يُعد أحد شعراء العصر الحديث، فهو من كبار الكتاب في عصره، تميز بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية، سطر اسمه بين الأوساط الأدبي، رُغم اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان، إنه الشاعر إبراهيم المازني، الذي تُحل اليوم ذكرى وفاته.
ولد إبراهيم محمد عبد القادر المازني في شهر أغسطس عام 1889، في قرية كوم مازن بمركز تلا التابع لمحافظة المنوفية، حصل على الشهادة الثانوية، حتي قرر أن يدرس الطب اقتداءٍ بأقاربه، ولكن بعد دخوله لصالة التشريح فقد وعيه، فصرف نظر عنها، وتوجه لدراسة الحقوق، ولكن ما لبث وتركها بسبب زيادة تكلفة المصاريف، فالتحق فيما بعد بمدرسة المعلمين.
تعرف المازني على عبد الرحمن شكري وقدمه للمفكر الكبير عباس محمود العقاد، خلال دراسته بمدرسة المعلمين ومن هنا بدأت تتكون صداقة قوية بين الثلاثة، وبفضل تلك الصداقة تزعم المازنى والعقاد وشكري اتجاه التجديد في الشعر والأدب في بداية القرن العشرين الميلادى هو وأطلق عليهم مدرسة الديوان، قدمت المدرسة مفاهيم نقدية وأدبية جديدة، استوحت روحها من المدرسة الأدب الإنجليزية.
تخرج المازني في مدرسة المعلمين عام 1904 في دفعة محمد فريد أبوحديد، ومحمود فهمى النقراشى، عمل مدرسًا للترجمة بالمدرسة السعيدية الثانوية بعد تخرجه، ثم بالمدرسة الخديوية، ثم نقله "حشمت باشا"، وزير المعارف، من الخديوية إلى دار العلوم لتدريس اللغة الإنجليزية، ولكن لم يتحمل قيود الوظيفة وتركها واعتزل التدريس وعمل بالصحافة.
عمل المازني بجريدة الأخبار مع أمين الرافعي، ثم محررًا بجريدة السياسة الأسبوعية، كما عمل بجريدة البلاغ مع عبدالقادر حمزة وعمل في صحف ومجلات أخرى، كما انتشرت كتاباته ومقالاته في العديد من المجلات والصحف الأسبوعية والشهرية، حيث عُرف عنه براعته في اللغة الإنجليزية والترجمة منها إلى العربية فقام بترجمة العديد من الأشعار إلى اللغة العربية، وتم انتخابه عضوًا في كل من مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والمجمع العلمي العربي بدمشق.
ألف المازني العديد من الأعمال الشعرية والنثرية ومنها: روايتي "إبراهيم الكاتب" و"إبراهيم الثاني" بالاشتراك مع طه حسين وآخرين، وحديث الإذاعة بالاشتراك مع عباس العقاد، كما نال كتابه "الديوان في النقد والأدب" والذي مع العقاد عام 1921 شهرة واسعة، حصاد الهشيم، خيوط العنكبوت، ديوان المازني، رحلة الحجاز، صندوق الدنيا، وغيرهم.
كان للمازني العديد من القصائد ومنها: ظمأ النفس إلى المعرفة، الإنسان والغرور، سحر الحب، الشاعر المحتضر، كأس النسيان، ما أضعت الهوى ولا خنتك الغيب، أمطروا الدمع عليه لا الندى.
حاول المازني تجنب استخدام القوافي والأوزان في بعض أشعاره فانتقل إلى الكتابة النثرية، وخلف وراءه تراثًا غزيرًا من المقالات والقصص والروايات بالإضافة للعديد من الدواوين الشعرية، كما عرف كناقد متميز.
وتزامنا مع ذكرى وفاة الشاعر إبراهيم المازني، يوجد اختلاف بين البعض حول تاريخ وفاته فيظن البعض إنه توفي يوم 1 أغسطس، والأخر يوم 10 أغسطس.