الخميس 1 اغسطس 2024

يوسف إدريس.. صوت المهمشين

يوسف إدريس

ثقافة1-8-2024 | 19:29

أبانوب أنور

ليس مجرد كاتب، بل هو شخصية ثقافية مؤثرة تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الأدب المصري والثقافة المصرية بشكل عام. ورغم مرور سنوات على رحيله، إلا أن أفكاره وأعماله لا تزال حاضرة في أذهان القراء والنقاد، يعتبر أحد أبرز الأدباء المصريين في القرن العشرين، لم يقتصر تأثيره على الأدب وحده، بل امتد إلى مجالات أخرى مثل الفكر والاجتماع، إنه يوسف إدريس .

وُلد يوسف إدريس، في 19 مايو 1927 بالبيروم، الشرقية، عاش مع جدته بالقرية، وابتعد عن المدينة، بعدما أرسله والده للعيش معها فكان يعمل في استصلاح الأراضي، وكثير التنقل، ورُغم ذلك كان متفوقًا، ومولعًا بحبه بعلوم الكيمياء، فكان يأمل أن يصبح طبيبًا، وحقق حلمه والتحق بكلية الطب، وأثناء دراسته بالجامعة ناضل ضد الاحتلال البريطاني، ورُغم كفاحه ضد الاستعمار، حصل على البكالوريوس من جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة"، عام 1947، وتخصص في الطب النفسي.

كان إدريس رائدًا في مجال الواقعية الاجتماعية في الأدب العربي، حيث تناول قضايا المجتمع المصري بعمق وحساسية. سلط الضوء على مشاكل الفلاحين والعمال، وتناقش قضايا مثل الفقر والجهل والتفاوت الطبقي فأصبح صوتًا للمهمشين.

كان إدريس من أوائل الكتاب العرب الذين اهتموا بوصف حياة الطبقات الشعبية وعاداتها وتقاليدها. وقد قدم لنا صورًا حية ومؤثرة عن هذه الطبقات. لم يكتف إدريس بوصف الواقع، بل قام بنقده وبناء رؤيته لمستقبل أفضل لمصر. كان صوته صوتاً للمهمشين والمظلومين.

ألهم إدريس العديد من الأجيال اللاحقة من الكتاب والمثقفين، وشجعهم على تناول القضايا الاجتماعية في كتاباتهم، كما انتشرت العديد من عباراته وأقواله بين الناس، وأصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية المصرية.

ساهم إدريس بشكل كبير في تطوير القصة القصيرة العربية، وجعلها فناً مستقلاً بذاته، وساهم أيضًا في تعميق الوعي الاجتماعي بالقضايا التي يعاني منها المجتمع المصري، وشجع على النقد الأدبي البناء، ودعا إلى ضرورة أن يكون الأدب مرآة عاكسة للواقع.

ورحل يوسف إدريس عن عالمنا في مثل هذا اليوم 1 أغسطس من 1991، تاركًا لنا أفكار وأعمال لا تزال حاضرة في أذهاننا .