيجي من المبادرة هو تخفيف معاناة المرضى عن طريق إنهاء قوائم الانتظار لتسعة تدخلات جراحية مختلفة، وتوفير الخدمات الطبية بأعلى مستوى من الجودة والكفاءة في كافة المستشفيات الحكومية والخاصة والأهلية، وعدم فرض أي أعباء مالية على المواطنين، بهدف تحقيق حياة كريمة للمواطن المصري.

وتشمل تخصصات المبادرة جراحات الأورام، وجراحة العظام، وجراحة العيون، وجراحة القسطرة القلبية، وجراحة المخ والأعصاب، وجراحة القلب المفتوح، وزراعة الكبد والكلى، وزراعة القوقعة، وجراحة الأوعية الدموية، إلى جانب القسطرة الطرفية والمخية، وجراحات الصدر، وعلاج العيوب الخلقية للأطفال.

وعملت المبادرة على تفعيل منظومة إلكترونية موحدة تربط بين الجهات المصدرة لقرارات العلاج، سواء على نفقة الدولة أو التأمين الصحي، بناء على السعة الاستيعابية لكل مستشفى، مما يسمح بتحويل الحالات بين القطاعات المختلفة بسلاسة.