على مر العصور، طالبت بعض الدول بأحقية أراض غيرها، مستخدمة وثائق ومستندات تاريخية لدعم مطالبها، وفي بعض الحالات، كانت هذه الأدلة غير كافية للاعتراف الدولي، وفي أحيان أخرى، لم تعتمد تلك الدول على الأدلة التاريخية، بل لجأت إلى القوة العسكرية لفرض سيطرتها.
الصراع بين الهند وباكستان على كشمير
يعد الصراع بين الهند و باكستان من أكثر النزاعات تعثيدا في التاريخ الحديث، بدأ هذا الصراع عندما تم تقسيم الهند البريطانية عام 1947م، إلى دولتين مستقلتين وهما: الهند وباكستان، وعلى جانب آخر، كانت كشمير منطقة ذات أغلبية ساحقة من المسلمين وتتمتع بحكم ذاتي وبرغم ذلك قرر الحاكم الهندوسي وقتها وهو المهراجا هاري سينغ في عام 1947 الإنضمام إلى الهند بشكل رسمي.
أثار ذلك حفيظة المسلمين مما أدى إلى اندلاع حرب بين البلدين، ولا يزال إلى الآن هذا الصراع قائما حيث تسيطر الدولة الهندية على جزء من كشمير وتسيطر باكستان على الجزء الآخر من المنطقة، وكانت الأسباب الرئيسية للصراع تشمل القضايا الدينية والتاريخية والجغرافية والسياسية، بالإضافة إلى أهمية كشمير الاستراتيجية لكلا البلدين.
الصراع الأرمني - الأذربيجاني على ناجورنو كاراباخ
ناجورنو كاراباخ هي منطقة جبلية داخل الحدود الأذربيجانية ولكن يسكنها أغلبية أرمنية، وتعود جذور هذا الصراع بين الأثنين إلى انهيار الإتحاد السوفيتي في أواخر الثمنينات وأوائل التسعينات، بدأت النزاعات بشكل دموعي مسلح بين الأرمن والأذربيجانيين، وانتهت بإعلان استقلال ناجورنو كاراباخ بدعم من أرمينيا.
لم تعترف إذربيجان والمجتمع الدولي بذلك، وتجددت الاشتباكات بين الدولتين في 2020 استعادت على إثرها أذربيجان جزء من الأراضي، وذلك بفضل الدعم التركي واستخدام تقنيات عسكرية متقدمة
الصراع بين الصين وتايوان
ترجع جذور هذا الصراع إلى نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949، حينما انتقلت الحكومة القومية الصينية إلى تايوان بعد انتصار الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونغ في البر الرئيسي، وماتزال تعتبر الصين الدولة التايوانية جزءا لا يتجزء من أراضيها، بينما تصر تايوان على أنها دولة مستقرة ذات حكومة ونظام اقتصادي منفضل.
تحاول الصين جاهدة إعادة تايوان إلى أراضيها وتصر على سياسية الصين الواحدة وغير المجزئة، لذلك تجري الصين مناورات بحرية مكثفة على خلفية اقتحام الجزيرة التايوانية مستقبلا، بينما تحاول الولايات المتحدة دعم تايوان سياسيا لأجل عدم تحقيق ما تربو اليه الأمبراطورية الصينية.
الصراع بين تركيا واليونان على قبرص
تعود بدايات هذا الصراع عندما حصلت قبرص في الستينات على استقلالها من بريطانيا، وتضم قبرص سكانا من أصول يونانية وتركية، وفي عام 1974، قامت تركيا بغزو شمال قبرص ردا على انقلاب مدعوم من اليونان كان يهدف إلى ضم الجزيرة إلى اليونان، منذ ذلك الحين، تم تقسيم قبرص إلى جزء جنوبي يوناني معترف به دوليا، وجزء شمالي تركي أعلن نفسه جمهورية مستقلة لا تعترف بها إلا تركيا.
الصراع بين روسيا وأوكرانيا على شبه جزيرة القرم
كانت القرم جزءا من روسيا حتى عام 1954 عندما تم نقلها إلى أوكرانيا السوفيتية، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أصبحت القرم جزءا من أوكرانيا المستقلة، وتجدد الصراع في عام 2014، عندما قامت روسيا بضم القرم بعد استفتاء مثير للجدل لم تعترف به أوكرانيا والمجتمع الدولي، ونجحت روسيا بعدها في ضم جزيرة القرم لحوذتها.