الجمعة 5 يوليو 2024

كيف تفاعلت الحضارات القديمة مع ظاهرة الكسوف؟

ظاهرة الكسوف

ثقافة3-7-2024 | 01:47

إسلام علي

الكسوف أحد أهم الظواهر الفلكية التي يتفاعل معها الإنسان، وتحدث نتيجة حجب جسم فلكي، أو مركبات فضائية مؤقتا، مع مرورها في ظل جسم آخر، أو عند مرور جسم آخر بينها وبين الراصد، وقد تميز الإنسان في العصر القديم بالتعامل مع هذه الظاهرة بطريقة تختلف وتفاعل الإنسان في العصر الحديث معها، فكان مشهد الكسوف يعد ظاهرة مرعبة بالنسبة في العصر القديم.

 ويتحدث أحد علماء الفلك من جامعة لويزيانا "برادلي شايفر"، بطريقة تفكير القدماء فيقول: "تخيل أنك مزارع، وإذ فجاءة تصبح السماء مظلمة، فهذه بالتأكيد رسالة من الآلهة".

ويعامل كل من الشمس والقمر كآلهة عند الحضارات القديمة، واختفاء أحدهم أو طغيان الشمس أو القمر على النجم الآخر، يرمز إلى كارثة في انتظار كوكب الأرض، فعلى سبيل المثال، كان الصينيون القدماء يرون أن كسوف الشمس يدل على هجوم أحد التنانين على الشمس، فيجتمع الشعب الصيني ويضربون الطبول لتخويف هذا الكائن.

وعلى الجانب الآخر، في أقصى غرب العالم، كانت حضارة الإنكا في أمريكا الجنوبية، تصنف ظاهرة الكسوف الكلي للشمس، بأنه علامة على استياء إله الشمس، فيجمتع الزعماء والقادة السياسيين والروحيين لمحاولة استرضاء الإلهة بشتى الطرق.

وتم ربط بعض الأنماط الزخرفية المنحوتة على النقوش الصخرية في بعض الأماكن في شمال غرب أوروبا، فنكتشف أن النقوش المنتشرة في تلك المناطق كانت أنماطا حلزونية تم تفسيرها على أنها تمثل الشمس، وفي جنوب غرب الولايات المتحدة، تظهر نقوش تفسر كيف يتعامل القدماء مع كسوف الشمس، وهي عبارة عن رموز تتعلق بعملية الكسوف بشكل عام.

وثقت بعض من هذه النقوش حدوث هذه الظاهرة في الماضي، مثل النقوش المكتشفة حديق في منطقة تشاكو كانيون في  نيويورك، والتي تشير إلى حدوث كسوف شمسي حدث عام 1097، تبعه كسوفان آخران في عامي 1257 و 1259، وذلك حسبما نشرت مجلة "سميثسونيان".......... العلمية.

 ويعود عالم الفلك "تايلر نوردغرين" بنظرية علمية جديدة وهي ربط هجرة شعب أناصي لمنطقتهم بسبب حدوث كسوفات متكررة والتي تدل على علامات تحذيرية من الآلهه.

ونستعرض أيضا السجلات القديمة في الدول العربية ،حيث أكتشفت لوحة طينية من مدينة أوغاريت السورية، والتي تحتوي على إشارة إلى كسوف 5 مارس 1223 قبل الميلاد، وتعد أحد أقدم السجلات المكتوبة لرصد كسوف شمسي.

تحدث علماء الفلك القدماء عن هذه الظاهرة وأسردوا العديد من التفسيرات، ومنهم الفيلسوف اليوناني "أناكساغوراس"، والذي قدم تفسيرات فيزيائية لهذه الظاهرة، وهي أن ظلال القمر سبب اختفاء الشمس، وعلى الجانب الآخر، ينسب إلى طاليس ميليتوس، وهو عالم فلك يوناني عاش في القرن السادس قبل الميلاد، توقع كسوف شمسي حدث عام 585 قبل الميلاد.

وقد فسر الأخير هذه الظاهرة "أثناء حدوث الكسوف، ألقى طرفان متحاربان سلاحهما وأبرما السلام"، وهذا التفسير جاء عن طريق المؤرخ القديم "هيرودوت"، وعلى العكس تماما، في عصرنا الحالي، لم يعد الكسوف يحمل نفس الغموض الذي واجه أسلافنا، حتى أننا نختلف حاليا في رد فعلنا على هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر الفلكية.